responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 12

و على المعاد الجسماني. و على ان القرآن وحي إلهي. و على صدق الرسول في دعوته فلا يكاد يوجد في شي‌ء من هذه الحجج خلل عرفاني او وهن أدبي او شائبة اختلاف او شائنة من تناقض. فإذا فرضت أي بشر يكون في ذلك العصر المظلم و مثلت نشأته و تربيته بين الأعراب الوحشيين الوثنيين في تلك البلاد الماحلة من كل تعليم و القاحلة من كل فضيلة في المعارف و انه لم يتعاط تعلما و لا تأدّبا على معلم و لا قراءة مكتوب و لا دراسة كتاب علمت انه يمتنع عليه في العادة بما هو بشر و بلا وحي إلهي اليه أن يأتي ببيان المعارف الصحيحة و المناقضة للجهل العام في عصره و بيئته و قومه و يحتج عليها بتلك الحجج النيرة القيمة على ذلك المنهاج الممتاز بفضيلته و إن شئت أن تزداد بصيرة فيما ذكرناه فانظر الى ما في الأناجيل مما نسبته الى احتجاجات المسيح و حاشا قدسه منه و مما ذكرته من الحجج الساقطة الفاسدة على أمور أكثرها ضلال او غلط كالاحتجاج على تعدد الآلهة و على تعدد الأرباب. و على المنع من الطلاق. و انظر الى ما اشتملت عليه من الغلط و التحريف. نعم ذكرت الاحتجاج على القيامة من الأموات و لكن ماذا جاءت به من الغلط و الخبط في الحجة و احوال القيامة. و إن شئت الاطلاع على شي‌ء من ذلك فانظر في الجزء الأول من كتاب الهدى صفحة 112- 116 و 197 و 205 و الجزء الأول من الرحلة المدرسية صفحة 73 و 32- 39.

اعجازه من وجهة الاستقامة و السلامة من الاختلاف و التناقض‌

قد خاض القرآن الكريم في فنون المعارف و الإصلاح مما يتخصص فيه الممتازون بالرقي في أبواب الفلسفة و السياسة و الخطابة و الإصلاح من علم اللاهوت او الأخلاق او التشريع المدني و التنظيم الإداري او الفن الحربي. او البشرى و الترغيب بالجزاء او الإنذار و التهديد بالنكال.

او الحجج و الأمثال. او تذكرة المواعظ و العبر. و جرى من ذلك في الميادين الشريفة بأحسن أسلوب و أقوم منهج و بلغ في جميع ذلك أكرم الغايات و أعلاها في الرقي و هو يكرر بحسب الحكمة كثيرا من قصصه و مقاصده و في جميع ذلك لم تشنه زلة اختلاف و لا عثرة تناقض و لا وهن اضطراب و لا سقوط حجة و لا فساد مضمون و لا سخافة بيان. و ها هو بارز في جميع العالم لكل من يريد الهدى و الفحص و التدبر ينادي بابهة الافتخار و جمال السداد و شوكة الاستظهارإِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‌ [1]


[1] سورة الاسراء: 9

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست