بما تشتهي نفوسهم في البقر و الغنم و الخمر و المسكر [1] كما في الفصل الرابع عشر من سفر التثنية و هل يقبل ذو شعور ان اللّه
يأمر بإنفاق الزكاة بشرب الخمر و المسكر في بيت عبادتهفَأَنْزَلْنا
عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا كرر ذكر الظالمين اما لتخصيص الرجز بالظالمين أو تسجيلا لقبيح ظلمهم
و بيانا لأن ظلمهم هو السبب في إنزال الرجز عليهمرِجْزاً أي عذابامِنَ السَّماءِ
بِما أي بسبب ماكانُوا يَفْسُقُونَ و لم يستغفروا و يطلبوا حط
ذنوبهم عنهم بل بدلوا ما قيل لهم
60وَ إِذِ اسْتَسْقى مُوسى طلب من اللّه السقيالِقَوْمِهِ
فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فضرب به و حذف ذلك لأن
دلالة المقام عليه واضحةفَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً يشربون من مائهاقَدْ عَلِمَ
كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ و إن عدد العيون و امتياز الأناس بعضهم من بعض بالمشرب ليستفاد منه
ان كل عين كانت مشربا لسبط من أسباط بني إسرائيل الإثني عشركُلُوا وَ
اشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ الذي رزقكم إياه على سبيل
المعجز و خارق العادة بدون شائبة من سعي أو تسبيب منكم و ذلك هو المن و السلوى و
هذا الماء المنفجر من الحجر فاشكروا اللّه و اطلبوا رحمته و أطيعوه و توكلوا عليهوَ لا
تَعْثَوْا
معناه قريب من لا تطغوا و نحوهفِي الْأَرْضِ
مُفْسِدِينَ
حال من الضمير في لا تعثوا 61وَ إِذْ
قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ لا نجد له بديلا في بعض
الأيام و هو المن و السلوىفَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ
مِنْ بَقْلِها و هو النبات الذي تخضر به الأرض و منه النعنع و الكراث و الكرفس و
نحوها مما يأكله الإنسانوَ قِثَّائِها و هو الخيار الطويل الأخضروَ فُومِها
روى في مجمع البيان مرسلا عن الباقر «ع» ان الفوم الحنطة و رواه ابن جرير
في تفسيره و السيوطي في الدر المنثور عن ابن عباس
مستشهدا بقول
[1] ذكروا ذلك بنحو لا يقبل التأويل ففي
الأصل العبراني «و بيايين» و هو اسم الخمر الصريح «و بسكار» و هو اسم
صريح في المسكر