responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 30

وكتب أبو فراس إلى أبي المرجى المترجم:
لو لم تقلدني الليالي منة * الا مودته اذن لكفاها جربت منه خلائقا وطرائقا * لا يطلب الأخ من أخيه سواها فإذا تخيرت الجماعة كلها * امسى وأصبح شيخها وفتاها يا نعمة في الدهر كانت غلطة * لو كان أولاها إذن والاها اثني الضلوع على جوى وشفاؤها * اني أفاوضك الحديث شفاها عل الزمان يعود وقتا عله * وعسى الليالي ان تديل عساها ولما توفي جابر بالرحبة قال أبو فراس يرثيه:
بنفسي على جابر حسرة * تزول الجبال وليست تزول له ما بقيت طويل البكاء * وحسن الثناء، وهذا قليل وقال أيضا يرثيه:
الفكر فيك مقصر الآمال * والحرص بعدك غاية الجهال لو كان يخلد بالفضائل فاضل * وصلت لك الآجال بالآجال لو كنت تفدى لافتدتك سراتنا * بنفائس الأرواح والأموال أعزز على سادات قومك ان ترى * فوق الفراش مقلب الأوصال والسمر تخطر لم تدق صدورها * والخيل واقفة على الأطوال والسابغات مصونة لم تبتذل * والبيض سالمة مع الأبطال وإذا المنية أقبلت لم يثنها * حرص الحريص وحيلة المحتال ما للخطوب وما لاحداث النوى * اعجلن جابر غاية الاعجال لما تسربل بالفضائل وارتدى * برد العلى واعتم بالاقبال وتشاهدت صيد الملوك بفضله * ورأى المكارم من مكان عالي فلئن هلكت فما الوفاء بهالك * ولئن بليت فما الوداد ببالي أ أبا المرجى غير حزني دارس * ابدا عليك وغير قلبي سالي لا زلت مغدو الثرى مطروقه * بسحابة مجرورة الأذيال وحجبن عنك السيئات ولم يزل * لك صاحب من صالح الاعمال أبو عبد الله ويقال أبو موسى جابر بن حيان بن عبد الله الطرسوسي الكوفي المعروف بالصوفي كناه بأبي عبد الله ابن النديم في الفهرست، ثم قال والرازي يقول في كتبه المؤلفة في الصنعة: قال استاذنا أبو موسى جابر بن حيان، وكناه في الفهرست في موضع اخر بابي موسى.
مولده ووفاته في فهرست ابن النديم: قد قيل إن أصله من خراسان اه. وبذلك يعلم أن مولده بخراسان [1] ولكن ابن خلكان وصفه بالطرسوسي. وفي كشف الظنون: توفي سنة 160، وكذلك نقله صاحب تاريخ الفكر العربي عن كشف الظنون ثم نقل عنه انه توفي سنة 180، وقال: ان خبر اتصاله بالبرامكة وما ذكره الجلدقي في كتابه (نهاية المطلب) من أن جابر بن حيان بقي إلى زمن المأمون يناقض ذلك، لأن البرامكة ظلوا متمتعين بثقة الرشيد 17 عاما: من سنة 170 - 188 ه‌.، والمأمون بويع بالخلافة سنة 198 اه‌ (أقول): على التاريخ الثاني - إذا صح - لا مناقضة، وبقاؤه إلى زمن المأمون لا يقتضي بقاءه إلى زمن خلافته [2].
أقوال العلماء فيه كان حكيما رياضيا فيلسوفا عالما بالنجوم طبيبا منطقيا رصديا مؤلفا مكثرا في جميع هذه العلوم وغيرها: كالزهد والمواعظ، من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام واحد أبوابه ومن كبار الشيعة وما يأتي عند تعداد مؤلفاته يدل على أنه كان من عجائب الدنيا ونوادر الدهر، وان عالما يؤلف ما يزيد على 3900 كتاب في علوم جلها عقلية وفلسفية لهو حقا من عجائب الكون، فبينا هو فيلسوف حكيم ومؤلف مكثر في الحيل والنيرنجات والعزائم ومؤلف في الصنائع وآلات الحرب، إذا هو زاهد واعظ مؤلف كتبا في الزهد والمواعظ. ومن يكون بهذه الإحاطة في العلوم، متى يتسع وقته لتأليف 1300 كتاب في الحيل - كما يأتي -؟ ومن لا يكون متخصصا بعلم الطب ولا مشهورا به، كيف يؤلف فيه 500 كتاب وأي شئ أغرب من أن يكون - وهو فيلسوف - يؤلف 500 كتاب نقضا على الفلاسفة، وان هذه الكتب التي تعد في العلم الواحد ب‌ 1300 كتاب و 500 كتاب و 300 كتاب و 1300 رسالة مهما صغر حجمها لهي دالة على باع طويل وهمة شماء. وهو مع ذلك يشتغل بصناعة الكيمياء حتى صار اشهر من ينسب إليه هذا العلم، وذلك يحتاج إلى زمن طويل وجهد عظيم. ويكفي في تفرد الرجل ان كتبه بقي كثير منها محفوظا في مكاتب الغرب والشرق، وطبع جملة منها وترجم جملة منها. وقال علي بن يوسف القفطي في تاريخ الحكماء: جابر بن حيان الصوفي الكوفي كان متقدما في العلوم الطبيعية بارعا منها في صناعة الكيمياء، وله فيها تواليف كثيرة ومصنفات مشهورة.
وكان مع هذا مشرفا على كثير من علوم الفلسفة ومتقلدا للعلم المعروف بعلم الباطن - وهو مذهب المتصوفين من أهل الاسلام: كالحارث بن أسد المحاسبي وسهل بن عبد الله التستري ونظرائهم. وذكر محمد بن سعيد السرقسطي المعروف بابن المشاط الأصطرلابي الأندلسي انه رأى لجابر بن حيان بمدينة مصر تأليفا في عمل الأصطرلاب يتضمن الف مسألة لا نظر له اه وقال ابن خلكان في ترجمة الإمام الصادق عليه السلام: له كلام في صناعة الكيمياء والزجر والفأل، وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي قد الف كتابا يشتمل على الف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة اه. وقال السيد علي بن طاوس الحسني الحلي في كتابه (فرج الهموم بمعرفة علم النجوم) عند ذكره لجماعة من الشيعة كانوا عارفين بعلم النجوم: ومنهم جابر بن حيان صاحب الصادق عليه السلام، وذكره ابن النديم في رجال الشيعة اه. وقد روى الحسين بن بسطام بن سابور واخوه أبو عتاب أو غياب عبد الله بن بسطام بن سابور الزيات عن جابر بن حيان عن الإمام الصادق عليه السلام في كتابهما المعروف بطب الأئمة. وفي روضات الجنات: أبو موسى جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي كان من مشاهير قدماء العلماء بالأفانين الغريبة من الكيمياء والليمياء والهيمياء والسيمياء والريمياء وسائر علوم السر والجفر الجامع وأمثال ذلك. وقال اليافعي في مرآة الجنان: الف جابر بن


[1] يرى الدمتور الاهواني ان (حيان) والد جابر من قبيلة الأزد وانه كان عطارا في الكوفة أو عشابا يبيع الأعشاب وأنواع العطارة النافعة في الدواء. وأنه في خلال رحلة له إلى خراسان ولد له فيها ولده جابر. وان والي خراسان قتل والده لاتهامه باتشيع ثم إن جابرا اليتيم قدر له من ارسله إلى أهله الأزديين في الكوفة.
[2] هذا ما جاء في الطبعة الأولى وقد رأينا ونحن نعد الكتاب للطبعة الثانية ان الدكتور احمد فؤاد الاهواني ذكر في مقال له في العدد 27 من السنة الرابعة لمجلة المجلة انه ولد سنة 120 وتوفي سنة 190 (الناشر) الناشر

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست