responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 326

«فاللّه واحد» الى آخره. و قوله «فليس» على الاستفهام و تقرير السؤال: أنّك قلت أنّه يجب الفرق بين الشي‌ء و مشيّئه لأنّه لا يشبه شيئا، و قد صحّ بالاتفاق إطلاق الواحد على اللّه و على خلقه، فقد وقع التشبيه إذ صدق المعنى الواحد على أمور مختلفة يقتضي اشتراكها [1] بالضرورة في ذلك المعنى سواء كان ذلك المعنى أمرا حقيقيا أو غيره على تقدير صحّة الأمور الاعتباريّة.

قال: احلت- ثبّتك اللّه- انّما التّشبيه في المعاني فأمّا في الأسماء فهي واحدة و هي دلالة على المسمّى.

هذا هو الجواب. قوله: «أحلت» أي جئت بالمحال و تكلّمت بما هو الممتنع من المقال. و تقرير الجواب انّ التشبيه انّما يتحقق إذا كان هنالك اشتراك في المعاني و أمّا الاشتراك في الأسماء و الألفاظ فذلك ليس بممتنع بل هي واحدة، و قد يجمع الاسم الواحد معاني مختلفة لا شركة فيها أصلا. و قوله: «و هي دلالة» على صيغة المصدر. و المعنى انّ الأسماء إنّما هي نفس الدلالة بمعنى انّ المتكلّم انّما يدلّ بها على المسمّى و هو إشارة الى صحة اشتراك الاسم الواحد لمسمّيات مختلفة و جواز دلالة اللّفظ الواحد على المعان المتباينة، و ذلك لأنّ الأسماء و الألفاظ عبارة عن أمور دالّة على المعاني، و اللّفظ لا يدلّ بذاته على المعنى حتى لا يصحّ أن يكون إذا دلّ على معنى من المعاني أن لا يدلّ على معنى آخر يخالف المعنى الأوّل، بل دلالة اللّفظ على المعنى انّما هي بالوضع و الإرادة جميعا كما هو الحق و إليه يومي قوله عليه السّلام بعد ذلك: «و إن قيل واحد فانّه يخبر» إذ الإخبار انّما يكون بالإرادة، فالدّال على الحقيقة هو المخبر و الألفاظ دلالات كما صرّح عليه السلام بذلك في قوله: «و هي دلالة» على المعنى أو آلات للدّلالة كما يشعر بذلك قول أبي الحسن الرّضا عليه السّلام في‌


[1] . اشتراكها: اشتراكهما م.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست