responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 514

وقال:
تلقاه طيفي في الكرى متجنبا * وقبلت يوما ظله فتغضبا وخبر أني قد مررت ببابه * لأخلس منه نظرة فتحجبا ولو مرت الريح الصبا عند أذنه * بذكري لسب الريح أو لتعتبا ولم تجر مني خطرة بضميره * فتظهر إلا كنت فيها مسببا وما زاده عندي قبيح فعاله * ولا الصد والاعراض الا تحببا وكرر أبو تمام في غزله أن المحبوب يكاد لرقته أن يذوب من النظر فقال:
قد قصرنا دونك * الأبصار خوفا أن تذوبا كلما زدناك لحظا * زدتنا حسنا وطيبا مرضت ألحاظ عينيك * فأمرضت القلوبا ما نريد الشمس والبدر * إذا كنت قريبا وقال: يا قضيبا لا * يدانيه من الآس قضيب فوقه ألبان ومن * تحت تثنيه الكثيب وغزالا كلما * مر تمنته القلوب ذهبي الخد تثنيه * من الريح الجنوب ما لمسناه ولكن * كاد من لحظ يذوب وقال:
لي حبيب عصيت فيه النصيحا * ليس سمحا ولا بخيلا شحيحا كلما قلت قد رثى لسقامي * زاد قلبي بهجره تبريحا فأثبني من القطيعة بالوصل * وإلا فاردد فؤادي صحيحا وقال:
سقى الله من أهوى على بعد نائه * واعراضه عني وطول جفائه أبى الله إلا أن كلفت بحبه * فأصبحت فيه راضيا بقضائه وأفردت عيني بالدموع فأصبحت * وقد غص فيها كل جفن بمائه فان مت من وجد به وصبابة * فكم من محب مات قبلي بدائه وقال:
ومنفرد بالحسن خلو من الهوى * بصير بأبواب التجرم والعتب ولوع بسوء لا يعرف الوفا * يبيت على سلم ويغدو على حرب وقال: وفاتن الألحاظ والخد * معتدل القامة والقد صيرني عبدا له حسنه * والطرف قد صيره عبدي وقال: شبيه الخد بالتفاح * والريقة بالخمر بديع الحسن قد ألف * من شمس ومن بدر له وجه إذا أبصرته * ناجاك عن عذري تعالى الله ما تقدحه * عيناه في صدري وقال:
معتدل كالغصن الناضر * أبلج مثل القمر الزاهر جفونه ترشق أهل الهوى * بأسهم من طرفه الفاتر إن لم تجد لي صحت بين الورى * ويلاه من ظبي بني عامر وقال:
هذا هواك وهذه آثاره * أما الفؤاد فما يقر قراره يصل الأنين بزفرة موصولة * بغليل شوق ليس تطفى ناره من طرف ممتنع الرقاد متيم * أرق سواء ليله ونهاره وقال:
أما والذي أعطاك بطشا وقوة * علي وأزرى بي وضعف لي بطشي لقد خلق الله الهوى لك خالصا * ومكنه في الصدر مني بلا غش سل الليل عني هل أذوق رقاده * وهل لضلوعي مستقر على فرشي عناء بمن لو قال للشمس أقبلي * للبته أو جاءت على رغمها تمشي قضيب من الريحان في غير لونه * وأم رشا في غير أكراعها الخمش تبرى الهوى من كل حي وحل بي * فان مت يوما فاطلبوه على نعشي وقال:
ومضمخ بالمسك في وجناته * حسن الشمائل ساحر الألفاظ أبدا ترى الآثار في وجناته * مما يجرحها من الالحاظ وتراه سائر دهره متبسما * فإذا رآني مر كالمغتاظ في القلب مني والجوانح والحشى * من حبه حر كحر شواظ وقال: يصدني عن كلامك الشفق * فالرسل بيني وبينك الحدق حديثنا في الضمير متفق * وأمرنا في الجميع مفترق توحي بأسرارنا حواجبنا * وأعين بالوصال ترتشق وقال: متطلب بصدوده قتلي * فرد المحاسن وجهه شغلي ألحاظه في الخلق مسرعة * فيما تريد كسرعة النبل وقال:
رقادك يا طرفي عليك حرام * فخل دموعا فيضهن سجام ففي الدمع إطفاء لنار صبابة * لها بين أثناء الضلوع ضرام ويا كبدي الحرى التي قد تصدعت * من الوجد ذوبي ما عليك ملام قضيت ذماما للهوى كان واجبا * علي ولي أيضا عليه ذمام وقال من مطلع قصيدة يمدح بها المعتصم:
فحواك دل على نجواك يا مذل [1] * حتام لا يتقضى قولك الخطل وان أسمح من تشكو اليه هوى * من كان أحسن شئ عنده العذل ما أقبلت أوجه اللذات سافرة * مذ أدبرت باللوى أيامنا الأول إن شئت ان لا ترى صبرا لمصطبر * فانظر على أي حال أصبح الطلل كأنما جاد مغناه فغيره * دموعنا يوم بانوا وهي تنهمل ولو ترانا وإياهم وموقفنا * في موقف البين لاستهلالنا زجل وقد طوى الشوق في أحشائنا بقر * عين طوتهن في أحشائها الكلل فرغن للشوق حتى ظل كل شج * حران في نفسه عن نفسه شغل طلت دماء هريقت عندهن كما * طلت دماء هدايا مكة الهمل هانت على كل شئ فهو يسفكها * حتى المنازل والاحداج والإبل يخزي ركام النقى ما في مآزرها * ويفضح الكحل في أجفانها الكحل تكاد تنتقل الأرواح لو تركت * من الجسوم إليها حين تنتقل ومن نفيس شعره في الغزل قوله:
هم أماتوا صبري وهم فرقوا * نفسي شعاعا في إثر ذاك الفريق ان في خيمهم لمفعمة الحجلين * والمتن متن خوط وريق وهي لا عقد ودها ساعة البين * ولا عقد خصرها بوثيق


[1] المذل بفتح الميم وكسر الذال الذي يفشي سره - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 514
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست