responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 177

و مصلحة تشريعه يأبى هذه الأمور. و تقدير الكلام فمن فرض فيهن الحج فلا يأت في حجه برفث و لا فسوق و لا جدال لأنه لا رفث و لا فسوق إلى آخره فحذف جواب الشرط لدلالة هذه الجملة المذكورة عليه دلالة يكون ذكره معها من فصول الكلام. و جي‌ء بالجملة الخبرية.

و صرح باسم الحج في قوله جل شأنه‌ «فِيالْحَجِّ» لإيضاح ان الحج بذاته ينافر هذه الأمور. و ليعرف ان عدمها ليس تكليفا محضا يختص بمن فرض الحج بل هو غرض يريد الشارع تحصيله من المكلفين حتى في مورد لا يكون فيه من غير هذه الجهة منكر يجب النهي عنه و اثم تحرم المساعدة عليه كما لو اكره المحل بحق الزوجية زوجته على وطئها في حجها الواجب أو المستحب بإذنه أو المولى أمته في حجها باذنه. او طاوعت المحلة زوجها غير البالغ على وطئها في حجه و ما أشبه ذلك. فإنه بمفاد الآية و الغرض يراد من كل مكلف عدم حصوله كمنعه ان كان لمنعه أثر و على ذلك جاءت صحيحة إسحاق بن عمار عن الكاظم (ع) في ان المولى المحل إذا كان عالما بأنه لا ينبغي له ان يطأ أمته في حجها باذنه كان عليه الكفارة كما افتى الأصحاب على إطلاقها سؤالا و جوابا بل الظاهر انه لا يخفى عليه ان وطأها مع رضاها لا ينبغي له لأنه اعانة على الإثم. و لو قيل و لا جدال فيه لاحتمل عود الضمير إلى ذلك الحج المفروض من حيث انه فرضه على نفسه و ما يرجع إلى تكليفه الخاص به لا من حيث منافرة ذات الحج لهذه الأمور و إن كان بعضها حلالا في غيره كجماع الزوجين و قول لا و اللّه و بلى و اللّه في مقام الصدق. هذا و في التبيان و غيره الرفث عند أصحابنا كناية عن الجماع قلت و هو احدى روايات الجمهور عن ابن عباس عن رسول اللّه و رووه ايضا عن ابن عباس و ابن عمرو ابن الزبير موقوفا. و الحجة لأصحابنا فيه إجماعهم و ما

في الكافي عن الصادق (ع) الرفث الجماع. و الفسوق الكذب و السباب. و الجدال قول الرجل لا و اللّه و بلى و اللّه‌ و نحوه ما روى في الفقيه عن الصادق (ع) إلا انه لم يذكر السباب. و نحوه ايضا ما روي في التهذيب عن الكاظم (ع) الا انه ذكر المفاخرة بدل السباب.

و لعل ذكر السباب و المفاخرة كان رعاية لبعض الوجوه باعتبار الغالب من اشتمالها على الكذب و يشهد لذلك خلوّ رواية الفقيه منهما و خلوّ رواية الكافي من المفاخرة و خلوّ رواية التهذيب من السباب و كلها في مقام البيان. و ايضا ان الجماع هو المتيقن من الرفث في التفسير مع شهادة قوله تعالى فيما سبق‌أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى‌ نِسائِكُمْ‌ و لئن ذكر له في كتب اللغة معان أخر فهي على سبيل الاحتمال. و الأصل فيه البراءةوَ ما تَفْعَلُوا

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست