responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 354

أنت ليث الوغى وحتف الأعادي * وغياث الملهوف والمستجير كم تحديتني أنت كبير السن * طب بكل امر كبير وإذا كنت يا ابن عمي قد امتحت * جوابي قنعت بالميسور هاج شوقي إليك لما أتتني * (هاج شوق المتيم المهجور) وكتب اليه أبو زهير قصيدة أولها: (كتابي عن شوق إليك ووحشة) فاجابه أبو فراس بقوله:
أيا ظالما أضحى يعاتب منصفا * أتلزمني ذنب المسئ تعجرفا بدأت بتنميق العتاب مخافة * العتاب وذكرى بالجفا خيفة الجفا فوافى على علات عتبك صابرا * والفي على حالات ظلمك منصفا وكنت متى صافيت خلا منحته * بهجرانه وصلا ومن غدره وفا فهيج لي هذا الكتاب صبابة * وجدد لي هذا العتاب تأسفا فان أدنت الأيام دارا بعيدة * شفى القلب مظلوم من العتب واشتفى فان كنت أقررت بالذنب تائبا * وان لم أكن أمسكت عنه تالفا وكتب إلى أبي زهير بقوله من ابيات:
هو الطلل العافي وهاتا معالمه * فبح بهوى من أنت في القلب كاتمه وما الغادة الحسناء صينت وانما * اذيل من الدمع المصون كرائمه وما العيس سارت بالجاذر غدوة * الا انما صبري استقلت عزائمه وليس بذي وجد فتى كتم الهوى * وليس بصب من ثنته لوائمه وقفنا فسقينا المنازل أدمعا * هي الوبل والأجفان منها غمائمه وما الدمع يوما نافعا من صبابة * ولو فاض حتى يملأ الأرض ساجمه وكان عظيما عندي الهجر مرة * فلما رأيت البين هانت عظائمه وما لجمال الحي يوم تحملوا * تولت بمن زان الحلي معاصمه لقد جارت الأيام فينا بحكمها * ومن ينصف المظلوم والخصم حاكمه سل الدهر عني هل خضعت لحكمه * وهل راعني اصلاله واراقمه وهل موضع في البر ما جئت ارضه * ولا وطئته من بعيري مناسمه ولا شعب الا قد وردت نجوده * وان بعدت أغواره وتهائمه وما صحبتني قط الا مطيتي * وعضب حساب مخذم الحد صارمه وان انفراد المرء في كل مشهد * لخير من استصحاب من لا يلائمه إذا نزل الخطب الجليل فإننا * نصابره حتى تضيق حيازمه وان جاءنا عاف فانا معاشر * نشاطره أموالنا ونقاسمه بنينا من العلياء مجدا مشيدا * وما شائد مجدا كمن هو هادمه سل المجد عنا يعلم المجد اننا * بنا اطدت أركانه ودعائمه أخي وابن عمي يا ابن نصر نداء من * أقيمت لطول الهجر منك ماتمه اودك ودا لا الزمان يبيده ولا الناي يفنيه ولا الهجر صارمه (ثالمه) فوا عجبا للسيف لما انتضيته * من الجفن لم يورق بكفك قائمه بليث إذا ما الليث حاد عن الوغى * وغيث إذا ما الغيث أكدت سواجمه تعلم أقيك السوء ان مدامعي * لبعدك مثل العقد اوهاه ناظمه واني مذ زمت ركابك للنوى * شديد اشتياق عازب القلب هائمه وكتب اليه على هذا الوزن وهذه القافية من ابيات:
اما انه ربع الصبا ومعالمه * فلا عذر ان لم يسفح الدمع ساجمه ونحن أناس يعلم الله اننا * إذا جمع الدهر الغشوم شكائمه إذا ولد المولود منا فإنما * الأسنة والبيض الرقاق تمائمه الا مبلغ عني ابن عمي رسالة * يبث بها بعض الذي انا كاتمه فيا جافيا ما كنت أخشى جفاءه * ولو كثرت عذاله ولوائمه كذلك حظي من زماني وأهله * يصارمني الخل الذي لا أصارمه وأنت وفي لا يذم وفاؤه * وأنت كريم ليس تحصى كرائمه أقيم به أصل الفخار وفرعه * وشد به ركن العلا ودعائمه أخو السيف يعديه نداوة كفه * فيحمر خداه ويخضر قائمه أعندك لي عتبى فاحمد ما مضى * وابني رواق الود إذ أنت هادمه فلا تحبسن عني الجواب موشحا * بعقد من الدر الذي أنت ناظمه المراسلة بينه وبين أخيه أبي الهيجاء وكتب إلى أخيه أبي الهيجاء حرب بن سعيد:
حللت من المجد اعلا مكان * وبلغك الله أقصى الأماني فإنك لا عدمتك العلا * أخ لا كإخوة هذا الزمان صفاؤك في البعد مثل الدنو * وودك في القلب مثل اللسان كسونا إخوتنا بالصفا * كما كسيت بالكلام المعاني المراسلة بينه وبين أبي العشائر وكتب إلى أبي العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان وهو أبو زوجة أبي فراس عند اسره إلى بلد الروم من قصيدة:
أأبا العشائر ان أسرت فطالما * أسرت لك البيض الخفاف رجالا لما أجلت المهر فوق رؤوسهم * نسجت له حمر الشعور عقالا [1] يا من إذا حمل الحصان على الوجى * قال اتخذ حبك التريك [2] نعالا ما كنت نهزة آخذ يوم الوغى * لو كنت أوجدت الكميت مجالا حملتك نفس حرة وعزائم * قصرن من قلل الجبال طوالا أخذوك في كبد المضائق غيلة * مثل النساء تربب الرئبالا [3] ألا دعوت أبا فراس انه * ممن إذا طلب الممنع نالا وردت بعيد الفوت ارضك خيله * سرعا كأمثال القطا ارسالا زلل من الأيام فيك يقيله * ملك إذا عثر الزمان أقالا ومعود فك العناة مداوم * قتل العداة ان استغار أطالا ما زال سيف الدولة القرم الذي * يكفي الجسيم ويحمل الأثقالا بالخيل ضمرا والسيوف قواضبا * والسمر لدنا والرجال عجالا وغدا تزورك بالفكاك خيوله * متناقلات تنقل الأبطالا ان ابن عمك ليس يغفل انه * اجتاح الملوك وفكك الأغلالا وكتب إلى أبي العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان أيضا وهو أسير بأرض الروم يذكر طلبه له ووصوله إلى مرعش في اثره ولم يلحقه:
نفى النوم عن عيني خيال مسلم * تأوب من أسماء والركب نوم ومر جملة منها عند الكلام على شعره وأدبه وأسلوبه يقول فيها:
واترك ان أبكي عليك تطيرا * وقلبي يبكي والجوانح تلطم وان جفوني ان ونت للئيمة * وان فؤادي ان سلوت لالأم سأبكيك ما أبقى لي الدهر مقلة * فان عزني دمع فما عزني دم


[1] في اليتيمة ما أحسن ما اعتذر له مع احسانه التشيية.
[2] التريك جمع تريكة وهي بيضة الحديد.
[3] الرئبال الأسد. - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 354
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست