responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 213

فعوضني من الأنس انحرافا * وبدلني من البشر ازورارا فصرت أرى نهاري منه ليلا * وكنت أرى به ليلي نهارا أبا الهيجاء أصبحت القوافي * تخب إليك حجا واعتمارا عتابا كالنسيم جرى لعتب * يضرم في الحشي مني استعارا أيجمل ان أرى منك انحرافا * ولا عارا أتيت ولا شنارا ولم أجحد صنائع منك جلت * ولم أسلبك مدحا فيك سارا فان تك هفوة عرضت سرارا * فقد أصحبتها عذرا جهارا وقال يعاتب أبا الهيجاء أيضا على جفوة لحقته منه من قصيدة:
أسهرت ليلي إذ عتبت فلم أذق * غمضا ومن تعتب عليه يسهر لو لم تكن متنكرا لي لم أكن * لأذم صرف الحادث المتنكر وإذا رميت بعتب مثلك خانني * جلدي فلم أصبر ولم أتصبر أنسيت غر مدائح حليتها * بعلاك باقية بقاء الأدهر تغدو عليك من الثناء يناهد * معشوقة وتروح منك بمعصر بدع تضوع نشرها فكأنما * كتب صحائفها بمسك أذفر هذا ولم أجن القبيح فأجتني * غضبا ولم أهجر لديك فاهجر وقال يعاتب صديقا أفشى سرا له:
رأيتك تبري للصديق نوافذا * عدوك من أمثالها الدهر آمن وتكشف أسرار الأخلاء مازحا * ويا رب مزح راح وهو ضغائن سأحفظ ما بيني وبينك صائنا * عهودك ان الحر للعهد صائن وألقاك بالبشر الجميل مداهنا * فلي منك خل ما عرفت مداهن أنم بما استودعته من زجاجة * ترى الشئ فيها ظاهرا وهو باطن وقال في مثل ذلك:
ثنتني عنك فاستشعرت هجرا * خلال فيك لست لها براضي وانك كلما استودعت سرا * أنم من النسيم على الرياض وقال في مثل ذلك:
لسانك السيف لا يخفي له أثر * وأنت كالصل لا تبقي ولا تذر سري لديك كأسرار الزجاجة لا * يخفي على العين منها الصفو والكدر فاحذر من الشعر كسرا لا انجبار له * كسر الزجاجة كسر ليس ينجبر وقال في مثل ذلك:
أروم منك ثمارا لست أجنيها * وأرتجي الحال قد حلت أواخيها استودع الله خلا منك أوسعه * ودا ويوسعني غشا وتمويها كان سري في أحشائه لهب * فما تطيق له طيا حواشيها قد كان صدرك للأسرار جندلة * ضنينة بالذي تخفي نواحيها فصار من بعد ما استودعت جوهرة * رقيقة تشتف العين ما فيها الهجاء قال يهجو أبا الجيش فارس بن اليمج وقيل إنه كان في حداثته رقاصا زفافا ببغداد منزله في المخرم ثم تاب بعد ذلك وكان دعا السري إلى الاعتزال فعاداه لذلك فقال يهجوه ويصف زفنه:
تروع بهجرها قلبا مروعا * صدوع الشعب تملأه صدوعا أرتها الأربعون هشيم روض * وقبل الأربعين رأت ربيعا هزيع شبيبة طلعت عليه * كواكبه فرصعت الهزيعا الا فأعجب لما صنع الغواني * فقد أفسدن بالغدر الصنيعا كفرن بذلك الصنم المفدي * وكن له سجودا أو ركوعا يرين بعاده بعد الأماني * وضيق عناقه العيش الوسيعا ليالي يخجل الريحان ريحا * إذا اتشحته غانية ضجيعا أأبناء الطريق دعوا طريقا * سبقت السابقين به جميعا فلست مجاودا الأجوادا * ولست مقارعا الأقريعا أنام على قوارصكم وعندي * قوارص تسلب المقل الهجوعا اهززها على قوم سيوفا * واجعلها على قوم دروعا إذا سارت مشنعة عليكم * فردوا ذلك الخبر الشنيعا ازفان المخرم ان زفني * بمر الشعر أحرى ان يشيعا تركت الدف تنقره اكتسابا * وملت علي تنقرني ولوعا إذا الشيخ الهليع هفا اغترارا * تيم بالأذى الصل الخليعا سيذهل عن فنون الرقص هما * إذا رقصت منه حشى مروعا لقد خلعت بتوبتك الملاهي * ثياب الكبر واكتست الخشوعا تركت بها المعارف ضائعات * وعز على المعازف ان تضيعا فقد سيمت لقاك لها ولاقت * صبوحك بعدها خطبا فظيعا وكيف نسكت بعد مقال قوم * إذا نسك المخنث مات جوعا وكنت إذا الزقاق رأتك تشدو * بألحان القريض بكت نجيعا أما تشتاق من عرصات عمى * مغاني الجاشرية والربوعا فقد نشرت شآبيب الغوادي * عليهن النمارق والقطوعا هجرت الهجر الأنظم شعر * بهرت بسحره السحر البديعا أفارس هل تكون غدا شفيعي * إذا انا فيك عاديت الشفيعا دعوت إلى الضلال دعاء غاو * فلم يكن السميع له سميعا أأرغب عن وداد أبي تراب * وقد شحن الترائب والضلوعا وأعرض بعد وخط الشيب عنه * وقد أحببته طفلا رضيعا نصحت لكم فلا تردوا المنايا * ولا تستمطروا السم النقيعا إذا لم تتبعوا ابدا رشادي * فلست لغيكم ابدا تبيعا الا متجرد لله ندب * يقرب منكم الحين الشنيعا فيخضب من دمائكم العوالي * وينقع من صديدكم الجذوعا أحاكمكم إلى السبع المثاني * وتلك الشمس أعشتكم طلوعا فقد حفظت صحائفهن حقا * ولست لما احتفظن به مضيعا وقال في ذلك أيضا:
كفرت ولم أشكر نصيحة فارس * وكم من نصيح مثله حرم الشكرا أراني طريق الاعتزال ولم يرد * سوى ان أسب الله والعلم الطهرا سأستأذن القرآن فيما دعوتني * إليه ولا أعصي لمنزله أمرا وقال في رجل تعصب على أبي تمام:
شعر ابن أوس رياض جمة الطرف * فنحن منذ مدى الأيام في تحف لكن كرهناه لما سار في طرق * من فيك مكروهة الأنفاس والنطف والشعر كالريح ان مرت على زهر * طابت وتخبث ان مرت على الجيف وقال يهجو أبا العباس النامي ويحكى انه كان جزارا بالمدينة من قصيدة:

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست