اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 294
ثم من المستبين
انّ الجاعل انّما يجعل الطبيعة بالذات. و الفصول و الأفراد مجعولات بالعرض لأنّ
جاعل الحيوان ناطقا: إمّا أن يجعل الحيوان بالذات أو الناطق بالذات أو المجموع. لا
سبيل الى الأخيرين و الّا لاستغنى الجنس عن الجعل في الأول، و الجنس و الفصل في
الثاني، اذ جاعل المجموع: إمّا جاعل للهيئة الاجتماعية فيلزم ما قلنا أو لكليهما و
ذلك ينافي وحدة الجاعل إذا فرض واحدا، و لو كان مركبا فيجب أن يتقدم جعل الجنس على
الفصل إذ هو ممّا يقوم بالجنس و فرعه و ذلك هو الأصل، و لا معنى لتقدّم الفرع على
الأصل. و الى ذلك أشير ما قاله أساطين الحكمة: من انّ الوجود للطبيعة بالذّات و
للأفراد بالعرض.
إذا تحقّقت
هذه الأمور و تعرّفت الحق من القول الزّور، فنقول: أمّا الفاعل الّذي هو فاعل
تجوهر الذّات، فيجب أن يباين ذلك الجوهر و جميع الأمور الّتي بعده من المحمولات
الّتي يكون له و إلّا لكان جاعلا لنفسه بناء على جعل الطبائع و الذوات؛ و الفاعل
بالمعنى الثاني، يجب أن يباين مجعوله من الصّور المحمولة و الماهيّات المجعولة في
الجنس القريب أي لا يكون جنس قريب يجمع الجاعل و المجعول و إلّا لكان الجاعل يجعل
نفسه. و المبدأ الأوّل تعالى مجده لمّا كان جاعل ذوات الأشياء و صورها جميعا، فيجب
أن يفارق الكلّ من جميع الجهات.
و كذا العقل
يجب أن يباين النفس في الجنس القريب إذ هو فاعل صورة النفس التي هي الجنس القريب
لها و هي جنس بالعرض للنفوس، لا فاعل ذاتها، إذ الذوات مجعولات للباري تعالى. و
هذا التحقيق مما يجب أن يضنّ به كلّ الضنّة [1]
[1] .
و في هامش ص 60 نسخة ن: «و هذا ليس بتحقيق بل يجب أن لا يضنّ به حتى يظهر للناس
فساد هذا التحقيق من أوّله الى آخره لوجوه من الفسادات الظاهرة و عدم وصوله معنى
الجنس و الفصل و عدم تدبّر الجعل و الجاعلية و المجعولية. و بناؤه على أصالة
الماهيات التي بطلانها من البديهيات الأوليّة فالتفصيل غير مناسب لهذا المقام لمن
له ربط بالمقام يفهم ما قلت من الكلام»- مهدي.
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 294