responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 310

دخلت الفاء في الخبر لخروج المبتدإ باعتبار صلته مخرج الشرط. و ذكر ملأ الأرض ذهبا لأنه غاية ما يعظم في عين الإنسان نوعا من المال و البدل و الوسيلة للخلاص فلا ينفعه ذلك لو تصدق به و نحو ذلك لأن اعمال الكافر حابطة لا يستحق بها الجزاء ممن كفر به‌وَ لَوِ افْتَدى‌ بِهِ‌ و قدمه بعنوان الفداء و هذا غاية ما يدخل في تصور نوع الإنسان من التهويل و التخويف‌ «وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ»أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ‌ على اللّه. يا ايها المؤمنون‌

[سورة آل‌عمران (3): الآيات 92 الى 93]

لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْ‌ءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلاَّ ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى‌ نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (93)

88لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ و يكون انفاقكم برا يرضاه اللّه بأن تنفقوا الشي‌ء الزهيد الذي لا ترضونه بل‌حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ‌ و ترغبون بماليته فإن قصدكم التقرب الى اللّه إنما يظهر ببذلكم لوجهه الكريم ما لا تستحقرونه‌وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْ‌ءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ‌ لا يخفى عليه شي‌ء منه و لا من نياتكم في إنفاقه و هو مجازيكم عليه و يضاعف لكم الجزاء كما وعدكم بذلك في القرآن الكريم فلا تخشوا أن يفوتكم من انفاقكم و إخلاصكم في النية شي‌ء 89كُلُّ الطَّعامِ‌ أي أصول المطعومات‌كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ‌ أي يعقوب‌عَلى‌ نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ‌ متعلق بحرّم و قيل بتعلقه بقوله تعالى‌ «حِلًّا» و يدفعه لزوم الفصل باجنبي و هو جملة «إلا ما حرّم» المشعرة بتمام ما قبلها فيلزم التعقيد و الإيهام. نعم يفهم من قوله تعالى‌ «كانَحِلًّا» انه من قبل أن تحرمه التوراة بتنزيلهاأَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ على موسى. و للتنبيه على تفسير الآية ثلاث مقدمات- الأولى- قال علي بن ابراهيم القمي في تفسيره هذا الكلام حكاية عن اليهود و لفظه لفظ الخبر. أي انه كلام اليهود و من دعاويهم الكاذبة. و هو في الآية في مقام الاستفهام الانكاري و حذفت منه اداة الإنكار لدلالة قوله تعالى‌فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ.فَمَنِ افْتَرى‌ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ‌. كما حذفت اداة الاستفهام لدلالة المقام عليها في قوله تعالى في سورة البقرة 74 قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ‌ و قوله تعالى في سورة الشعراء 21وَ تِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ‌ على الصحيح من تفسير ذلك بإنكار موسى على فرعون و لو كان هذا

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست