responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 301

كثرت الجراح في الفريقين فلما أصبح أهل الشام أمدهم ابن زياد بعشرة آلاف فاقتتلوا يوم الجمعة قتالا شديدا إلى ارتفاع الضحى ثم إن أهل الشام كثروهم وتعطفوا عليهم من كل جانب ورأى سليمان ما لقي أصحابه فنزل ونادى عباد الله من أراد البكور إلى ربه والتوبة من ذنبه فإلي ثم كسر جفن سيفه ونزل معه ناس كثير وكسروا جفون سيوفهم ومشوا معه فقتلوا من أهل الشام مقتلة عظيمة وأكثروا الجراح فبعث الحصين الرجال ترميهم بالنبل واكتنفتهم الخيل والرجال فقتل سليمان رحمه الله رماه يزيد بن الحصين بسهم فوقع. وقال أعشى همدان في أمر التوابين ورئيسهم سليمان قال ابن الأثير وهي مما يكتم ذلك الزمان:
ألم خيال منك يا أم غالب * فحييت عنا من حبيب مجانب فما انس ولا انس انتقالك في الضحى * إلينا مع البيض الحسان الخراعب تراءت لنا هيفاء مهضومة الحشي * لطيفة طي الكشاح ريا الحقائب فتلك النوى وهي الجوى لي والمنى * فاحبب بها من خلة لم تصاقب ولا يبعد الله الشباب وذكره * وحب تصافي المعصرات الكواعب فاني وان لم أنسهن لذاكر * روية مخبات كريم المناسب توسل بالتقوى إلى الله صادقا * وتقوى الاله خير تكساب كاسب وخلى عن الدنيا فلم يلتبس بها * وتاب إلى الله الرفيع المراتب تخلى عن الدنيا وقال طرحتها * فلست إليها ما حييت بآيب وما انا فيما يكره الناس فقده * ويسعى له الساعون فيها براغب توجه من نحو الثوية سائرا إلى * ابن زياد في الجموع الكتائب بقوم هم أهل التقية والنهى * مصاليت أنجاد سراة مناجب مضوا تاركي رأي ابن طلحة حسبة * ولم يستجيبوا للأمير المخاطب فساروا وهم ما بين ملتمس التقى * وآخر مما جر بالأمس تائب فلاقوا بعين الوردة الجيش فاصلا * إليهم فحسوهم ببيض قواضب يمانية تذري الأكف وتارة * بخيل عتاق مقربات سلاهب فجاءهم جمع من الشام بعده * جموع كموج البحر من كل جانب فما برحوا حتى أبيدت سراتهم * فلم ينج منهم ثم غير عصائب وغودر أهل الصبر صرعى فأصبحوا * تعاورهم ريح الصبا والجنائب فأضحى الخزاعي الرئيس مجدلا * كان يقاتل مرة ويحارب أراد به المترجم في أبيات اخر ذكر فيها الرؤساء المقتولين من أصحاب سليمان.
من روى عنهم ومن رووا عنه في الإصابة روى عن النبي ص وعن علي وأبي والحسن وجبير بن مطعم روى عنه أبو إسحاق السبيعي ويحيى بن يعمر وعبد الله بن يسار وأبو الضحى وذكر في أسد الغابة فيمن روى عنه عدي بن ثابت.
ما روي من طريقه في الاستيعاب وأسد الغابة وتاريخ بغداد بأسانيدهم عن سليمان بن صرد ان رجلين تلاحيا فاشتد غضب أحدهما فقال النبي ص اني لأعرف كلمة لو قالها سكن غضبة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم اه‌ وفي تاريخ بغداد بسنده عن سلم بن عبد الرحمن عن زاذان وقعت مع سليمان بن صرد ونحن نسير على موضع فقال لي يا زاذان أما تراه قلت بلى قال الحمد لله الذي مكن خيل المسلمين منه قال سلم قلت لزاذان وأين الموضع قال صراتكم هذه التي بين قطربل والمدائن.
1040: السيد سليمان الطباطبائي النائيني اليزدي توفي سنة 1250 ونيف.
ورع فاضل من أجلاء العلماء قرأ على ملا إسماعيل العقدائي والشيخ جعفر الجناجي وجلالة شانه أظهر من أن تبين وله في إقامة عزاء سيد الشهداء حالات عجيبة.
1041: سليمان ميرزا ابن الشاه طهماسب كان والي حيدرآباد وبامره كتب الشيخ عبد علي بن محمود الخادم خال ابن خاتون العاملي شرحا على ألفية الشهيد.
1042: نجم الدين سليمان بن عبد القوي بن سعيد بن الصفي المعروف بابن أبي الحنبلي الطوفي ولد سنة 652 وتوفي في رجب ببلد الخليل سنة 716 والطوفي بضم الطاء المهملة وسكون الواو وبعدها فاء نسبة إلى طوف قرية ببغداد في الدرر الكامنة: أصله من طوف ثم قدم الشام فسكنها مدة ثم أقام بمصر مدة واشتغل في العلوم وشارك في الفنون وتعانى التصانيف في الفنون وكان قوي الحافظة شديد الذكاء قرأ على الزين علي بن محمد الصرصري بها وبحث المحرر على التقي الزريراتي وقرأ العربية على محمد بن الحسين الموصلي وقرأ العلوم وناظر وبحث ببغداد وقرأت بخط القطب الحلبي كان فاضلا له معرفة وكان مقتصدا في لباسه وأحواله متقللا من الدنيا وكان يتهم بالرفض وله قصيدة يغض فيها من بعض الصحابة وكان سمع من إسماعيل ابن الطبال وغيره ببغداد ومن التقي سليمان وغيره بدمشق وأجاز له الرشيد ابن أبي القاسم وغيره وقال الكمال جعفر كان كثير المطالعة أظنه طالع أكثر كتب خزائن قوص وكانت قوته في الحفظ أكثر منها في الفهم وقال الذهبي كان دينا قانعا ويقال انه تاب عن الرفض ونسب إليه انه قال عن نفسه:
حنبلي رافضي ظاهري * أشعري انها إحدى الكبر ويقال ان بقوص خزانة كتب من تصانيفه وقال الصفدي كان وقع له بمصر واقعة مع سعد الدين الحارثي وذلك أنه كان يحضر دروسه فيكرمه ويبجله وقرره في أكثر مدارس الحنابلة فتبسط عليه إلى أن كلمه في الدرس بكلام غليظ فقام عليه ولده شمس الدين عبد الرحمن وفوض امره لبدر الدين بن الحبال فشهدوا عليه بالرفض وأخرجوا بخطه شعرا فيه ذلك فعزز وضرب فتوجه إلى قوص ونزل عند بعض النصارى وصنف تصنيفا أنكروا عليه منه ألفاظا ثم استقام امره واقبل على قراءة الحديث والتصنيف وشرح الأربعين للنووي واختصر روضة الموفق في الأصول على طريقة ابن الحاجب حتى أنه استعمل أكثر ألفاظ المختصر وشرح مختصره شرحا حسنا وشرح مختصر التبريزي في الفقه على مذهب الشافعي وكتب على المقامات شرحا واختصر الترمذي وكان في الشعر الذي نسبوه إليه قوله:
كم بين من شك في خلافته * وبين من قيل إنه الله


[1] هو كمال الدين جعفر الأدفوي مولف الطالع السعيد. ولكن لم أجده في الطالع السعيد فكأنه غيره - المؤلف -.
[2] ورد ذكر هذا البيت في شرح النهج الحديد. ووفاة ابن أبي الحديد سنة 656 اي قبل وفاة الطوفي بستين سنة تقريبا، فيلاحظ ذلك - المؤلف.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست