اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا الجزء : 0 صفحة : 16
سيرته العلمية:
تنقسم حياته- ره- إلى ثلاث فترات متمايزة:
ألف- نشأ بشيراز، و بعد استكمال أوائل العلوم الرسميّة فيه انتقل إلى
أصبهان- و كانت في تلك الأيام عاصمة ايران و مركزه الثقافي و السياسي- فحضر فيها
مجالس الأساتذة، و استفاد من العلمين الكبيرين: السيد الداماد، و الشيخ- البهائي،
و اشتغل بتكميل المعارف العقلية و النقلية. قال: [14] «ثم إني قد صرفت
قوّتي في سالف الزمان، منذ أول الحداثة و الريعان في الفلسفة الإلهية، بمقدار ما
أوتيت من المقدور، و بلغ إليه قسطي من السعي الموفور، و اقتفيت آثار الحكماء
السابقين و الفضلاء اللاحقين.
مقتبسا من نتائج خواطرهم و أنظارهم، مستفيدا من أبكار ضمائرهم و
أسرارهم. و حصّلت ما وجدته في كتب اليونانيين و الرؤساء المعلّمين، تحصيلا يختار
اللباب من كل باب».
[15] «و إني كنت سالفا كثير الاشتغال بالبحث و التكرار،
و شديد المراجعة إلى مطالعة كتب الحكماء النظّار».
فحاز- ره- لجودة قريحته و شدّة فطنته- الكمال في العلوم الرسمية و
الاطلاع على المشارب المختلفة الفلسفية و الكلامية و صار من أساتذة الفن بارعا في
الحكمة البحثية، و لأنه كان ذا معنوية عال و روح أبيّ يتباعد عن التقرب إلى
الملوك [16] و الرؤساء و
الترأّس على العوام، صار مرمى طعن الجهلة و الأرذال
[16] قال- ره- في تفسير سورة الجمعة (في تفسير قوله تعالى «ذكر اللّه»): عند ذكر خطبة صلاة الجمعة: و أما ما عدا ذلك من ذكر
الظلمة، و ألقابهم و الثناء عليهم و الدعاء لهم- و هم أحقاء بعكس ذلك- فمن ذكر
الشيطان. نعوذ باللّه من غربة الإسلام و نكد الأيام.
اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا الجزء : 0 صفحة : 16