responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 374

لا بالجبر على اجتباء من لم يكن أهلا و لا تقتضي الحكمة اجتباءه. قال في التبيان و «من» هنا لتبيين الصفة لا للتبعيض لأن الأنبياء كلهم مجتبون انتهى يريد بذلك انها لتبيين جهة الاجتباء بتبيين جنس المجتبى كما في قوله تعالى‌ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ.ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ و كما في قولك عندي عشرون من الدراهم إذا قصدت بالدراهم جنسها المعروض للجمع و العدد دون ما إذا قصدت بها دراهم معينة هي اكثر من عشرين كما أوضحه الشيخ الرضي في شرح الكافية. و لم أجد عاجلا من صرّح بالتبيين هنا في غير التبيان و إن لاح من كلام بعضهم.

و ان كانت «من» للتبعيض يكون الاجتباء إنما هو بما يفضل به بعض الرسل على بعض لا بأصل الرسالة و يكون المعنى و اللّه يجتبي من بين رسله من يشاء منهم و يفضله بمقام ممتاز من علم الغيب و الكرامة و لكن هذا المعنى لا يناسب السياق و لا التفريع بقوله تعالى‌ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ‌ فيما جاؤا به عند اللّه لأن اللّه اجتباهم لذلك‌

[سورة آل‌عمران (3): آية 180]

وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)

وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ 177 وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ‌ فيما أوجبه اللّه من الإنفاق‌ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‌ و في ذلك احتجاج على الباخلين فيما فرضه اللّه بأن ما يبخلون به إنما هو من عطاء اللّه و الفاضل الزائد على حاجتهم الفعليةهُوَ خَيْراً لَهُمْ‌ «خيرا» مفعول ثان ليحسبن و المفعول هو البخل المدلول عليه بقوله تعالى‌ «يَبْخَلُونَ» أو الذي بخلوا به مما آتاهم اللّه و على كل تقدير يجلوه لمقام مفعوليته و تقديره ضمير الفصل «هو» فلا يقولوا انا حفظنا أموالنا لخيرنا و منافعنابَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ‌ لما في ذلك من خسة المعصية و رذيلة الشح و سوء الظن باللّه و وبال العقاب و حرمان الثواب و خسران فضيلة الطاعة و حسن السماحة و الرحمة و الاعانة في المجتمع. و

فسر ذلك بمنع الزكاة كما رواه في تفسير البرهان عن الكافي في صحيحة محمد بن مسلم و عن الكافي و مجالس الشيخ في معتبرة أيوب ابن راشد عن الصادق (ع). و عن تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن الباقر (ع) و عن ابن سنان عن الصادق عن آبائه عن رسول اللّه عليهم السلام و عن يوسف الطاهري عن الصادق (ع). و رواه في الدر المنثور مما أخرجه البخاري عن أبي هريرة عن رسول اللّه (ص). و أخرجه احمد و عبد بن حميد و الترمذي، و صححه. و ابن ماجه و النسائي و ابن جرير و ابن خزيمة و ابن‌

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 374
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست