و ما ظنك بعذابهم على كفرهم و سوء أعمالهم و فسادهم 11وَ إِذا قِيلَ
لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بنفاقكم و سوء اعمالكمقالُوا إِنَّما
نَحْنُ مُصْلِحُونَ و ما أكذبه من قول يقوله مريض القلب و المتحكم بجهله او نفاقه على
الحقائق و الدين و شؤون الناس. فيسميه اذنابه بالمصلح الكبير 12أَلا إِنَّهُمْ
هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ بنقصهم و بما يلحقهم من
ذلك من وصمة الضلال و ظهور الحال و وخامة السمعة 13وَ إِذا قِيلَ
لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ بالإيمان المعهود و ثبتوا
على حقيقة الايمان و تعاليمه الصالحة و أخلاقه الفاضلة و الطاعة في نصرهم لدين
الحققالُوا من غيهمأَ نُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ الذين آمنوا و خضعوا
للإسلام و أحكام دينه و الجهاد في سبيل اللّه و إظهار الحقأَلا إِنَّهُمْ و هم المنافقونهُمُ
السُّفَهاءُ
الذين هم اختاروا سفاهة النفاق و رذيلته و أضاعوا رشدهم في المعارف و
دين الحق و سعادة الدارين و العاقبة الحسنىوَ لكِنْ لأجل تماديهم في الغيلا
يَعْلَمُونَ
بما يكون العلم به فضيلة للإنسان و وسيلة لسلامته من خسة السفاهة
الموبقة. و هؤلاء المنافقون زيادة على ما ذكر لهم من قبائح الكفر و الأقوال و
الأفعال مذبذبين ذوي لسانين و وجهين 14وَ إِذا لَقُوا
الَّذِينَ آمَنُوا بحقيقة الايمان الثابت عن بصيرةقالُوا بتزويرهمآمَنَّا و نحن الآن من زمرة
المؤمنينوَ إِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ الذين يغرونهم بالكفر و
محادة اللّه و رسولهقالُوا لهم في خلوتهم بهمإِنَّا
مَعَكُمْ
على ما أنتم عليه و من زمرتكمإِنَّما
نَحْنُ في حالنا مع المؤمنين و إظهارنا لهم انا منهممُسْتَهْزِؤُنَ بهم.
فتعسا لآراء المنافقين 15اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ
بِهِمْ بأن يمهلهم و يخوّلهم من حطام الدنيا و حياتها شيئا و مصيرهم في
عاقبة ذلك الى اخس الهوان و أشد العذاب فاستعير لذلك لفظ الاستهزاء لمشابهته له في
ابتهاجهم بظاهر الامهال و التخويل مع انه مقرون بالاستهانة بهم و اعداد العذاب
الأليم.