اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 28
جواره» قال: قلت:
«فهذه و اللّه الكرامة الّتي لا يشبهها كرامة الآدميّين!» قال: ثمّ قال أبو عبد
اللّه عليه السّلام: «اعملوا قليلا تنعّموا [1] كثيرا».
شرح: «ان» في
قوله عليه السّلام: «إن هو» (بكسر الهمزة) للشّرط- حذف جوابه أو قدّم [2] على
الخلاف-؛ و في قوله: «أن يسكنه» (بالفتح) مصدريّة و الجملة مفعول «ضمن».
اعلم، انّه
عليه السلام ذكر أربعة أمور، لكنّها مشتملة على الأصول الخمسة مع زيادة العمل
بالفرائض بيان ذلك: انّ الإقرار بالرّبوبيّة، يتضمّن الإقرار بالتّوحيد و الصّفات
الكماليّة و التّنزّه من أوصاف النّقص- من الظلم و الجور و غير ذلك- و الإقرار
بالمعاد و هذه هي الثلاثة من الأصول الخمسة.
وجه التضمّن:
انّ الرّب: إمّا بمعنى «المالك» أو «القادر» و كلّ منهما يصحّح ما قلنا:
أمّا المعنى
الأول، فلأنّ «الرّبّ» بهذا المعنى هو الذي ينفذ مشيّته في مملكته كيف شاء و كما
شاء إيجادا و إعداما و إظهارا و إعادة كما قال عزّ من قائل نصّا على الإظهار و
الإعادة: بِرَبِّ الْمَشارِقِ[3]، إشارة إلى الأوّل [4] وَ
الْمَغارِبِ، إشارة إلى الثاني [5]. و قال تعالى حكاية عن موسى عليه
السّلام: رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ
[1] .
تنعّموا: تتنعّموا (التوحيد، باب 1، ص 19 حديث 4؛ بحار، ج 3، باب 1، حديث 6، ص 4).
[2] . أي
جواب الشرط إمّا محذوف و هو «ضمن له» و إمّا مقدّم و هو أيضا «ضمن له».