responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 95

المعصيةوَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ‌ بمعاصيهم‌

[سورة البقرة [2]: الآيات 58 الى 59]

وَ إِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَ قُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ [58] فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ [59]

58وَ إِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ لا اعرف قرية في زمان موسى (ع) أمروا بدخولها و دخول بابها سجدا على ما هو مذكور في الآية في نسق هذه القصص و من البعيد جدا أن يراد بها الخيمة التي نصبها موسى في البر و قدسها للعبادة [1] إذ لا يناسبها اسم القرية و لا قوله تعالى‌فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً نعم يناسبها ان تكون قرية بيت المقدس الذي بناه سليمان و كان بنو إسرائيل يأتونها في مواسمهم للعبادة و يتمتعون فيها بالرغد و الأمن. و يمكن أن يكون هذا القول من اللّه قد جاء في الوحي إلى موسى (ع) فإن التوراة الرائجة تذكر ان موسى (ع) كان يذكر لهم من وحي اللّه احكام مجيئهم إلى المكان الذي يختاره اللّه بعد الخيمة كما في سفر التثنية متفرقا من الفصل الثاني عشر إلى الحادي و الثلاثين.

و لا بعد في ان يوجد في هذه التوراة المحرفة شي‌ء من انقاض التوراة الحقيقية و اللّه العالم بحقائق الأموروَ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً جمع ساجد و لعل المراد باب بيت المقدس و المعنى ان دخولكم يكون للسجود و العبادة و الاستغفار كما هو شأن المساجدوَ قُولُوا حِطَّةٌ بالرفع خبر لمحذوف اي سجودنا و عبادتنا حطة لذنوبنا و الجملة خبرية يراد بها الدعاء أي اجعل سجودنا و عبادتنا سببا لحط ذنوبنا عنا يقال حط الحمل من الدابة أي ازاله و أنزله عنهانَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ‌ بأعمالهم على المغفرة بالثواب 59 فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ‌ و قالوا ما لا يرجع إلى الاستغفار و طلب الحط لأثقال ذنوبهم عنهم. و لعل من مصداق ذلك انهم حذفوا الأمر بالعبادة و الاستغفار و دوام السجود في بيت المقدس و بدلوه بأن اللّه أمرهم في التوراة بأنهم إذا لم يقدروا ان يحملوا زكواتهم ان يبيعوها بفضة و ينفقوها في بلد بيت المقدس‌


[1] ذكرت في دعاء السمات بعنوان قبة الزمان بالزاي المعجمة و إن كان الناس يقرءونها قبة الرمان بالراء المهملة و هذا ترجمة حرفية لاسمها في التوراة العبرانية الرائجة «اهل موعد» اهل. قبة. و موعد.

الزمان. و المترجمون للتوراة يترجمونها تحريفا بخيمة الاجتماع إلا طبعة قديمة بيروتية ترجمتها في بعض الموارد قبة الزمان‌

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست