responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 373

كتب التفسير «و عليه» فإن أريد من المنافق هو من يظهر الإسلام و يبطن الكفر من حينه لم يوافق ذلك اصطلاح القرآن الكريم فإنه يجعل المنافقين قسما مقابلا للمؤمنين لا قسما منهم كما في قوله تعالى في هذه السورة 166وَ لِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا و سورة العنكبوت 10وَ لَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ‌ و الأحزاب 72لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَ الْمُنافِقاتِ وَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُشْرِكاتِ وَ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ‌ و الحديد 13يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا. «الثالث» و هو الأظهر الأقرب ان يراد بالخبيث هو من تشرف حينئذ بالإيمان ثم يتمرد بكبائر المعاصي و العظائم لأنه كان سلس القياد للهوى و الشيطان فيسرع إلى موبقات الآثام و الارتداد و الانقلاب على الأعقاب و البغي و الفساد في الأرض و المروق من الدين فينشأ خبثه عن الامتحان فيكون معنى الآية. ما كان اللّه و ليس من شأنه الكريم و حكمته و لطفه‌لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ‌ مطلقا و هم المتشرفون بصفة الإيمان‌عَلى‌ ما أَنْتُمْ‌ ايها الموجودون حين الخطاب من المؤمنين‌عَلَيْهِ‌ من اشتباه الحال في الظاهرحَتَّى‌ تصدر أوامره و نواهيه بلطفه و حكمته بالشريعة و أساسياتها في سعادة البشر و إكمال الدين و إتمام النعمة و النظام الصالح و يجري مقاديره بحسب الحكمة فيما يكون عاقبته الابتلاء و الامتحان فتسرع النفوس الأمارة التي لم تروض الى اختيارها خبث التمرد و الجماح في الغي. و من آثار ذلك ان‌يَمِيزَ الْخَبِيثَ‌ باسراعه في اختياره لما أشرنا اليه من موبقات الآثام: يميز بفتح الياء و كسر الميم و سكون الياء مضارع ماز بمعنى فرق و بين‌مِنَ الطَّيِّبِ‌ الدائب على طاعة اللّه و اتباع الحق و مخالفة الهوى. و يؤيد هذا الوجه ما في تفسير البرهان عن العياشي عن عجلان بن صالح عن الصادق (ع)وَ ما كانَ اللَّهُ‌ و لا يليق بحكمته و لطفه و جلال شأنه‌ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ‌ في شؤون الشريعة و ما أشرنا اليه من أساسياتها و موارد الامتحان لأن ذلك مقام كبير لستم أهلا له بل يخل ذلك بجامعتكم و شؤون الإسلام و ان الاعلام بهذا الغيب إنما يليق بحسب الحكمة بمقام الرسول و اللّه أعلم حيث يجعل رسالته ممن هو أهل بكماله الاختياري لهاوَ لكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ بحسب اهلية الرسول و اقتضاء المصلحة و حكمته جلت آلاؤه‌

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 373
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست