responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 294

ليس كذلك، و كانت الآيتان تفصيلا للمتّقين.

و إما أن يكون معطوفة على المتّقين فكأنّه قال: هدى للمتّقين عن الشرك و للّذين آمنوا من أهل الملل و الطائفتان هما أهل التزكية و أهل التحلية.

و ربما قيل‌ [1]: إنّ قوله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ‌، و إن كان شاملا لأهل الكتاب و غيرهم، إلا انّ دلالة العامّ على بعض ما دخل تحته ليس في القوّة كدلالة لفظ مخصوص به، إذ العامّ ممّا يحتمل التخصيص بما سوى هذا البعض، و الخاصّ لا يحتمل ذلك. و لمّا كانت السورة مدنيّة و قد شرّف اللّه المسلمين بقوله: هدى للمتّقين الّذين يؤمنون بالغيب ذكر بعد ذلك مؤمني أهل الكتاب كعبد اللّه بن سلام و نظرائه في العلم و اليقين بقوله:

و الّذين يؤمنون بما انزل اليك- الى آخره- لأنّ في هذا التخصيص بالذكر مزيد تشريف لهم كما في ذكر جبرئيل و ميكائيل بعد الملائكة، و ترغيب لأمثالهم في الدين القويم و الصراط المستقيم فهذا هو السبب في ذكر هذا الخاصّ بعد ذلك العامّ.

فصل‌

المراد بما انزل اليك، صورة ألفاظ القرآن السمعيّة بأسرها نزولا سمعيّا في عالم الأشخاص و الأجسام الغائبة عنّا، و صورة معانيها العقليّة عن آخرها نزولا قلبيّا في عالم الأرواح القدسيّة، و إنّما عبّر عن إنزالها بلفظ الماضي و إن كان بعضها ممّا يترقّب إنزاله، لأنّ الأشياء المتجدّدة في موطن الدنيا، المتعاقبة في أزمنة كثيرة منها إنّما هي مجتمعة ثابتة في المواطن العالية في زمان واحد دفعة واحدة. كما أشار اليه قوله تعالى‌ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ‌ [22/ 47] و قوله‌ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [97/ 4].


[1] الفخر الرازي: 1/ 254.

اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست