اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 315
هذا الخبر مضمر
في طريق الصّدوق، لكن المراد منه أبو الحسن الرّضا عليه السلام كما سيصرّح به في
«باب أسماء اللّه».
فسمعته يقول:
«من اتّقى اللّه يتّقى و من أطاع اللّه يطاع» فتلطّفت في الوصول إليه، فوصلت و
سلّمت [1]، فردّ عليّ السّلام «التلطّف في الوصول»، عبارة عن الوصول
في خفاء و دقة.
«التّقوى»،
هنا عبارة عن كمال الخوف الّذي ينشأ من العلم الحق باللّه و بكتبه و رسله و
ملائكته و اليوم الآخر و يعبر عنه «بالخشية» كما قال اللّه جل مجده: إِنَّما
يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ[2] و هو المراد في
الخبر المرويّ: «من خاف اللّه يخافه كلّ شيء» [3] و المراد
بالإطاعة هي الإطاعة التّامة الّتي يتحقّق: من إتيان الفرائض و النوافل المقرّبة
إليه المنتجة للمغفرة الكاملة و «المحبوبية التامّة» [4]؛ و من
الانتهاء عن اقتران الحرام و الشبهة بل عن اكتساب الحلال خوفا من الحساب.
أمّا سرّ
سببيّة خوف اللّه لمخافة كلّ شيء من العبد انّ علامة الخوف هي الهرب من كلّ شيء
و اللّجأ الى حرم كبرياء اللّه كما في مصباح الشريعة: فاذا هرب العبد مما سوى
اللّه و التجأ الى حرم كبريائه نجى من كل شيء، فلم يبق معه شيء سوى اللّه حتى
نفسه فانّها اعدى عدوّه، فهو في حريم كبريائه لا خوف عليه و لا حزن يعتريه. و لا
شك انّ كلّ شيء فانّما يخاف اللّه و يصعق لخيفته و يخضع له، فكذا يخاف من هذا
العبد الّذي فنى عن نفسه و عن كلّ شيء و بقي مع اللّه