responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 533

إذا البدن المقرور [1] ألبسه غدا * له راشح من تحته يتصبب [2] إذا عد ذنبا ثقله منكب امرئ * يقول الحشى احسانه حين يذنب اثيث إذا استعتبت مصقعة به * تملأت علما أنها سوف تعتب إذا ما أساءت بالثياب فقوله * لها كلما لاقته أهل ومرحب إذا اليوم أمسى وهو عضبان لم يكن * طويل مبالاة به حين يغضب فهل أنت مهديه بمثل شكيره [3] * من الشكر يعلو مصعدا ويصوب له زئبر [4] يحمي من الذم كلما * تجلببه في محفل متجلبب فأنت العليم الطب أي وصية * بها كان أوصى في الثياب المهلب [5] ومن تشبيهاته البديعة قوله وقد سمع مغنية تغني بالفارسية فاستحسن الصوت ولم يفهم المعنى.
فبت كأنني أعمى معنى * يحب الغانيات وما يراها تشبيهه الأثافي والنؤي أثاف كالخدود لطمن حزنا * ونؤي مثلما انفصم السوار وفي أمالي المرتضى من مستحسن ما وصف به النؤي قول أبي تمام:
والنؤي أهمد شطره فكأنه * تحت الحوادث حاجب مقرون وصف شعره قال:
وما هو إلا القول يسري فيغتدي * له غرر في أوجه ومواسم يرى حكمة ما فيه وهو فكاهة * ويقضي (ويرضى) بما يقضي به وهو ظالم وقال:
وجديدة المعنى إذا معنى التي * تشقى بها الاسماع كان لبيسا كالنجم ان سافرت كان موازيا * وإذا حططت الرحل كان جليسا وقال:
وسيارة في الأرض ليس بنازح * على وخدها حزن سحيق ولا سهب تذر ذرور الشمس في كل بلدة * وتمسي جموحا ما يرد لها غرب إذا أنشدت في القوم ظلت كأنها * مسرة كبر أو تداخلها عجب مفصلة باللؤلؤ المنتقى لها * من الشعر الا انه اللؤلؤ الرطب وقال:
يا خاطبا مدحي اليه بجوده * ولقد خطبت قليلة الخطاب خذها ابنة الفكر المهذب في الدجى * والليل أسود رقعة الجلباب بكرا تورث في الحياة وتنثني * في السلم وهي كثيرة الاسلاب ويزيدها مر الليالي جدة * وتقادم الأيام حسن شباب وقال:
احفظ وسائل شعري فيك ما ذهبت * خواطف البرق الا دون ما ذهبا يغدون مغتربات في البلاد فما * يزلن يؤنسن في الآفاق مغتربا وقال:
فلنلقينك حيث كنت قصائد * فيها لأهل المكرمات مآرب فكأنما هي في السماع جنادل * وكأنما هي في القلوب كواكب وغرائب تأتيك إلا انها * لصنيعك الحسن الجميل أقارب نعم إذا رعيت بشكر لم تزل * نعما وان لم ترع فهي مصائب وقال:
من بزة المدح الذي مشهوره * متمكن في كل قلب قلب نوار أهل المشرق الغض الذي * يجنونه ريحان أهل المغرب وقال:
خذها مغربة في الأرض آنسة * بكل فهم غريب حين تغترب من كل قافية فيها إذا اجتنيت * من كل ما يشتهيه المدنف الوصب الجد والهزل في توشيع لحمتها * والنبل والسخف والأشجان والطرب لا يستقي من حفير الكتب رونقها * ولم تزل تستقي من بحرها الكتب حسيبة في صميم المدح منصبها * إذ أكثر الشعر ملقى ما له حسب وقال:
إليك أثرت من تحت التراقي * قوافي تستدر بلا عصاب هي القرطات في الآذان تبقى * بقاء الوحي في الصم الصلاب عراض الجاه تجزع كل واد * مكرمة وتفتح كل باب مضمنة كلال الركب تغني * غناء الزاد عنهم والركاب إذا عارضتها في يوم فخر * مسحت خدود سابقة عراب وقال:
خذها فما نالها بنقص * موت جرير ولا البعيث وقال:
ان القوافي والمساعي لم تزل * مثل الجمان إذا أصاب فريدا هي جوهر نثر فان ألفته * بالشعر صار قلائدا وعقودا فان القصائد لم نكن خفراءها * لم ترض منها مشهدا مشهودا من اجل ذلك كانت العرب الأولى * يدعون هذا سؤددا محدودا وتند عندهم العلى الا على * جعلت لها مرر القصيد قيودا وقال:
سل مخبرات الشعر عني هل بلت * في قدح نار المجد مثل زنادي لم تبق حلبة منطق إلا وقد * سبقت سوابقها إليك جيادي أبقين في أعناق جودك جوهرا * أبقى من الأطواق في الأجياد وقال:
ولأشهرن عليك شنع أوابد * يحسبن أسيافا وهن قصائد فيها لأعناق اللئام جوامع * تبقى وأعناق الكرام قلائد وقال:
إليك بعثت ابكار المعاني * يليها سائق عجل وحاد شداد الأسر سالمة النواحي * من الاقواء فيها والسناد يذللها بذكرك قرن فكر * إذا حرنت فتسلس في القياد منزهة عن السرق الموري * مكرمة عن المعنى المعاد وقال:
خذها مهذبة القوافي ربها * لسوابغ النعماء غير كنود حذاء تملأ كل أذن حكمة * وبلاغة وتدر كل وريد [6]


[1] الذي أصابه القر وهو البرد.
[2] أراد به العرق.
[3] الزئير ما يظهر من درز الثوب. [5] مر تفسيره. - المؤلف - [6] الحذاء السريعة الخفيفة كناية عن اشتهارها وتناقل الرواة لها وفي القاموس الحذاء القصيدة السائرة التي لا عيب فيها (وتدر كل وريد) أتتي نقتل الحساد بسماعهم لها أو تنتفخ أوداجهم حنقا وغيظا. - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 533
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست