responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 321

عمارة الحرفي وكان سيف الدولة قلده قنسرين فقصد قاتليه مطالبا لهم بدمه ثم كف عنهم عن قدرة وقررهم بالجزيرة بتوسط أبي فراس فقال أبو فراس:
(وما نعمة مكفورة قد صنعتها) البيتين المتقدمين.
قال وقد تأخر عن سيف الدولة في بعض غزواته ولا توجد في المطبوع : دع العبرات تهمر انهمارا * ونار الشوق تستعر استعارا أتطفأ حسرتي وتقر عيني * ولم أوقد مع الغازين نارا أظن الصبر ابعد ما يرجى * إذا ما الجيش بالسارين سارا أقمت عن الأمير وكنت ممن * يعز عليه فرقته اختيارا وقد ثقفت للهيجاء رمحي * وأضمرت المهاري والمهارى وكان إذ دعا للأمر حفت * به الفتيان تبتدر ابتدارا بخيل لا تعاند من عليها * وقوم لا يرون الموت عارا إذا سار الأمير فلا هدوا * لنفسي أو يؤوب ولا قرارا أكابد بعده هما وغما * ونوما لا أكابده غرارا وكنت به أشد ذرى وبطشا * وابعدهم إذا ركبوا مغارا أشق وراءه الجيش المعنى * واخرق خلفه الرهج المثارا ستذكرني إذا اطردت رجال * دققت الرمح بينهم مرارا وارض كنت املؤها خيولا * وجو كنت ارهجه غبارا فأشفي من طعان الخيل صدري * وأدرك من صروف الدهر ثارا لعل الله يعقبني صلاحا * قديما أو يقيلني العثارا إذا بقي الأمير قرير عين * فديناه اختيارا لا اضطرارا أب بر ومولى وابن عم * ومستند إذا ما الخطب جارا يمد على أكابرنا جناحا * ويكفل عند حاجتها الصغارا أراني الله طلعته سريعا * وأصحبه السلامة حيث سارا وبلغه أمانيه جميعا * وكان له من الحدثان جارا وقال يهنئ سيف الدولة بولديه أبي المعالي شريف وأبي المكارم وليست في الديوان المطبوع:
يهني الأمير بشارة * قرت بها عين المكارم اعلا الورى قدرا وخير * هم يسر بخير قادم اني وان كنت المشارك * في الأبوة والمساهم لأقول قولا لا يرد * ولا يرى لي فيه لائم لأبي المعالي في العلا * وأبي المكارم في المكارم بيت رفيع سمكه * عالي الذرى ثبت الدعائم وكتب إلى سيف الدولة وقد بلغه نزول العدو على الحدث فسار سيف الدولة مسرعا حتى سبقه إليها وقد كان سيف الدولة بعيدا عنها موغلا في بلاد الروم فقال أبو فراس هذه القصيدة:
دعوناك والبحران [1] دونك دعوة * اتاك بها يقظان فكرك لا البرد فأصبحت ما بين العدو وبيننا [2] * تجارى بك الخيل المسومة الجرد اتيناك أدنى ما يجيبك جهدنا * وأهون سير الخيل من تحتنا الشد بكل نزاري أتتك بشخصه * عوادي من حاليك ليس لها رد وحمر سيوف لا تجف لها ظبي * بأيدي رجال لا يحط لهم لبد وزرق تشق السرد عن مهج العدى * وتسكن منهم أية سكن الحقد ومصطحبات قارب الركض بينها * ولكن بها عن غيرها ابدا بعد نشردهم ضربا كما شرد القطا * وينظمهم طعنا كما نظم العقد لئن خانك المقدور فيما بنيته [3] * فما خانك الركض المواصل والجهد تعاد كما عودت والهام صخرها * ويبنى بها المجد المؤثل والحمد ففي كفك الدنيا وشيمتك العلا * وطائرك الاعلا وكوكبك السعد قال ابن خالويه كان بنو عقيل ونمير وكلاب قد عاثوا في عمل سيف الدولة واشتدوا فانفذ أبا فراس في بعض السرايا فظفر ونصر فكتب إلى سيف الدولة:
أضارب الجيش بي في وسط مفرقه * لقد ضربت بعين الصارم القضب لا تحرز الدرع مني نفس صاحبها * ولا أجيز ذمام البيض واليلب ولا أعود برمحي غير منحطم * ولا أروح بسيفي غير مختضب حتى تقول لك الأعداء راغمة * هذا ابن عمك أضحى فارس العرب هيهات لا أجحد النعماء منعهما * خلفت يا ابن أبي الهيجاء في أبي يا من يحاذر ان تمضي علي يد * مالي أراك لبيض الهند تسمح بي وأنت بي من اضن الناس كلهم * فكيف تبذلني للسمر والقضب ما زلت أجهله فضلا وانكره * وأوسع النفس من عجب ومن عجب حتى رأيتك بين الناس محتفيا * تثني علي بوجه غير متئب [4] فعندها وعيون الناس ترمقني * علمت أنك لم تخطئ ولم أصب وقال ابن خالويه أيضا في شرح ديوان أبي فراس: ندب سيف الدولة أبا فراس في سنة 345 لبناء رعبان [5] وقد أخربتها الزلازل. وياقوت يقول خربتها الزلزلة سنة 340 فانفذ سيف الدولة أبا فراس في قطعة من الجيش فأعاد عمارتها فيكون قد عمرها بعد خرابها بخمس سنين فبناها في 37 يوما ووافى قسطنطين ابن الدمستق ليزيله عنها فرده الله بغيظه وفي ذلك يقول الشاعر (أحد شعراء سيف الدولة:
أرضيت ربك وابن عمك والقنا * وبذلت نفسا لم تزل بذالها وبنيت مجدا في ذؤابة وائل * لو طاولته بنات نعش طالها رد الجيوش وقد ظنتك ذليلة * طعن ينكب بينها أبطالها وتركت رعبانا بما أوليتها * تثني عليك سهولها وجبالها وفي ذلك يقول أبو فراس في رائيته الطويلة مشيرا إلى سيف الدولة:
وان معاليه لكثر غوالب * وان أياديه لغر غزائر ولكن قولي ليس يغفل (يعضل) عن فتى * على كل قول من معانيه خاطر الأقل لسيف الدولة القرم انني * على كل شئ غير وصفك قادر فلا تلزمني خطة لا أطيقها * فمجدك غلاب وفضلك باهر ولو لم يكن فخري وفخرك واحدا * لما سار عني بالمدايح سائر ولكنني لا أغفل (لا أعضل) القول عن فتى * أساهم في عليائه وأشاطر


[1] في بعض النسخ والهجران والظاهر أنه تصحيف والبحران لا يبعد ان يكون المراد بهما نهران من الأنهار العظيمة.
[2] لعل معناه انك تقدمت نحونا حتى صرت بين العدو وبيننا وقد كان العدو بيننا وبينك لأنه كان موغلا في بلاد الروم.
[3] يشير إلى الحدث التي كان قد بناها سيف الدولة.
[4] غير مستح ولا منقبض.
[5] رعبان بفتح الراء وسكون العين المهملة وبالباء الموحدة وآخره نون مدينة بين حلب وسميساط قرب الفرات وبها قلعة تحت الجبل.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست