responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 341

المدح والنسيب العذب والغزل الرقيق وتناوله ما استصعب على من رام مرامه وطمع في أن يبلغ احسانه حتى اتى بما لم تأت به أحد قبله ولا في عصره ولا من غبر بعده انتشر شعره حتى نسب أكثر الرواة له غير ما هو له. وشهد له ابن مناذر بالإجادة والاحسان لما سمع قطعة من شعره قبل ان يعرف انها له فلما عرف انه له لعنه وندم على مدحه شعره فدل ذلك على شئ في نفسه وان استحسانه أولا كان في محله. في تاريخ بغداد بسنده عن مسعود بن بشر قال لقيت ابن مناذر بمكة وكان عالما بالشعر زاهدا في الدنيا فقلت له من أشعر الناس فذكر جريرا وأورد شيئا من شعره ثم ذكر أبو العتاهية وأورد شيئا من شعره فقلت انا أنشدك أحسن مما أنشدتني فقال هات فأنشدته:
ذكرتم من الترحال امرا فغمنا * فلو قد فعلتم صبح الموت بعضنا زعمتم بان البين يحزنكم نعم * سيحزنكم عندي ولا مثل حزننا تعالوا نقارعكم لنعلم أينا * امضى قلوبا أم من أسخن أعينا أطال قصير الليل يا رحم عندكم * فان قصير الليل قد طال عندنا وما يعرف الليل الطويل وهمه * من الناس الا من ينجم أو انا خليون من أوجاعنا يعذلوننا * يقولون لم تهوون؟ قلنا بذنبنا فلو شاء ربي لابتلاهم بمثل ما * ابتلانا فكانوا لا علينا ولا لنا يقومون في الأقوام يحكون فعلنا * صفاته ابشار وسخرية بنا سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد * هواكم لعل الفضل يجمع بيننا أمير رأيت المال في نعماته * مهانا مذل النفس بالضيم موقنا وللفضل اجرا مقدما من ضياغم * إذا لبس الدرع الحصينة واكتنى إليك أبا العباس من بين من مشى * عليها امتطينا الحضرمي الملسنا قلائص لم تحمل حنينا على طلى * ولم تدر ما قرع الفنيق ولا الهنا فقال أحسن والله صاحبك في التشبيب وأغرب علينا في صفته النعال وتصييره إياها مطايا في هذا. قلت أبو نواس قال لعن الله أبا نواس وندم على ما مدح من شعره. وقال ابن رشيق في العمدة: شبه قوم أبا نواس بالنابغة لما اجتمع له من الجزالة مع الرشاقة وحسن الديباجة والمعرفة بمدح الملوك انتهى وفضله ابن الرومي على جميع الناس بعد بشار روى ابن المعتز في الاختيار عن ابن الخصيب عن أبي المنذر قال كان علي بن العباس الرومي يزعم أنه ليس بعد بشار أشعر من أبي نواس وبشار أشعر الناس جميعا ممن تقدم وتأخر وكثيرا ما يتبعه أبو نواس ويصب من قوالب معانيه انتهى ويأتي عند ذكر رأيه في الشعراء ورأي بعضهم فيه قول العباس بن الأحنف ان شعر أبي نواس أرق من الوهم وأنفذ من الفهم وأمضى من السهم. وممن قدمه على جميع الشعراء العتبي قال ابن منظور: قيل للعتبي من أشعر الناس قال أعند الناس أم عندي قيل عند الناس قال امرؤ القيس قيل فعندك قال أبو نواس. وممن جعله أشعر المحدثين وجعل من لم يرو شعره غير تام الأدب عبد الله بن محمد المعروف بابن عائشة قال ابن منظور: سئل ابن عائشة من أشعر المحدثين فقال الذي يقول وهو أبو نواس:
كان ثيابه اطلعن * من ازراره قمرا يزيدك وجه حسنا * إذا ما زدته نظرا بعين خالط التفتير * من أجفانها الحورا ووجه سابري لو * تصوب ماؤه قطرا وقد خطت حواضنه * له من عنبر طررا وقال ابن منظور أيضا قال عبد الله بن محمد بن عائشة من طلب الأدب فلم يرو شعر أبي نواس فليس بتام الأدب. وجعل إبراهيم بن العباس الصولي حفظ شعره عنوان الأدب ورائد الظرف وقال ابن منظور قال إبراهيم بن العباس الصولي: إذا رأيت الرجل يحفظ شعر أبي نواس علمت أن ذلك عنوان أدبه ورائد ظرفه وجعل أبو عمرو الشيباني إسحاق بن مرار أشعر الناس في وصف الخمر ثلاثة هو أحدهم قال ابن منظور كان أبو عمرو الشيباني يقول أشعر الناس في وصف الخمر ثلاثة الأعشى والأخطل وأبو نواس. واعترف له سفيان الثوري من أهل الحديث بالتقدم على من بعده. قال ابن منظور قال أبو ذكوان كنا عند الثوري فذكرت عنده أبا نواس فوضع منه بعض الحاضرين فقال له الثوري أتقول هذا لرجل يقول:
يخافه الناس ويرجونه * كأنه الجنة والنار ويقول:
فما فاته جود ولا حل دونه * ولكن يصير الجود حيث يصير ويقول:
فتمشت في مفاصلهم * كتمشي البرء في السقم إلى ما سوى ذلك والله لقد لحق من قبله وفات من بعده. وشهد له النظام بأنه جمع له الكلام فاختار أحسنه في خبر يرويه الخطيب البغدادي عن جملة من أئمة أهل الأدب يرويه عن الصيمري عن المرزباني عن محمد بن العباس هو اليزيدي امام النحو والأدب عن المبرد عن الجاحظ عن النظام وقد انشد شعرا لأبي نواس في الخمر فقال: هذا الذي جمع له الكلام فاختار أحسنه انتهى. وشهد له الشريف المرتضى في أماليه بالتقدم في الشعر فإنه عند ذكر قوله:
فكأنها مصغ لتسمعه * بعض الحديث باذنه وقر قال إنه أحسن في هذا البيت غاية الاحسان ثم قال: واني لاستحسن القصيدة التي من جملتها هذا البيت لأنها دون العشرين بيتا وقد نسب في أولها ثم وصف الناقة بأحسن وصف ثم مدح الرجل الذي قصد مدحه واقتضاه حاجته كل ذلك بطبع يتدفق ورونق يترقرق وسهولة مع جزالة انتهى وتأتي القصيدة عند ذكر اخباره مع الخصيب. وقد شهد له السيد الرضي بالتقدم في الشعر بقوله في وصف قصيدة له:
كان أبا عبادة شق فاها * وقبل ثغرها الحسن بن هاني وفضله أبو المنذر على جميع الشعراء بما في شعره من البديع قال ابن المعتز في كتاب الاختيار من شعر المحدثين عن إبراهيم بن الخصيب عن أبي المنذر قال فضل أبو نواس جميع الشعراء بما كان يأتي به من البديع وبالغ أحمد بن يوسف الكاتب بان شعره في وصف الخمر لجودته يكاد يطغي العلماء. قال جامع ديوانه قال أحمد بن يوسف الكاتب لقد وصف أبو نواس الخمر بصفة لو سمعها الحسنان لها جرا إليها واعتكفا عليها يعني الحسن البصري وابن سيرين انتهى وشهد له محمد بن صالح الكلابي بأنه غلب


[1] في الأصل الطويل بدل الصولي وهو تصحيف. - المؤلف -.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 341
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست