responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 181

منها و المناسك هنا أفعال الحج لأنها ينسك بها للّه‌فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ان من عادة الناس و خصوص العرب ان لا يغيب آباؤهم عن ذكرهم بالافتخار بهم و الإطراء بمحاسنهم و إحسانهم أو القسم بهم و نحو ذلك. فالمعنى العام في الآية ان لا تغفلوا عن ذكر اللّه بعد أداء المناسك. و اولى ما يحتج عليهم في ذلك هو انهم لا يغفلون عن ذكر آبائهم إذن فكيف يغفلون عن ذكر اللّه بما هو اهله و هو الإله العظيم و له المجد و الجلال و هو خالقهم و كل نعمة عليهم حتى التي من آبائهم هي منه جلت آلاؤه. بل ينبغي ان يكون ذكرهم للّه أشد من ذكر الآباء بنحو يناسب جلال اللّه و نعمائه. و جاء في التفسير في الروايات ببيان بعض المصاديق العادية في ذكرهم لآبائهم.

ففي صحيحة الكافي عن منصور بن حازم عن الصادق (ع) كانوا إذا أقاموا بمنى بعد النحر تفاخروا فقال الرجل منهم كان أبي كذا و كذا فقال اللّه‌فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ‌. و نحوها ما رواه العياشي عن الباقر (ع) و الصادق (ع) و جملة مما رواه في الدر المنثور.

هذا و ان ذكر اللّه حق الذكر يساوق ملازمة التقوى و لكن احوال الناس مختلفة يكونون فيها على اصناف ذكر في الآيات بعضهافَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا و قد اعرض عن الآخرة و نسيها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ‌ أي من نصيب لأنه أعرض عنها و لم يعمل لها و لم يسأل شيئا من خيرها

[سورة البقرة (2): الآيات 201 الى 203]

وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ (201) أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (202) وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى‌ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)

199وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا نعمةحَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ نعمةحَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ

و في الكافي في صحيحة جميل عن الصادق (ع) رضوان اللّه و الجنة في الآخرة و المعاش و حسن الخلق في الدنيا

200أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا «من» في «مما» بيانية فإن ما سألوه لا ينال بمحض الدعاءوَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ‌ لعباده من الصنفين المذكورين 201وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ‌

و هي ايام التشريق‌ كما في صحيحتي الكافي عن محمد بن مسلم و منصور بن حازم و صحيحة التهذيب عن حماد بن عيسى عن الصادق (ع)

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست