ثمّ اعلم،
أنّ الرّسالة المطلقة و السّفارة المرسلة، هي الدّائرة الكليّة و الفلك العام المشتمل
على أفلاك جزئية، و ذلك لأنّ الأمور الرّوحانية كلّها دوائر لبساطتها و كلّ دائرة
فإنّها مشتملة على نقاط و هذه الدّائرة كلّ نقطة منه مركز لدائرة حقيقيّة و أفلاك
كريّة. و صاحب هذه الدّائرة الكلية، هو الرّسول الّذي بلغ الى مرتبة الجامعيّة، و
جمع الأخلاق الإلهية الّتي هي مائة و تسعة عشر خلقا [2]، كما ورد في
الأخبار العامية. و ليس ذلك الّا نبينا صلّى اللّه عليه و آله فإنّه جمع تلك
الأخلاق كلّها ذوقا و جمعت له العناية الأزلية و لأنّ آدم و من دونه تحت لوائه [3] و لأنّ
لوائه، لواء الحمد [4] و «الحمد»، هو استجماعيّة جميع الصّفات الإلهية و المحامد
الرّبانيّة. و لأنّه هو الّذي أوتي جوامع الكلم [5] و الخلق
الأعظم [6] و هو سلطان العالمين و شفيع الكل يوم الدين فجميع
الأنبياء و الرسل المكرّمين انّما هم
[1] .
في هذا المعنى حديث في البحار، ج 18، ص 334: «و هبط مع جبرئيل ملك لم يطأ الأرض،
معه مفاتيح خزائن الأرض ... فإن شئت فكن نبيّا عبدا و إن شئت نبيّا ملكا»؛
الاحتجاج، ج 1، ص 220؛ بحار، ج 10، ص 40.
[2] . في
مناقب ابن شهرآشوب، ج 1، ص 142 ذكر مائة و خمسين خصلة. راجع أيضا البحار ج 16 صص
228- 226.
[3] . إشارة
الى حديث «آدم و من دونه تحت لوائي» بحار، ج 16، ص 402 نقلا عن المناقب لابن
شهرآشوب و قريب منه ما في سنن الترمذي ج 5، ص 587، حديث 3615.
[4] . راجع:
معاني الأخبار، باب معنى الوسيلة، ص 116؛ علل الشرائع، ج 1، باب 129، حديث 6، ص
164: «... و علي بن ابي طالب أمامي و لوائي بيده و هو لواء الحمد» و في هذا الباب
روايات كثيرة؛ الفتوحات، ج 2، ص 88.