responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 419

يا مسعفي هن سمي المصطفى * هن سمي المصطفى يا مسعفي بمن به العلياء قرت عينها * لا برح الدهر بعيش الترف وأرسل إليه السيد محمد سعيد الحبوبي كتابا وقصيدة بعد أن كان الحاج محمد حسن كبة قد كتب إليه فلما وصل الكتاب والقصيدة إلى السيد عباس قال مقرضا لها ومتعرضا لمدح الحاج محمد حسن:
هذا نظامك يا فرد الكمال اتى * كالروض جرت عليه ذبلها الديم جزل المعاني رقيق اللفظ موجزه * يروق مبتدأ منه ومختتم قد ضمن الزهر الا انه كلم * والأنجم الزهر إلا أنه حكم منظم لدراريه ابن بجدته * طرف له السبق لا زلت له قدم وذاك منثورك الزاهي فرائده * يبثها منك فكر ثاقب وفم عبد الحميد بن يحيى في بلاغته * وابن العميد إذا قيسا به عدم نظم هو اللؤلؤ المكنون زان به * نحر العلى مفرد في مجده علم ذاك الفتى الحسن الميمون طائره * بوجهه تنجلي الغماء والظلم فلا يزال سعيد الجد في دعة * ما هز عطفيه في يوم الندى الكرم 1440: الشيخ عباس بن ملا علي النجفي.
ولد سنة 1244 ببغداد وتوفي في أواسط رمضان سنة 1276 بالنجف ودفن في الصحن الشريف تجاه باب الرواق الكبير. كان أبوه من الزهاد المتفقهين والمتهجدين يحيى الليل بالعبادة هاجر سنة 1245 من بغداد إلى النجف وولده العباس رضيع فنشأ في النجف مشغولا بتحصيل العلم والأدب.
وتخرج على الأكثر بالسيد حسين الطباطبائي واختص به وله فيه مدائح كثيرة ثم رجع فأقام قليلا في بغداد ولقي كثيرا من أدبائها وشعرائها مثل عبد الباقي العمري وعبد الغفار الأخرس والشيخ جابر الكاظمي وغيرهم من أدباء آل الآلوسي وآل جميل وجرت بينه وبين كثير منهم مراسلات ومحاضرات. وقال في الطليعة كان فاضلا أديبا جميل الشكل حسن الصوت لطيف المعاشرة وقاد الفهم حاد الذهن وسيما ذا عارضة شديدة وهمة عالية مشاركا في العلوم على صغره وفيه يقول عبد الباقي العمري:
تسامى على الاقران فهو أجلهم وأكبرهم عقلا وأصغرهم سنا وله ديوان شعر ينوف على ثلاثة آلاف بيت رتبه بعض الأدباء على الحروف وليته يطبع وينشر ولا يبقى كنزا مخفيا يكون نصيبه أخيرا الضياع.
كان شاعرا مجيدا ابتلي بحب فتاة من أهل بيت جليل في النجف يعد من اجل بيوتها علما وشرفا ونسبا ولذلك لم يستطع التزوج بها حتى أضناه الحب وكاد يتلفه الغرام وكانت هي أيضا تهواه ويقال انها كانت ابنة أحد أساتيذه ومن مشهور غزله فيها الذي يتغنى به قوله:
عديني وامطلي وعدي عديني * وديني بالصبابة فهي ديني ومني قبل بينك بالأماني * فان منيتي في أن تبيني سلي شهب الكواكب عن سهادي * وعن عد الكواكب فاسأليني صلي دنفا بحبك أوقفته * نواك على شفا جرف المنون اما وهوى ملكت به فؤادي * وليس وراء ذلك من يمين لأنت أعز من نفسي عليها * ولست أرى لنفسي من قرين اما لنواكم أمد فيقضي * إذا لم تقض عندكم ديوني وكنت أظن أن لكم وفاء * لقد خابت لعمر أبي ظنوني هبوني ان لي ذنبا وما لي * سوى كلفي بكم ذنبا هبوني ألست بكم أكابد كل هول * واحمل في هواكم كل هون أصون هواكم والدمع يهمي * دما فيبوح بالسر المصون وتعذلني العواذل إذ تراني * أكفكف عارض الدمع الهتون أعاذلتي دعي عذلي وذوقي * بهم ما ذقته ثم اعذليني يمينا لا سلوتهم يمينا * وشلت ان سلوتهم يميني جفوني بعد وصلهم وبانوا * فسحي الدمع ويحك يا جفوني لقد ظعنوا بقلبي يوم ساروا * فها هو بين هاتيك الظعون فمن لمتيم اصمت حشاه * سهام حواجب وعيون عين إذا ما عن ذكركم عليه * يكاد يغص بالماء المعين رهين في يد الأشواق عان * فيا لله للعاني الرهين إذا ما الليل جن بكيت شجوا * وطارحت الحمائم في الغصون ولو أبقت لي الزفرات صوتا * لأسكت السواجع بالحنين بنفسي من وفيت لها وخانت * وهيهات الوفي من الخئون أضن على النسيم يهب وهنا * برياها وما انا بالضنين فان أك دونها شرفا فاني * لا حسب هامة العيوق دوني ومن مثلي بيوم وغى وجود * وأي فتى له حسبي وديني ومن ذا في المكارم لي يداني * وهل لي في المكارم من قرين وكم لي من مآثر كالدراري * وكم فضل خصصت به مبين فمن عزم غداة الروع ماض * كحد السيف تحمله يميني وحلم لا توازيه الرواسي * إذا ما خف ذو الحلم الرزين وبأس عند معترك المنايا * تقاعس دونه أسد العرين فها انا محرز قصب المعالي * وما جاوزت نصف الأربعين ولم يزل على ذلك حتى كاد ان يتلف فيقال ان بعضهم تشفع إلى أهلها في أن تزوره إبقاء على نفسه فحملهم خوف الله على أن أذنوا لها في زيارته فلما رآها قال:
أتت وحياض الموت بيني وبينها * وجادت بوصل حيث لا ينفع الوصل ولم يطل عليه الأمد بعد ذلك حتى قضى نحبه فماتت بعده بلا فاصلة ويقال بل عقد له أبوها عليه وكان يحبه.
وله:
الأم تسر وجدك وهو باد * وتلهج بالسلو وأنت صب وتخفي فرط حبك خوف واش * وهل يخفى لأهل الحب حب ولولا الحب لم تك مستهاما * على خديك للعبرات سكب وإن ناحت على الأغصان ورق * يحن إلى الرصافة منك قلب تحن لها وان لحت اللواحي * وتذكرها وان غضبوا فتصبو وتصبو للغوير وشعب نجد * وغير الصب لا يصيبه شعب نعم شب الهوى بحشاك نارا * وكم للشوق من نار تشب تشب ومنزل الأحباب دان * فهل هي بعد بعد الدار تخبو اجل بان التجلد يوم بانوا * وأظلم بعدهم شرق وغرب


[1] كنز الأديب.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 419
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست