responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 42

من سورة الرعد و الثانية و الثلاثون من سورة ابراهيم و نحوهما. فإن التعبير في ذلك بالإضلال مجاز فائق في الحسن يمثل ببراعته حاجة الإنسان مع نفسه الأمارة إلى لطف اللّه به و عنايته في توفيقه و يشير الى ما في اللطف و التوفيق من الأثر الشريف الكبير في النعمة على الإنسان و ينبه إلى ان خذلان اللّه للإنسان المتمرد برفع العناية في التوفيق و ايكاله إلى نفسه شبيه بإضلاله في قوة الأثر. كل ذلك لأجل التنويه و الامتنان بنعمة اللّه في توفيقه لعباده و لأجل هذه المزايا الفائقة استعير الإضلال لخذلان اللّه لعبده المتمرد و إيكاله إلى نفسه و العياذ باللّه و لقد كان يكفي في القرينة على التجوز في لفظ الإضلال هنا و صرفه عن مقتضى وضعه ما في القرآن من المحكمات مثل قوله تعالى في سورة الأعراف 27إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ و في سورة النحل 92إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى‌ وَ يَنْهى‌ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ‌ فإن تمجد اللّه بذلك كاف في كونه قرينة على ان الإضلال المنسوب للّه تعالى شأنه إنما هو مجاز. و إن مجده و الطافه جلت آلاؤه تعين المراد منه و هو ما ذكرناه. و كيف يكون الإضلال المنسوب إلى اللّه على حقيقته مع أن اللّه يذم الضالين و يعذبهم على ضلالهم و يوبخهم بقوله تعالى‌كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ‌.لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَ تَكْتُمُونَ الْحَقَ‌.لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‌.فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ‌.فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‌.

فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ‌.وَ ما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا و تمام الكلام في الكتب الكلامية.

و قد ذكر شي‌ء منه في الجزء الثالث من الرحلة المدرسية صفحة 29 إلى 42: و من ذلك ان الفرقة الظاهرية لم تلتفت إلى المجاز و وجهه الواضح في قوله تعالى‌الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‌ و لم يصرفهم عن المعاني الحقيقة لهذه الألفاظ ضرورة العلم من القرآن و البراهين القطعية في ان اللّه منزه عن الجسم و الأين و المكان لكي يعرفوا ان المراد بالعرش هنا هو شأن القدرة و الجلال و استيلاء السلطان على الملكوت في الأزل و الأبد. و لأجل إحضار هذا الشأن العظيم في أذهاننا القاصرة و ملأ قلوبنا بعظمته مثل القرآن لتصورنا المحدود بتشبيهه بما نعرفه و نعرف آثاره من العرش الجسماني للملك الأرضي الذي بالصعود عليه صعودا زمنيا ينفذ سلطانه و تعم قدرته.

و من آثار الظاهريين العجيبة ما

أخرجه ابن مردويه و الخطيب في تاريخه و ابن منصور في سننه من مسند عمر عن النبي (ص) في قوله تعالى‌عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‌ قال‌ حتى يسمع له اطيط الرحل.

و انظر إلى كنز العمال الجزء الأول صفحة 226 و كذا منتخب الكنز و اطيط

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست