responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 327

الخطبة السّابقة [1] «انّما تحدّ الأدوات أنفسها و تشير الآلة الى نظائرها»؛ لكن يجب أن تعلم أنّ المراد بالوضع ليس الوضع الاتفاقي أو الجزافي، بل ذلك وضع معقول إلهي روعي فيه المناسبات الحروفيّة فانّ للحروف حقائق علميّة هي أصول لكلّ شي‌ء و دلائل على كلّ مدرك من ضوء و في‌ء، و هي تفريق كلّ شي‌ء من اسم حقّ و باطل أو فعل و مفعول أو معنى و غير معنى و هي تفريق كلّ شي‌ء من اسم حقّ و باطل أو فعل و مفعول أو معنى و غير معنى و هي بعد إبداع اللّه تعالى النور الأوّل كما نصّ بذلك خبر عمران‌ [2] الآتي في آخر الكتاب إن شاء اللّه. و المراد بالإرادة هي انّك إذا ألّفت الحروف و جمعت منها أحرفا و جعلتها اسما و صفة لمعنى ما طلبت و قصده و وجه ما عنيت و إرادته كانت دليلة على معانيها داعية الى الموصوف بها.

[وجه إطلاق الواحد على الخالق و المخلوق‌]

و ذلك أنّ الإنسان و ان قيل واحد فانّه يخبر انّه جثّة واحدة و ليس باثنين و الإنسان نفسه ليس بواحد لأنّ أعضائه مختلفة و ألوانه مختلفة غير واحدة و هو اجزاء مجزّأ ليس سواء، دمه غير لحمه و لحمه غير دمه و عصبه غير عروقه و شعره غير بشره و سواده غير بياضه و كذلك سائر جميع الخلق فالإنسان واحد في الاسم لا واحد في المعنى.

«الجثّة» جثة الإنسان إذا كان قاعدا أو قائما قال بعضهم و يكون ذلك معتمّا و قال ابن دريد [3]: و أحسب انّ جثّة الرّجل من الجثّ (بالضم) و هو ما ارتفع من‌


[1] . اي الخطبة الثانية من هذا الباب، ص 173.

[2] . التوحيد، ص 436: «و تلك الحروف تفريق كل شي‌ء من اسم ...».

[3] . و هو ابو بكر محمد بن حسن بن دريد توفي في بغداد 321 ه، قال في جمهرة اللغة،-

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 327
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست