اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا الجزء : 0 صفحة : 84
باطن. و مراتب العلماء أيضا فيها متكثرة. ففيهم فاضل و مفضول، و عالم
و أعلم. و الذي نسبته إلى نبيّة أتمّ، و قربه من روحه أقوى، كان علمه بظاهر شريعته
و باطنه أكمل. و العالم بالظاهر و الباطن أحق أن يتبع ... ثم من هو دونه في
المرتبة إلى أن ينزل إلى علماء الظاهر فقط و فيهم أيضا مراتب: إذا العالم بالأصول
و الفروع أحق أن يتّبع من العالم بأحدهما- و أعني بالأصول ما يستفاد من الكتاب و
السنّة من العلم باللّه و آياته و كتبه و صحفه و رسله و أوليائه و اليوم الآخر ...
لا المسائل الكلاميّة المختلف فيها اختلافا لا يكاد يرتفع إلى يوم القيامة ... و
بالفروع ما يستنبط بها من المسائل الكلاميّة و الأصول و الأحكام الفقهيّة.
فلكلّ من الظاهر و الباطن علماء كلّهم داخلون تحت حكم الخليفة الذي
هو العالم بالظاهر و الباطن و أكمل من الكل».
فعلماء الظاهر حازوا المرتبة النازلة في التقسيم الذي نقله المؤلّف
عن بعض المحقّقين:
«العلماء
ثلاثة:
عالم باللّه غير عالم بأمر اللّه ... و عالم بأمر اللّه غير عالم باللّه و هو الذي
يعرف الحلال و الحرام و دقائق الأحكام، لكنه لا يعرف أسرار جلال اللّه. و عالم
باللّه و بأمر اللّه».
[104] «فالواجب على الطالب
المسترشد اتّباع علماء الظاهر في العبادات و الطاعات، و الانقياد بعلم ظاهر
الشريعة- فإنه صورة علم الحقيقة لا غير- و متابعة الأولياء في السير و السلوك،
لينفتح له أبواب الغيب و الملكوت بمفاتيح إشاراتهم و هداياتهم. و عند هذا الفتح
يجب له العمل بمقتضى علم الظاهر و الباطن مهما أمكن. و إن لم يمكن الجمع بينهما،