responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 293

قوله جل اسمه: [سورة البقرة (2): الآيات 4 الى 5]

وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولئِكَ عَلى‌ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)

يحتمل أن يراد بهؤلاء الموصوفين بالايمان بما أنزل على جميع الأنبياء و باليوم الآخر، أعيان المذكورين سابقا، كلّا أو بعضا و توسيط العاطف هاهنا كتوسيطه بين الصفات في قولك: هو الشجاع و الجواد و قوله:

إلى الملك القرم و ابن الهمام‌

و ليث الكتيبة في المزدحم‌

على معنى انّهم الجامعون بين الايمان العلمي و لوازمه- من التقوى عن محارم اللّه و العمل بما فرضه اللّه عليهم من العبادات البدنية و الماليّة- و بين الايمان الكشفي بما لا يستقلّ العقل بإثباته من كيفيّة إنزال الوحي على الأنبياء و أحوال البعث و الحشر.

أو انّهم الجامعون بين المعقول و المسموع من الايمان باللّه و اليوم الآخر مع العمل الصالح.

و كرّر الموصول تنبيها على تباين المسلكين و تفاوت المنقبتين. و يحتمل أن يراد بهم طائفة اخرى و هم مؤمنوا أهل الكتاب، كعبد اللّه بن سلام و أترابه، من الذين آمنوا باللّه، لا عن شرك. فاشتمل ايمانهم على كلّ وحي انزل من عند اللّه و أيقنوا بالآخرة ايمانا زال معه ما كانوا عليه من أنّه: لا يدخل الجنّة إلّا من كان هودا أو نصارى، و أن النار لن تمسّهم إلّا أياما معدودات، و من اختلافهم في نعيم الجنّة كالتلذّذ بالمطاعم و المناكح، أهو على حسب مجراها في الدنيا أم غيره، و اختلافهم في الدوام و الانقطاع.

فعلى هذا إما أن يكون هذه الجملة معطوفة على الّذين يؤمنون بالغيب، فيكون هؤلاء داخلين مع المذكورين أولا في جملة المتقين، دخول أخصّين متقابلين تحت أعمّ.

و جهة التباين انّ المراد بأولئك هم الذين آمنوا عقيب شرك و إنكار، و بهؤلاء مقابلوهم ممّن‌

اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست