responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 344

ويقول في الرثاء:
واحتز رأسا طالما من حجره * أدته كفا جده ويداه يوم بعين الله كان وانما * يملي لظلم الظالمين الله يوم عليه تغيرت شمس الضحى * وبكت دما مما رأته سماه لا عذر فيه لمهجة لم تنفطر * أو ذي بكاء لم تفض عيناه تبا لقوم تابعوا أهواءهم * فيما يسوءهم غدا عقباه أتراهم لم يسمعوا ما خصه * منه النبي من المقال أباه إذ قال يوم غدير خم معلنا * من كنت مولاه فذا مولاه لو لم تنزل فيه الأهل اتى * من دون كل منزل لكفاه من كان أول من حوى القرآن من * لفظ النبي ونطقه وتلاه من كان صاحب فتح خيبر من رمى * بالكف منه بابه ودحاه من عاضد المختار من دون الورى * من آزر المختار من آخاه من خصه جبريل من رب العلا * بتحية من ربه وحباه أظننتم أن تقتلوا أولاده * ويظلكم يوم المعاد لواه أو تشربوا من حوضه بيمينه * كأسا وقد شرب الحسين دماه أنسيتم يوم الكساء وانه * ممن حواه مع النبي كساه يا رب اني مهتد بهداهم * لا اهتدي يوم الهدى بسواه اهوى الذي يهوى النبي وآله * ابدا وأشنأ كل من يشناه وقال يرثي أمه وقد توفيت وهو في الأسر ولا توجد في الديوان المطبوع ووجدت في نسختين في برلين وأخرى في أكسفورد واخذت عن المستشرق دفوراك ولكننا وجدناها في نسختين عندنا مخطوطتين وفيهما زيادة عن نسخ برلين وأكسفورد الأبيات الثلاثة الأولى:
أيا أم الأسير سقاك غيث * بكره منك ما لقي الأسير أيا أم الأسير سقاك غيث * إلى من بالفدا يأتي البشير أيا أم الأسير سقاك غيث * تحير لا يقيم ولا يسير أيا أم الأسير لمن تربى * وقدمت الذوائب والشعور إذا ابنك سار في بر وبحر * فمن يدعو له أو يستجير حرام أن يبيت قرير عين * ولؤم أن يلم به السرور وقد ذقت الرزايا والمنايا * ولا ولد لديك ولا عشير وغاب حبيب قلبك عن مكان * ملائكة السماء له حضور ليبكك كل ليل قمت فيه * إلى أن يبتدي الفجر المنير ليبكك كل مضطهد مخوف * أجرتيه وقد قل المجير ليبكك كل يوم صمت فيه * مصابرة وقد حمي الهجير ليبكك كل مسكين فقير * أغثتيه وما في العظم رير [1] أيا أماه كم هول طويل * مضى بك لم يكن منه نصير أيا أماه كم سر مصون * بقلبك مات ليس له ظهور أيا أماه كم بشرى بقربي * اتتك ودونها الأجل القصير إلى من اشتكي ولمن أناجي * إذا ضاقت بما فيها الصدور بأي دعاء داعية اوقى * بأي ضياء وجه استنير بمن يستدفع القدر الموخى * بمن يستفتح الأمر العسير يسلي عنك انا عن قليل * إلى ما صرت في الأخرى نصير وقال يرثي أبا المرجى جابر بن ناصر الدولة:
الفكر فيك مقصر الآمال * والحرص بعدك غاية الجهال لو كان يخلد بالفضائل فاضل * وصلت لك الآجال بالآجال أو كنت تفدى لافتدك سراتنا * بنفائس الأرواح والأموال أعزز على سادات قومك أن ترى * فوق الفراش مقلب الأوصال والسمر عندك لم تدك صدورها * والخيل واقفة على الأطوال [2] والسابغات مصونة لم تبتذل * والبيض سالمة مع الابطال وإذا المنية أقبلت لم يثنها * حرص الحريص وحيلة المحتال ما للخطوب وما لأحداث النوى * اعجلن جابر غاية الاعجال وفجعن بالدر الثمين المنتقى * وفتكن بالعلق النفيس الغالي لما تسربل بالفضائل وارتدى * برد العلا واعتم بالاقبال وتشاهدت صيد الملوك بفضله * واري المكارم من مكان عالي أأبا المرجى غير حزني دارس * ابدا عليك وغير قلبي سالي ولئن هلكت فما الوفاء بهالك * ولئن بليت فما الوداد ببالي لا زلت مغدوق الثرى مطروقه * بسحابة مجرورة الأذيال وحجبن عنك السيئات ولم يزل * لك صاحب من صالح الأعمال وقال يرثي أبا وائل تغلب بن داود بن حمدان وقد توفي سنة 338 وليست في الديوان المطبوع:
اي اصطبار ليس بالزائل * واي دمع ليس بالهامل انا فجعنا بفتى وائل * لما فجعنا بأبي وائل المشتري الحمد بأمواله * والبائع النائل بالنائل ماذا أرادت سطوات الردى * في الأسد ابن الأسد الباسل كأنما دمعي من بعده * صوب عطايا كفه الهاطل ما انا أبكيه ولكنما * تبكيه أطراف القنا الذابل دان إلى سبل العلى والندى * ناء عن الفحشاء والباطل أرى المعالي إذ قضى نحبه * تبكي بكاء الواله الثاكل الأسد الباسل والعارض * الهاطل عند الزمن الماحل سقى ثرى ضم أبا وائل * صوب سحاب واكف هامل لا در در الدهر ما باله * حملني ما لست بالحامل كان ابن عمي إن عرى حادث * كالليث أو كالصارم الفاصل عمري لقد وكلني فقده * بالحزن في العاجل والآجل وكتب إلى سيف الدولة من الأسر يعزيه بأخته من ابيات:
هي الرزية إن ضنت بما ملكت * فيها الجفون فما تسخو على أحد أبكي بدمع له من حسرتي مدد * واستريح إلى صبر بلا مدد هذا الأسير المبقي لا فداء له * يفديك بالنفس والأهلين والولد وكتب إلى سيف الدولة من الأسر يعزيه بابنه أبي المكارم من ابيات:
هل تبلغ القمر المدفون رائعة * من المقال عليها للأسى حلل ما بعد فقدك في أهل ولا ولد * ولا حياة من الدنيا لنا امل يا من اتته المنايا غير حافلة * أين العبيد وأين الخيل والخول أين الليوث التي حوليك رابضة * أين الصنائع أين الأهل ما فعلوا


[1] الرير مخ العظام الذي ذاب وفسد وصار ماء اسود رقيقا من الهزال.
[2] الأطوال جمع طول كقول وهو حبل تشد به الدابة. - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 344
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست