responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 266

و لا تخطر ببال أولي الرّويّات خاطرة من تقدير جلال عزّته.

«جبهه»، كمنعه و ضربه: ضرب جبهته و ردّه و الاعتساف: الأخذ على غير الطّريق، أي رجوع العقول عن الوصول إليه سبحانه حين ردّت عن ذلك المرام، انّما كانت على اعتراف منها بأنّه لا يمكن الوصول الى كنه معرفة اللّه لأنّه ميل عن قصد السبيل. فالباء في قوله «بجور الاعتساف» ليست صلة ل «ينال» و لا يخطر ببال أولي الأفكار خاطرة أيّ شي‌ء يخطر بالبال من تقدير جلال عزّته، بأن يقدّر له حدّ [1] ليمكن تعقّله؛ تعالى عن ذلك كلّه!

لبعده من أن يكون في قوى المحدودين لأنّه خلاف خلقه.

تعليل لعدم الوصول و ذلك لأنّه تعالى غير محدود، بحدّ معين. و الإدراك يستلزم التحديد أو كلّ ما يدخل في القوى المحدودة فهو محدود لإحاطة القوى به. و القوى أعمّ من المدارك العالية و المشاعر السّافلة. و هذا البرهان الّذي ذكر انّما هو من نفس المدّعى حيث قيد القوى بالمحدوديّة.

و البرهان الآخر هو ما أشار إليه بقوله عليه السلام: «لأنّه خلاف خلقه» و بيانه:

بعد تذكّرك ما تلونا عليك في السّوالف في تحقيق تعقل النفس للمعقولات: من أنّ تعقّل الشي‌ء لا يمكن الا بأن يكون في العاقل سنخ من ذلك الشي‌ء المعقول و هذا هو المراد «باتحاد العقل و العاقل و المعقول»، الموروث عن الأقدمين. و الدليل الإجمالي على ذلك هو انّ الشي‌ء إذا كان عاقلا بذاته و لا محالة يكون معقولا بذاته فتعقّله لغيره يكون بذاته لا بشي‌ء آخر و الّا لم يكن عاقلا بذاته و قد فرض كذلك، و اذا كان تعقّله بنفس ذاته فمعقوله يكون معقولا بنفس الذّات العاقلة، فذلك المعقول يكون معقولا للعاقل بنفس ذات العاقل، و قد كان هو نفسه معقولا بنفس ذاته، فكما انّ عاقليته و معقوليته لنفسه، متّحدان بالذات متغايران بالاعتبار،


[1] . حدّ: حدّاد.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست