responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 166

المسلمين و يصرفوهم عن دينهم بالعذاب مرة و بالقتال أخرى‌وَ الْفِتْنَةُ و صرف المؤمنين عن دينهم و اضلالهم‌ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ‌ ضررا على نوع الإنسان فإن الضال المضل جرثومة فساد في الأرض كما قال جلّ اسمه في سورة البروج‌إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَ لَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ‌وَ لا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‌ و يشمل التحريم مكة و ما هو حريم للمسجدحَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ‌ أي في حرمه بقرينة قوله تعالى عند المسجدفَإِنْ قاتَلُوكُمْ‌ عند المسجدفَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ‌ في اعتدائهم و هتكهم لحرمة المسجد الحرام‌

[سورة البقرة (2): الآيات 192 الى 194]

فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَ الْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى‌ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى‌ عَلَيْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)

190فَإِنِ انْتَهَوْا قيل انتهوا عن كفرهم بالتوبة و الإسلام. و يحتمل أن يكون المراد فإن انتهوا عن قتالكم فاغفروا لهم نحو قوله تعالى في سورة الأنفال‌وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهافَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 191 وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ

في التبيان‌ الفتنة الشرك‌ و هو المروي عن أبي جعفر

أقول و لعله باعتبار انه يسبب الافتتان إذ يسبب الضلال و يصرف عن الحق كقوله تعالى في سورة المائدةوَ احْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ‌وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ‌ أي على الحقيقة المعقولة منه ليس فيه كفر و لا شرك و لا عبادات او ثانية و لا شرائع أهواء جاهلية فإن الدين في هذا المقام و أمثاله عبارة عن روابط الإنسان مع مقام الإلهية من حيث الاعتقاد بما يرجع للإله و رسله و كتبه و عبادته و الطاعة و الشريعةفَإِنِ انْتَهَوْا في التبيان و مجمع البيان أي امتنعوا عن الكفر و أذعنوا للإسلام و يحتمل الانتهاء عن قتال المسلمين‌فَلا عُدْوانَ‌ عن حد السلم‌إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ‌ المعتدين. و في التبيان و البيان ان هذه الآية مؤكدة لمضمون الآية الأولى لا ناسخة لقيودها في القتال. و هذا هو الظاهر من سياق الآيات مع قوله تعالى 192 الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ‌ فمن قاتل المسلمين في شهر حرام قاتله المسلمون في شهر حرام كما ان من قاتلهم عند المسجد الحرام قاتلوه فيه‌وَ الْحُرُماتُ قِصاصٌ‌ فإذا كان المشركون في‌

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست