responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 493

وبموضعه من سائر أصحابه برماحهم فكسروها في صدورهم فانفلوا عنهم وعاود القرامطة الحمل عليهم فاخذوا السيوف واعترضوا ضربا للوجوه فصرع من الكفار الفجرة ستمائة فارس في أول وقعة واخذ أصحاب الحسين خمسمائة فرس وأربعمائة طوق فضة وولوا مدبرين مغلولين واتبعهم الحسين فرجعوا عليه فلم يزالوا حملة وحملة وفي خلال ذلك يصرع منهم الجماعة بعد الجماعة حتى أفناهم الله عز وجل فلم يفلت منهم الا أقل من مائتي رجل اه‌ وفي الكتاب تفصيلات كثيرة فعل فلان كذا وفلان وهو مما يدل على تسافل أمور الدولة فلم تجر العادة في كتب الفتوح بمثل هذا التطويل والفضول وقال ابن خالويه لما عظم امر صاحب الشامة بالشام والمهينمة معه وهم من كلب فاجتمعت معه العرب وهزم العساكر فنهض اليه المكتفي حتى نزل بالرقة وجهز العساكر وانهض اليه الحسين بن حمدان فلحقه في أرض السماوة فأوقع به فهزمه وقتل رجاله وعاد وانحل بعدها امره حتى انهزم منفردا وأخذ في طريق الفرات مختفيا فاخذ وكان دليل الحسين في السماوة جلهمة الكلبي فعدل بهم عن الماء عصبية لقومه فامر بضرب عنقه وسار يطلب الماء فلحقه بعد ان هلك خلق كثير من أصحاب فقال بعض أصحاب الحسين:
لله ما أدرك منا جلهمه * أدرك ثار قومه المهينمة وقال عمارة الكلبي:
اما ورب المسجد المسجف * والمسجد الأقصى وآي المصحف لولا الحسين يوم وادي فندف * وخيله ورجله لم تشتف نفس أمير المؤمنين المكتفي وفي ذلك يقول أبو فراس في رائيته الطويلة:
وشن على ذي الخال خيلا تناهيت * سماوة كلب فيئها وعراعر [1] اضقن عليه البيد وهي فضافض * وأضللنه عن قصده وهو خابر قال ابن الأثير: في سنة 292 وجه المكتفي محمد بن سليمان إلى حدود مصر لحرب هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون وسار حتى دنا من مصر.
قال ابن خالويه وسار أبو علي الحسين بن حمدان وأبو سليمان داود بن حمدان المزرفن وأبو الوليد سليمان بن حمدان الحرون وأبو جعفر محمد بن الغمر بن أحمد بن حمدون وسائر قواد السلطان مع محمد بن سليمان إلى مصر لحرب الطولونية وأحسن كل منهم الأثر وضرب الحسين صاحب جيشهم فقتله وهزم الجيش ودخل مصر وضرب أبو جعفر وسط الرجالة حتى سقط فرسه وقلد الحسين امر مصر فكرهها وفي ذلك يقول أبو فراس:
وأجلت له عن فتح مصر سحائب * من الطعن سقياها المنايا الحواضر تخالط فيها الجحفلان كلاهما * فغبن القنا عنها ونبن البوائر وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة 293 ان زكرويه بن مهرويه القرمطي بعد ما قتل ابنه صاحب الشامة انفذ رجلا اسمه عبد الله بن سعيد فتسمى نصرا ليعمي امره وقال ابن الأثير قيل إن المنفذ كان ابن زكرويه فاستغوى جماعة من كلب واستولوا على بصرى وأذرعات والبثنية وقصد دمشق فدافعهم أهلها فقصدوا طبرية فانفذ الخليفة المكتفي الحسين بن حمدان وجماعة من القواد في طلبهم فورد دمشق وقد دخل أعداء الله طبرية فلما اتصل خبره بهم عطفوا نحو السماوة وتبعهم الحسين يطلبهم في برية السماوة وهم يتنقلون من ماء إلى ماء ويغورونه حتى لجأوا إلى مائين يعرف أحدهما بالدمعانة والاخر بالحبالة بالحالة وانقطع الحسين من اتباعهم لعدم الماء وعادة إلى الرحبة واسرى القرامطة مع نصر إلى هيت فصبحوها وأهلها غافلون لتسع بقين من شعبان مع طلوع الشمس فنهبوا ربضها وامتنع أهل المدينة بسورهم فسير المكتفي إليهم محمد بن إسحاق بن كنداجيق إلى هيت فهربوا منه إلى المائين فتبعهم فوجدهم قد غوروا المياه فانفذ اليه من بغداد الأزواد والروايا وكتب إلى الحسين بن حمدان بالنفوذ من جهة الرحبة إليهم ليجتمع هو ومحمد بن إسحاق على الايقاع بهم فلما أحس الكلبيون باقبال الجيش إليهم وثبوا بنصر فقتلوه قتله رجل منهم يسمى الذئب بن القائم وسار برأسه إلى الخليفة متقربا بذلك ومستأمنا لمن بقي منهم فأجيب إلى ذلك وقيل بل جاء برأسه إلى محمد بن إسحاق وبقي على المائين بقية منهم ممن له بصيرة في دينهم فكتب الخليفة إلى الحسين بن حمدان يأمره بمعاودتهم واجتثاث أصلهم. فأرسل زكرويه إلى القرامطة ومناهم النصر وواعدهم الكوفة يوم النحر سنة 293 فوافوها في ثمانمائة فارس فأوقعوا بمن لقوه من أهل الكوفة وقاتلهم أهلها فخرجوا عنها واستمد أهل الكوفة الخليفة فأمدهم بعسكر وجرت بينهم وقعة في موضع يعرف بالصوان فكانت الغلبة على عسكر الخليفة. ثم فتك القرامطة بالحاج سنة 294 فجهز المكتفي الجيوش لحرب القرامطة فاسر زكرويه بعد ما جرح ومات بعد خمسة أيام وانهزم جماعة من أصحابه إلى الشام وأخذوا طريق الفرات فأوقع بهم الحسين بن حمدان فقتلوهم جميعا وأخذوا جماعة من النساء والصبيان وذلك في جمادي الآخرة من هذه السنة. وفيها وجه الحسين بن حمدان من طريق الشام رجلا يعرف بالكيال مع ستين رجلا من أصحابه إلى السلطان كانوا استأمنوا اليه من أصحاب زكرويه وفيها كانت وقعة بين الحسين بن حمدان عم سيف الدولة وبين اعراب من بني كلب وطئ واليمن وأسد وغيرهم اه‌ وفي صلة تاريخ الطبري لعريب ان هذه الوقعة كانت بين الحسين بن حمدان واعراب كلب والنمر واسد وغيرهم كانوا خرجوا عليه فهزموه حتى بلغوا به باب حلب اه‌.
وفي تجارب الأمم انه في سنة 296 كان التدبير يقع من محمد بن داود بن الجراح مع الحسين بن حمدان على إزالة أمر المقتدر ونصب عبد الله بن المعتز مكانه وواطا على ذلك جماعة من القواد والكتاب والقضاة وقال ابن الأثير في حوادث سنة 296 فيها اجتمع القواد والقضاة والكتاب مع الوزير العباس بن الحسن على خلع المقتدر والبيعة لابن المعتز وأرسلوا إلى ابن المعتز فأجابهم على أن لا يكون فيه سفك دم وكان الرأس في ذلك العباس بن الحسن وابن الجراح وأحمد بن يعقوب القاضي ومن القواد الحسين بن حمدان وبدر الأعجمي ووصيف وقال الطبري واطا محمد بن داود بن الجراح جماعة من القواد على الفتك بالمقتدر والبيعة لعبد الله بن المعتز وكان العباس بن الحسن على مثل رأيهم وقال الطبري وابن الأثير ان الوزير لما رأى امره صالحا مع المقتدر بدا


[1] سماوة مفعول تناهبت وكلب مبتدأ وفيئها خبر وعراعر ماء لكلب بناحية الشام.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 493
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست