responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 178

مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ‌ و يوفكم جزاءكم و هو العليم الذي لا يضيع أجر المحسنين‌وَ تَزَوَّدُوا من تقوى اللّه و الأعمال الصالحة. و الزاد ما يعد من الطعام لحاجة السفر كني به هنا عن الاستعداد للآخرةفَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ مما يعتني الإنسان بتزوّده و بعدّه لضرورته و يراه واجبا لازما لحاجته إنما هوالتَّقْوى‌ للّه و العمل بأوامره و نواهيه. و لعمري ان التفريع بالفاء ليوضح الرد لما ذكر في تفسير الآية من ان قوما كانوا يرمون أزوادهم و يتسمون بالمتوكلين فقيل لهم تزودوا من الطعام و لا تلقوا كلكم على الناس. و لئن ذكرت بذلك رواية عن ابن عباس و غيره كما أحصاه في الدر المنثور فإن عرضها على كتاب اللّه في تفريع الآية بالفاء يعرّفك و هاهناوَ اتَّقُونِ‌ عطف تفسير على تزودوا فائدته البيان و التأكيديا أُولِي الْأَلْبابِ‌ الذين يعرفون بعقولهم حاجتهم إلى التزود بالأعمال الصالحة و وجوب تقوى اللّه و ما للتقوى من فضل الغاية العظمى‌

[سورة البقرة (2): آية 198]

لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَ اذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَ إِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)

196لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ‌ في‌أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ‌

في تفسير البرهان عن تفسير العياشي عن الصادق (ع) في تفسير الآية قوله (ع) يعني الرزق فإذا أحل الرجل من إحرامه و قضى نسكه فليشتر و ليبع انتهى.

و يكون وجه المناسبة في السياق في هذه الجملة هو الاستدراك و رفع ما يتوهم بسبب تحريم الرفث و الجدال و الأمر بالتقوى و الحث عليها فلا بأس في ان يكتسب ما هو زائد نوعا عما أعد من المال لسفر الحج. و روى في ذلك و نحوه في الدر المنثور عدة أحاديث.

و في التبيان روى عن أبي جعفر (ع) قال‌ لا جناح عليكم ان تبتغوا فضلا من ربكم معناه ان تطلبوا المغفرة. و في مجمع البيان رواه جابر عن أبي جعفر (ع).

و لعل ذكر المغفرة باعتبار انها المصداق الأهم لنوع الإنسان مما يبتغي حينئذ من اللّه. و وجه المناسبة في السياق هو انه بعد الترغيب في التقوى و ملازمة الحدود في الواجبات و المحرمات اقتضى اللطف ان يرغب في الازدياد من الخير و منه طلب المغفرة بأسبابها فجرى الترغيب بنحو الاحتجاج بثبوت المقتضي و عدم المانع فإن المقتضي لابتغاء الفضل من اللّه بديهي عند العقل و العقلاء و ليس في ذلك مانع و لا على المبتغي جناح. و اي جناح عليه في ذلك فابتغوه و اغتنموا فيه الفرص‌فَإِذا

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست