responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 360

لعلوة بين الرقمتين طلال * أناخت بها للحادثات رحال تداولها كر الليالي فأصبحت * دوارس أعفتها صبا وشمال صفا الكاس والصهباء رق مزاجها * وراق ويعلوها بها وجمال إذا سكبت في الكاس كادت لخفة * تطير بها الجامات وهي ثقال وقد بان لي ان الوجود بواحد * وان جميع الظاهرات خيال وقال في الأمير عبد القادر الجزائري الحسني:
لو كنت اعلم أن العسر يدرك من * قد كان بالجانب الغربي سلطانا ما كنت أكرهته فيما اتيت به * على العطاء ولا كان الذي كانا 1290: السيد صادق بن السيد علي العرجي الحسيني النجفي كان عالما فاضلا متبحرا أديبا ماهرا ذا غور وتحقيق وفكرة قوية توفي قبل 1250 كان مجاورا مدة في المشهد المقدس الرضوي ثم رجع إلى الغري قال الفاضل الزثوري أدركت صحبته زمان مجاورته في الروضة الرضوية وكان عالما فاضلا أديبا كاملا ولمولانا محمد هادي نزيل المشهد المقدس كلام مشتمل على لغز في اسمين أحدهما جعفر والاخر صدر والسيد المذكور صاحب الترجمة نظرا لمهارته حل هذا اللغز وكتب رسالة لطيفة في هذا الباب وقد رأيته في ذلك الوقت وهو شيخ هرم وتوفي في النجف الأشرف في عهد فتح علي شاه القاجاري اه‌. وكانت وفاة فتح علي شاه سنة 1250 وهو غير السيد الصادق بن علي الأعرجي الشهير بالفحام الآتي ذكره وعده صاحب مطلع الشموس من علماء طوس نقلا عن رياض الجنة للزنوزي وهو شارح شواهد قطر الندى المتعرض في شرحه لشرح المولى فتح الله بن علوان الكعبي المتوفى سنة 1130 وكانه معاصر لصاحب الحدائق ومقدم على السيد صادق الفحام النجفي المتوفي سنة 1205 1291: أبو النجاة السيد صادق بن علي بن الحسين بن هاشم الحسيني الأعرجي النجفي المعروف بالفحام.
ولد في قرية الحصين بالتصغير إحدى قرى الحلة يقطنها عدد غير قليل من آل الفحام يتعاطون مهنة الزراعة وكان مولده سنة 1124 وتوفي بالنجف يوم 21 رمضان سنة 1205 بموجب تاريخ السيد احمد العطار في قصيدته المذكورة في ترجمته وبموجب تاريخ السيد محمد زيني بقوله في قصيدته التي يرثيه بها قد شق قلب العلم فقدك صادق وقبره في النجف بمحلة المشراق مزور متبرك به.
أسرته لهذه الأسرة الأعرجية انتشار واسع في العراق، ومن أغصان هذه الأسرة آل الفحام والمترجم جدهم الاعلى وعميدهم وقد سكن منهم اليوم فريق قرية الحصين إحدى قرى الحلة الفيحاء والصلاحية إحدى قرى قضاء الشامية وضواحي لواء الديوانية من جهة الجنوب، والجميع يتعاطون مهنة الزراعة. وآل الفحام أسرة قديمة في النجف وكانوا هم وآل قفطان وراقي النجف وحذق في هذه الصنعة غير واحد من أسرة الفحام كالسيد قاسم والسيد حسن وسواهما نسخوا بأيديهم كثيرا من الآثار الدينية والأدبية نسخا بديعا مضبوطا. وفي هذا العصر يسكن قسم منهم النجف ويتعاطون بها الخطابة المنبرية الحسينية.
أقوال العلماء فيه في مسودة الكتاب كان عالما فاضلا من أجلة العلماء أديبا شاعرا مطبوعا من سكان النجف ومشاهير شعراء عصر السيد مهدي بحر العلوم وكان أبوه السيد محمد 1 يحبه حبا شديدا ثم هاجر إلى النجف وجد في طلب العلم حتى صار يعد من كبار العلماء وكان ذا همة عالية كريم اليد والنفس له منزلة سامية بين أقرانه حسن المحاضرة جيد الكلام لا يمل منه وكان يسهر غالب لياليه في المطالعة والكتابة وكان إماما في العربية لا سيما اللغة حتى دعي قاموس لغة العرب وله مراسلات ومحاورات أدبية مع شعراء عصره غاية في الحسن والظرافة سنشير إلى ما عثرنا عليه منها وقال الشيخ محمد رضا الشبيبي فيما كتبه في مجلة الحضارة: من شعراء الركبانيات والموال الشاعر اللغوي المشهور. وفي مجلة الغري كان يقول: الأسحار منتدى أرواح المؤمنين.
معاصروه من أدباء العراق عاصر من علماء العراق المشتهرين جماعة منهم الشيخ ملا كاظم الآزري المتوفي 1212 والشيخ محمد علي الأعسم المتوفي سنة 1215 والسيد سليمان الحلي الكبير المتوفي سنة 1211 والشيخ احمد النحوي المتوفي سنة 1179 والسيد احمد العطار الحسني المتوفي 1215 والشيخ مسلم بن عقيل المتوفي سنة 1320 والشيخ محمد رضا النحوي المتوفي 1195 هؤلاء هم وأمثالهم من اعلام الشعراء في عهده وقد جرى له مع كل واحد من هؤلاء مراسلات أدبية ومطارحات شعرية وبذلك أفرد بابا من ديوانه هذا سماه الاخوانيات وأكثر مراجعاته ومراسلاته كانت مع الشيخ محمد رضا النحوي.
اخباره كان بينه وبين جد أبي والدي السيد أبو الحسن موسى مودة أكيدة ومراسلات من العراق إلى جبل عامل وبالعكس وكان السيد أبو الحسن يبعث بالعطايا من جبل عامل إلى العراق وأرسل إلى السيد أبي الحسن كتابا من العراق وصدره بأبيات أولها:
سلام كما مر النسيم معطر * بأنفاس زهر الروض باكره القطر وتأتي بتمامها عند ذكر شعره.
ولما توفي السيد أبو الحسن رثاه بقصيدة وجعل أول شطر منها تاريخا لوفاته وهو أقوت ربوع العلم بعد أبي الحسن. ومن اخباره مع ملا كاظم الآزري ان الآزري حضر يوما إلى النجف لزيارة أمير المؤمنين ع فاجتمع أدباء النجف ومعهم المترجم في ايوان الذهب لاستماع قصيدة الآزري التي نظمها في أمير المؤمنين ع فلما قرأ مطلعها:
لمن الشمس في قباب قباها * شف جسم الدجى بروح ضياها قال المترجم موزون، وجعل كلما قرأ بيتا منها يقول له موزون، حتى أتمها وهذا يدل على عنجهية كانت في المترجم، فهو تارة يفضل نفسه على المتنبي، وأخرى يقول عن شعر الشيخ ملا كاظم الآزري أشعر شعراء عصره انه موزون، فكتب إليه الآزري بهذين البيتين:
عرضت در نظامي عند من جهلوا * فضيعوا في ظلام الجهل موقعه ولم أزل لائما نفسي أقول لها * من باع درا على الفحام ضيعه وأكثر مراسلاته ومطارحاته كانت مع الشيخ محمد رضا النحوي، منها ان الفحام نظم هذه الأبيات مفتخرا على أبي الطيب المتنبي وهي:
واني نبي الشعر كم لي معجز * تجلت به للمبصرين الحقائق فدع عنك قول ابن الحسين بمعزل * وان هدرت فيهن منه الشقائق فكم بين من يأتي به الناس كاذب * وكم بين من يأتي به الناس صادق فاجابه النحوي منتصرا لأبي الطيب:
أرى بعض من قد جاوز الحد يدعي * نبوة شعر والدعاوى شقائق على المتنبي ظل يفخر والذي * تأمل لا تخفى عليه الحقائق فكم مدعي فضل النبوة قبله * ولا يدعيها بعد احمد صادق


[1] هكذا في بعض المواضع وفي سائرها ان اسم أبيه علي وفي بعضها محمد علي وكأنه هو الصواب فمرة يقال علي ومرة محمد.
- المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 360
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست