responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 316

سبحانه.

و أمّا سرّ سببيّة إطاعته للّه لإطاعة كلّ شي‌ء له، فلأنّ ثمرة الإطاعة و نتيجة قرب الفرائض و النّوافل هي «المحبوبيّة التامة» الّتي بها يكون اللّه سمع العبد و بصره و يده و رجله و جميع قواه، فيفعل ذلك العبد كلّ أفعاله باللّه تعالى و قوّته و سلطانه، فيكون كلّ شي‌ء مطيعا له كما كان مطيعا للّه. و في الوحي القديم: «يا ابن آدم أطعني اجعلك مثلي: إذا قلت للشي‌ء: «كن» فيكون» فمن الأولى ترى أولياء اللّه يستأنس معهم الوحوش في الصّحاري و يجعلون مطاياهم السّباع الضّواري، و من الثانية [1] تراهم يتصرّفون في العالم بأنواع خوارق العادات و أصناف المعجزات.

ثمّ قال: «يا فتح! من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوق، و من أسخط الخالق فغمن‌ [2] أن يسلّط عليه سخط المخلوق» «إرضاء الخالق» [3] هو العمل بمقتضى رضاه و في الخبر أنّ موسى على نبيّنا و آله و عليه الصلاة و السلام قال: «ربّ دلّني على أمر فيه رضاك حتّى أعمله فأوحى اللّه إليه انّ رضاي في كرهك و أنت- لا تصبر على ما تكره فقال: «يا ربّ دلّني عليه» قال: «رضاي عنك في رضاك بقضائي‌ [4]»- انتهى. و «الرّضاء بقضاء اللّه»، هو ترك الاعتراض و السّخط و هذا لطائفة. و في وجه آخر، هو سرور القلب بالمحبوب و المكروه، فإذا كان العبد راضيا بقضاء اللّه و صار مسرورا بكلّ ما آتاه‌


[1] . و من الثانية: أي من الإطاعة.

[2] . فغمن: فقمن د.

[3] . الخالق: المخلوق ن.

[4] . قريب منه ما في أصول الكافي، ج 2، كتاب الإيمان و الكفر، باب الرضاء بالقضاء، حديث 7 بغير هذه العبارة.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست