responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 283

ينحصر المعنى بصلاة الجماعة

[سورة آل‌عمران (3): الآيات 44 الى 45]

ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)

42ذلِكَ‌ أي قصة امرأة عمران و مريم و زكريا و بشرى الملائكة لهمامِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ‌ و من ذلك اختصامهم في كفالة مريم و إلقاء أقلامهم للقرعة على كفالتهاوَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ‌ للقرعة لأخذ النتيجة منها و هي انه‌ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ‌ في ذلك حتى تراضوا على القرعة بالأقلام فلست تذكر للناس ما حضرته و رأيته. و لا هو مدوّن في الكتب المتداولة عند اهل الكتاب فضلا عن انك لا تقرأ كتابا و لم تمارس درسا و لا تعلما و لم يكن في قومك و بلادك شي‌ء من العلم و في هذا حجة على انه وحي من انباء الغيب من اللّه. و قد روى في الدر المنثور و غيره في إلقاء الأقلام و كيفيته روايات لا تنهض حجة 43إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ الظاهر ان «إذ» هنا بدل او عطف بيان لإذ المتقدمة في الآية الأربعين. فإن الظاهر هو ان قولي الملائكة في الآيتين كانا عند كبر مريم في زمان واحد او زمانين متقاربين يليق اعتبارهما حينا واحدا كالسنة و نحوها. و اما إبدالها من إذ يختصمون فبعيد جدا لأن الاختصام كان بحسب الظاهر في صغر مريم و البشرى في كبرها عند حملها بالمسيح و اعتبار الزمانين في مثل ذلك حينا واحدا بعيديا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ‌ سمي عيسى بالكلمة لأنه تكون في رحم أمه من غير فحل بل بكلمة اللّه و هو قوله «كن» و ذلك كناية عن إرادته التكوينية بدون اسباب و معدات فالمسيح بمنشئه كلمة من عند اللّه. و لأنى المراد بالكلمة هو الذكر جي‌ء بالضمير في «اسمه» مذكرا باعتبار المعنى. و المسيح لقب لعيسى و ابن مريم نسبة له و لكن يصح في التوسع أن يقال اسمه المسيح عيسى بن مريم. و لعل تسميته بالمسيح مأخوذة من العادة الاسرائيلية في الزعيم الروحاني يمسحه للزعامة الروحانية من هو قبله من الزعماء فصار ذلك لقبا للزعيم الروحاني فكان المسح و سام الروحانية كالتتويج للملك. و نص على نسبته لأمه لبيان ان نسبته في الولادة منحصرة بأمه ردا على من يسميه ابن اللّه. و لعل من ذلك ما اتفقت عليه الأناجيل في حكايتها عن كلام المسيح انه يعبر عن نفسه بابن الإنسان ليكون‌

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست