responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 494

له في ذلك فوثب به الآخرون فقتلوه وكان الذي تولى قتله منهم الحسين بن حمدان وبدر الأعجمي ووصيف وذلك في 20 ربيع الأول وفي تجارب الأمم فركب يوما العباس بن الحسن يريد بستانه المعروف ببستان الورد فاعترضه الحسين بن حمدان وعلاه بالسيف وقتله وكان إلى جانب فاتك المعتضدي يسايره فصاح بالحسين منكرا عليه فعطف عليه الحسين وقتله واضطرب الناس اه‌.
وفي مروج الذهب: بويع المقتدر وعلى وزارته العباس بن الحسن إلى أن وثب الحسين بن حمدان ووصيف بن سوارتكين وغيرهما من الأولياء على العباس بن الحسن فقتلوه وفاتكا معه وذلك في يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة 296 اه‌ وفي تكملة تاريخ الطبري لعريب: كان الحسين بن حمدان يحلف مجتهدا انه سمع العباس وزير المقتدر يكفر ويستخف بحق الرسول ص وانه قال في بعض ما جرى من القول قد كان أجيرا لخديجة ثم جاء منه ما رأيت قال فاعتقدت قتله من ذلك الوقت واعتقد غيره من القواد فيه مثل ذلك واجتمعت القلوب على بعضه فحينئذ وثب به القوم فقتلوه وكان الذي تولى قتله بدر الأعجمي والحسين بن حمدان ووصيف بن سوارتكين اه‌ قال ابن الأثير وركض الحسين بن حمدان إلى الحلبة ظانا ان المقتدر هناك يلعب بالكرة فيقتله فلم يصادفه لأنه كان هناك فبلغه قتل الوزير فركض دابته فدخل الدار وغلقت الأبواب فندم الحسين حيث لم يبدأ بالمقتدر وخلع المقتدر من الغد وبويع لابن المعتز.
وعاد الحسين بن حمدان بكرة إلى دار الخلافة فقاتله الخدم والغلمان والرجالة من وراء السور عامة النهار فانصرف عنهم آخر النهار فلما جنه الليل سار عن بغداد باهله وكل ماله إلى الموصل لا يدري لم فعل ذلك وفي تكملة تاريخ الطبري لعريب انه في هذا اليوم كانت بين الحسين بن حمدان وبين غلمان الدار التي كان بها المقتدر حرب شديدة من غدوة إلى انتصاف النهار قال ابن الأثير: وكان ابن المعتز ارسل إلى المقتدر يأمره بالانتقال من دار الخلافة لينتقل هو إليها فاجابه بالسمع والطاعة وسأله الإمهال إلى الليل. ولما هم المقتدر بالانتقال عن الدار قال من معه بعضهم لبعض لا نسلم الخلافة من غير أن نبلي غدرا فذهبوا إلى الدار التي فيها ابن المعتز فهرب الذين مع ابن المعتز على وجوههم وقالوا ان الحسين بن حمدان عرف ما يريد ان يجري فهرب من الليل وهذه مواطاة بينه وبين المقتدر وكان هذا سبب هربه قال ابن الأثير: وكان في هذه الحادثة عجائب إلى أن قال: ومنها أن ابن حمدان على شدة تشيعه وميله إلى علي ع وأهل بيته يسعى في البيعة لابن المعتز على انحرافه عن علي وغلوه في النصب اه‌.
ويظهر من ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس ان الحسين بن حمدان احرق باب دار الخلافة حين حاصرها وحاربه غلمان المقتدر فإنه قال:
وخبره في قتله العباس بن الحسين وزير المقتدر وفاتكا المعتضدي الأمير مشهور وزحفه إلى دار الخلافة واحراقه بابها معروف وفي ذلك يقول أبو بسام:
يا وزراء احترسوا بعدها * فمثلها ليس بمأمون وأين لليث وأقرانه * فتك ابن حمدان بن حمدون وقال:
بهرام شونيز هذه الأمة * انقذها سيفه من الظلمة لله در الحسين من ملك * مبرز في جلالة الهمة لم يعط عباس إذ طغى وبغى * عليه فيما اراده الصمه حتى علاه بمرهف خذم * ميد في قحف رأسه كمه ويظهر ذلك أيضا من شعر أبي فراس حيث يقول من قصيدته الرائية الطويلة:
وعمي الذي اردى الوزير وفاتكا * وما الفارس الفتاك الا المجاهر أذاقهما كأس الحمام مشيع * مشاور غارات الزمان مساور يطيعهم ما أصبح العدل فيهم * ولا طاعة للمرء والمرء جائر لنا في خلاف الناس عثمان أسوة * وقد جرت البلوى عليه الجرائر وسار إلى دار الخلافة عنوة * فحرقها والجيش بالدار دائر المراد بالوزير العباس بن الحسن وبفاتك المعتضدي قال ابن الأثير وسيرت العساكر من بغداد في طلب الحسين بن حمدان فتبعوه إلى الموصل ثم إلى بلد فلم يظفروا به فعادوا إلى بغداد فكتب الوزير إلى أخيه أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان وهو الأمير على الموصل يأمره بطلبه فسار اليه إلى بلد ففارقها الحسين إلى سنجار واخوه في اثره فدخل البرية فتبعه اخوه عشرة أيام فأدركه فظفر أبو الهيجاء واسر بعض أصحابه واخذ منه عشرة آلاف دينار وعاد عنه إلى الموصل ثم انحدر إلى بغداد فلما كان فوق تكريت أدركه أخوه الحسين فبيته فقتل منهم قتلى وانحدر أبو الهيجاء عبد الله إلى بغداد وارسل الحسين إلى ابن الفرات وزير المقتدر وهو علي بن محمد بن الفرات يسأله الرضا عنه فشفع فيه إلى المقتدر بالله ليرضى عنه فرضي عنه ودخل الحسين بغداد فرد عليه اخوه ما اخذ منه واقام الحسين ببغداد إلى أن ولي قم فسار إليها واخذ الجرائد التي فيها أسماء من أعان على المقتدر فغرقها في دجلة وقال في حوادث هذه السنة أيضا أي سنة 296 فيها سير القاسم بن سيما وجماعة من القواد في طلب الحسين بن حمدان فساروا حتى بلغوا قرقيسيا والرحبة فلم يظفروا به فكتب المقتدر إلى أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان وهو الأمير بالموصل يأمره بطلب أخيه الحسين فسار هو والقاسم بن سيما فالتقوا عند تكريت فانهزم الحسين فأرسل أخاه إبراهيم بن حمدان يطلب الأمان فأجيب إلى ذلك ودخل بغداد وخلع عليه وعقد له على قم وقاشان فسار إليها وصرف عنها العباس بن عمرو اه‌ وقال الطبري فيها أي سنة 296 وجه القاسم بن سيما مع جماعة من القواد والجند في طلب حسين بن حمدان بن حمدون فشخص لذلك حتى صار إلى قرقيسيا والرحبة والدالية وكتب إلى أخي الحسين عبد الله بن حمدان بن حمدون بطلب أخيه فالتقى هو وأخوه بموضع يعرف بالأعمى بين تكريت والسودقانية بالجانب الغربي من دجلة فانهزم عبد الله وبعث الحسين يطلب الأمان فاعطي ذلك ولسبع بقين من جمادي الآخرة وافى الحسين بن حمدان بغداد فنزل باب حرب ثم صار إلى دار السلطان من غد فخلع عليه وعقد له على قم وقاشان اه‌.
وفي تجارب الأمم في حوادث سنة 296: فيها كوتب أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان في قصد أخيه الحسين ومحاربته وأمد بالقاسم بن سيما في أربعة آلاف فاجتمعا ولقيا الحسين فانهزما وانحدر إبراهيم بن حمدان لاصلاح أمر أخيه الحسين فأجيب إلى ما التمس وكتب للحسين أمان وصار إلى الحضرة ونزل في الصحراء من الجانب الغربي ولم يدخل دار السلطان وقلد اعمال الحرب بقم وحملت اليه الخلع فلبسها ونفذ إلى قم وانصرف

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 494
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست