responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 446

المذكورة، وقد كثر حفاظه ورواته في تلك الأيام، ودون في كثير من المجاميع والدواوين الشعرية، وهي كثيرة، ولا يزال بعضها محفوظا إلى الآن عند أدباء النجف والحلة.
وركبانية ابن الخلفة مشهورة محفوظة. وكنت عهد الطلب في العراق يوما راكبا في السفينة قاصدا زيارة الحسين ع فأنشد الملاح ما حفظته من ساعتي ولا أزال أحفظه إلى اليوم لسهولته فقال:
مدكدكة وحلوة ورفيعة * وشايله الكيمر تبيعه حيف بيها ها الطبيعة * بالدرب تمشي وحدها بوي خي عون الشبكها * وشال بالعشرة وغبكها وقد ظهر في أسرة آل محيي الدين عدد غير قليل من العلماء والأدباء كالشيخ شريف محيي الدين والشيخ جعفر محمد والمترجم وغيرهم.
وكان المترجم متصلا بالأمير وادي شيخ زبيد وكان ملا حسين الحلي متصلا بالأمير ذرب بن شلال آل مغامس شيخ خزاعة وبينهما مراسلات بالزجل العامي المعروف في العراق بابوذيه وميمر فمنه قول المترجم من بند لا أحفظ غيره سمعته في العراق وغاب باقيه عن حفظي:
يا حسين ذكر الخزاعل كالشمال اليمر * وحرابهم في الوغى تلهب شرار وجمر وكان المترجم قصد ذرب آل مغامس فلم يكرمه فعدل إلى وادي وهجا ذربا بأشياء كثيرة منها قوله:
لقد لبست خزاعة ثوب خزي * غداة غدا ابن شلال أميرا طويل ما به طول ولكن * غدا عن كل مكرمة قصيرا انصفا بعد ملك أبي قبيس * تملكك الخورنق والسديرا ويقال ان ذربا عاتب المترجم وقال أنت القائل لقد لبست خزاعة الأبيات فقال لم أقل هكذا وإنما قلت:
لقد لبست خزاعة ثوب عز * غداة غدا ابن شلال أميرا طويل ما به قصر ولكن * عدا عن كل منقصة قصيرا لنصف بعد ملك أبي قبيس * تملكك الخورنق والسديرا وبعد هذه الواقعة اتصل الشيخ بوادي وانقطع إليه ولم يقصد أحدا غيره إلى أن مات.
وكان سبب ذلك فيما يقال أنه كانت للمترجم ضيعة استعمل عليها وكيلا وأعطاه مالا لعمارتها فصرفه ولم يعمرها وامتنع عن أدائها واتفق أن ذلك الرجل حضر في صحبة الشيخ ذرب أمير خزاعة حينما أتى لزيارة النجف الأشرف فأخبر المترجم السيد سلمان الزقرتي رئيس البلدة يومئذ بالحال فأرسل من قبض على الرجل ولم يطلقه إلا بدفع المال فاستاء من ذلك الشيخ ذرب فذهب المترجم مع جماعة إليه واعتذر له حتى رضي ثم نشبت الحرب بين ذرب ووادي فأرسل المترجم قصيدة باللغة العامية إلى ذرب وعشيرته يحمسهم فيها من جملتها:
يشرهين الملاجي دوم واعراض * عليكم طال شره العتب وأعرض يا ليث بصدر شطكم طال وأعرض * يروح الثار وين أهل الحميه فلما تليت تلك القصيدة على خزاعة ثار ثائرهم وركبوا من فورهم وهجموا على قبائل زبيد وهم غارون وزبيد اضعاف خزاعة عددا فانهزمت زبيد اضعاف خزاعة عددا فانهزمت زبيد وقتل منها جماعة كثيرة وانتصرت عليها خزاعة، وبلغ وادي أن المثير لحمية خزاعة هو المترجم بقصيدته المذكورة فامتلأ منه غيظا وأرسل له من يفتك به غيلة وبلغ ذلك المترجم فضاقت به الأرض حتى صار لا يستطيع الخروج عن سور النجف فبقي على ذلك سنين فصمم أخيرا على أن يدخل عليه متخفيا، ومدحه بقصيدة ليقرأها إذا دخل عليه وكان وادي قد سد الفرات بعد ما عجز عنه الوالي فدخل عليه متنكرا ومدحه بالقصيدة التي أولها:
سد الفرات بعزمة الإسكندر * واد يمد نداه مد الأبحر وكان قد حضر المجلس جماعة من الاجلاء ليشفعوا فيه عند الأمير متى حضر وذلك في الحلة السيفية فلما دخل المترجم قام أهل المجلس إجلالا له وكان المتولي لانشادها رجل يعرف بالشيخ أبو قنازع فكان وادي كلما سمع بيتا يرتاح طربا له فلما وصل إلى قوله:
نفس الزمان به فلما جئته * قصد الوفادة قلت يا نفس أبشري قام وادي من مجلسه يتخطى وقال: ابشر يا شيخ بالرضى وعفا عنه واجازه جائزة سنية.
ومن شعره في الغزل قوله:
هل القلب يرجى راحة من خفوقه * إذا شاقه ذكر اللوى وعقيقه خليلي هل تحنو الليالي تعطفا * علينا فتدني شائقا من مشوقه وهل لي إلى ذاك الحبيب وسيلة * تعرفني كيف اتباع طريقه احن إليه والمفاوز بيننا * حنين فصيل فاقد لعلوقه يميل هواه بي كما ماله الصبا * سحيرا بمياس القوام رشيقة له بين أضلاعي على القرب والنوى * غرام حريق النار دون طريقه وعهدي به ان زرته ظاميا إلى * لقاه تلقاني بخمرة ريقه ورحب بي بعد التحية جاليا * همومي بوضاح المحيا طليقه وزودني منه حديثا يفوح لي * شذاه بمشمول النسيم رقيقه فكيف بصب اتبع الركب مهجة * يحن وراء الركب حنة نوقه يرق له قلب الخلي وربما * بكت لأسير الركب عين رفيقه يقلب في شكواه طرف مفارق * يرى الحتف أحلى من فراق رفيقه له الله من ظام تلظى وعنده * من البارد السلسال أسنى رحيقه هو الشوق كم لي رية من صبوحه * تكر عليها رية من غبوقه بنفسي من ملكته القلب جاريا * هواه به مجرى دمي في عروقه يذكرني بدر السماء جبينه * وتذكره عيناي عند شروقه رعى الله من يرعى على القرب والنوى * حقوقي وإن لم ارع فرض حقوقه فتتخذ المجد الذي فاق فيه من * سواه أبا لم ينتسب لعقوقه يجل مقاما أن يشق غباره * لدى السبق للعلياء غير شقيقه وقال يرثي العالم الشهير الحاج محمد إبراهيم الكرباسي:
قفا بي وان أضنى الوقوف على الدار * ولا تحبسا منهل دمعكما الجاري وحطا رحال العيس بين رسومها * عسى أنني أقضي بها بعض أوطاري وقفت بها من بعد عشرين حجة * أسائل مغناها عن الأهل والجار فما زادني الا جوى وصبابة * سؤال رسوم دراسات وأحجار


[1] أراد به النعمان بن المنذر ملك الحبرة لأنه كان يكني أبا قابوس فجعله أبا قبيس لضرورة الشعر - المؤلف - [2] وجدت هذه القصيدة بين شعر الشيخ عبد الحسين الأعسم أيضا والأرجح انها له.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 446
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست