الدعوةأَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ لما كانت دعوى الرسالة
تؤيد بالحجة عليها كان ذكر المعجز يجعل الكلام كالصريح بما معناه حال كونه يقول
لهم حجتي اني جئتكم. و قد ذكرنا [1] ان
الحذف لما يدل عليه الكلام بسياقه باب من أبواب البلاغة عند العرببِآيَةٍ مِنْ
رَبِّكُمْ
المراد نوع الآية و ما يكون حجة على الرسالة و إن كان ما جاء به آيات
متعددةأَنِّي المصدر المنسبك من «ان» و جملتها بدل من آية او خبر لضمير محذوف يعود على آية و التقدير هي
انيأَخْلُقُ و أصورلَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ و ليس في ذلك آية فإن
تصوير الطين مقدور للبشرفَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً حقيقيابِإِذْنِ
اللَّهِ
و خلقه له طبرا و الحجة بإظهار اللّه لهذا المعجز على يد المسيح و في
التبيان و مجمع البيان في التفسير انه صنع من الطين كهيئة الخفاش و نفخ فيه فصار
طائرا.
و رواه في الدر المنثور مما أخرجه ابن جرير عن ابن جريح و ابو الشيخ
عن ابن عباس و لا ينهض شيء من ذلك حجةوَ أُبْرِئُ
الْأَكْمَهَ
و هو الذي يولد أعمى او مطلق الأعمىوَ
الْأَبْرَصَ
و هو معروفوَ أُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ و فعله و إنما نسب الإبراء
و الاحياء اليه لأنه السبب ببركته و دعائه في ظهور هذا المعجز من اللّه على يده. و
في جمع الموتى دلالة على تعدد صدور الاحياء من اللّه بسببه. و
في الصافي في الكافي و العياشي عن أبي عبد اللّه (ع) و ذكر احياء عيسى
لصديقه.
و رواه ايضا في الدر المنثور و القصة تشبه أن تكون قصة «اليعازر» المذكورة في إنجيل يوحناوَ
أُنَبِّئُكُمْ من الغيببِما تَأْكُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ مما لا يدري به غيركمإِنَّ فِي
ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ كافية في إرشادكم بدلالتها القاطعة الى الإيمان بأني رسول اللّهإِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ
باللّه و انه بلطفه يرسل رسله لهداية عباده الى الصلاح و دعوتهم الى
السعادة. و انه جل شأنه يمتنع على قدسه اظهار المعجز على يد الكاذب. او ان كانت
لكم ملكة الإيمان بما تقوم به الحجة و تشهد له الآيات. لا ممن استحوذ عليهم
الشيطان و أضلهم
[1] في تفسير سورة البقرة قبل الآية
الثامنة و العشرين