responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 622

بسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ليتبع قال الله تعالى ان الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا وقال أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون فانتهوا معاشر الناس عما يسخط الله عليكم وراجعوا ما يرضيه عنكم وارضوا من الله بما اختار لكم والزموا ما امركم به وجانبوا ما نهاكم عنه واتبعوا الصراط المستقيم والحجة البينة والسبل الواضحة وأهل بيت الرحمة الذين هداكم الله بهم بديئا واستنقذكم بهم من الجور والعدوان أخيرا وأصاركم إلى الخفض والأمن والعز بدولتهم وشملكم الصلاح في أديانكم ومعائشكم في أيامهم، والعنوا من لعنه الله ورسوله وفارقوا من لا تنالون القربة من الله الا بمفارقته اللهم العن أبا سفيان بن حرب بن أمية ومعاوية وابنه يزيد بن معاوية ومروان بن الحكم وولده اللهم العن أئمة الكفر وقادة الضلالة وأعداء الدين ومجاهدي الرسول ومغيري الاحكام ومبدلي الكتاب وسفاكي الدم الحرام اللهم انا نتبرأ إليك من موالاة أعدائك ومن الإغماض لأهل معصيتك كما قلت لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله يا أيها الناس اعرفوا الحق تعرفوا أهله وتأملوا سبل الضلالة تعرفوا سابلها فإنه انما يبين عن الناس أعمالهم ويلحقهم بالضلال والصلاح آباؤهم فلا تأخذكم في الله لومة لائم ولا يميلن بكم عن دين الله استهواء من يستهويكم وكيد من يكيدكم. وطاعة من تخرجكم طاعته إلى معصية ربكم، أيها الناس بنا هداكم الله ونحن المستحفظون فيكم أمر الله ونحن ورثة رسول الله والقائمون بدين الله فقفوا عندما نقفكم عليه وانفذوا لما نأمركم به فإنكم ما أطعتم خلفاء الله وأئمة الهدى على سبيل الايمان والتقوى وأمير المؤمنين يستعصم الله لكم ويسأله توفيقكم ويرغب إلى الله في هدايتكم لرشدكم وفي حفظ دينه عليكم حتى تلقوه به مستحقين طاعته مستحقين لرحمته، والله حسب أمير المؤمنين فيكم وعليه توكله وبالله على ما قلده من أموركم استعانته ولا حول لأمير المؤمنين ولا قوة الا بالله والسلام عليكم وكتب أبو القاسم عبيد الله بن سليمان في سنة 284.
أشعاره من شعره يرثي جارية له:
يا حبيبا لم يكن * يعدله عندي حبيب ليس لي بعدك في * شئ من اللهو نصيب أنت عن عيني بعيد * ومن القلب قريب لك من قلبي على قلبي * وان غبت رقيب لو تراني كيف حالي * بي نحول ونحيب وفؤادي حشوه من * حرق البعد لهيب لتيقنت باني فيك * محزون كئيب وفي نسمة السحر: حكى أبو بكر العلاف الضرير النهرواني الشاعر المشهور قال: بتنا ليلة في دار الخلافة في أيام المعتضد، فلما نمنا وهدأت العيون سمعنا فتح الاقفال والأبواب فدخل علينا خادم فقال أمير المؤمنين يقول لكم أرقت الليلة فعملت بيتا وهو:
ولما انتبهنا للخيال الذي سرى * إذا الدار قفرا والمزار بعيد ثم ارتج علي فمن أجازه فله الجائزة فقلت بديها:
فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي * لعل خيالا طارقا سيعود فغاب الخادم وجاء وقال: يقول لك أمير المؤمنين أحسنت وقد أمر لك بجائزة وفي شذرات الذهب: كان شجاعا مهيبا حازما فيه تشيع وكان قد حلب الدهر أشطريه وتأدب بصروف الزمان وكان من أكمل الخلفاء المتأخرين. قال ابن الفرات: كان المعتضد من أكمل الناس عقلا وأعلاهم همة مقداما عالما سخيا وهو ينافي قول ابن الأثير المتقدم وفيه شح وقول المسعودي المتقدم هناك كان بخيلا سحيما وضع عن الناس السقايا السعايات ظ وأسقط المكوس التي كانت تؤخذ بالحرمين وكانت الخلافة قد وهى امرها فعزت بالمعتضد انتهى.
السيد احمد الطباطبائي الأصفهاني.
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني: كان فاضلا عالما فقيها مكرما مبجلا معظما مقبولا عند أهل العلم مشارا إليه بالبنان سمعناه من الثقات. اه.
أبو طي أحمد بن ظافر الحلبي. هو والد يحيى بن أبي طي المعروف بيحيى بن حميدة، كان المترجم عالما صالحا عابدا أديبا شاعرا يظهر ذلك مما يأتي في ترجمة ولده يحيى، وحكى عنه ولده يحيى انه كان لا يعيش له أولاد، وحكى عنه مناما طويلا وأمورا طريفة في ولادة ولده يحيى وملازمته دعاء طلب الولد، ذكرناها مفصلة في ترجمة ولده يحيى فليراجعها من أرادها. وفي أعلام النبلاء نقلا عن كتاب الروضتين انه لما مات الملك العادل نور الدين صاحب بلاد الشام وجلس ابنه إسماعيل في الملك ولقب بالملك الصالح وعمره 11 سنة كان أبناء الداية شمس الدين علي إليه أمور الجيش والديوان والى أخيه بدر الدين حسن الشحنكية وكان بيده ويد اخوته جميع المعاقل التي حول حلب فحدثت عليا نفسه بالملك وتحزب الناس بحلب أهل السنة مع بني الداية والشيعة مع أبي الفضل بن الخشاب رئيس الشيعة وكان الملك الصالح بدمشق، واتصلت هذه الأخبار بمن في دمشق من الامراء فرأوا المصلحة ارسال الملك الصالح إلى حلب، فارسلوه ومعه عز الدين جرديك صاحب حماة فتلقاه حسن ابن الداية، فتقدم جرديك واخذ بيده وشتمه وقبض عليه وقبض اخوه سابق الدين عثمان ابن الداية وكان حسن ابن الداية قد رتب في تلك الليلة جماعة من الحلبيين ليصلبهم صباحا، وساروا مجدين إلى قلعة حلب. فقبضوا على أخيه علي ثم صفدوا جميعا ووضعوا في جب القلعة، وسار صلاح الدين يوسف بعساكره إلى الشام فتسلم دمشق ورحل إلى حلب فتسلم حمص وسلمه عز الدين جرديك حماة وأرسله صلاح الدين سفيرا إلى أهل حلب بطلب منه، فاتهمه امراء حلب بالمخامرة وقبضوا عليه وانزلوه إلى البئر الذي فيه أولاد الداية واسمعه حسن كل مكروه، قال يحيى بن أبي طي: وكتب أبي وهو أحمد بن ظافر صاحب الترجمة إلى حلب حين اتصل به قبض أولاد الداية وجرديك وكانوا تعصبوا عليه حتى نفاه نور الدين من حلب قصيدة منها:
بنو فلانة أعوان الضلالة قد * قضى بذلهم الأفلاك والقدر وأصبحوا بعد عز الملك في صفد * وقعر مظلمة يغشى لها البصر وجرد الدهر في جرديك عزمته * والدهر لا ملجأ منه ولا وزر وجاء صلاح الدين بعساكره إلى حلب فوصلها ثالث جمادى الآخرة سنة 570 فخاف الامراء ان يسلم الحلبيون البلد إلى صلاح الدين كما فعل أهل دمشق، فأرادوا تطييب قلوب العامة فأشاروا على ابن نور الدين ان يجمعهم ويخاطبهم انهم الوزر والملجأ، فجمعهم وقال لهم: انا ربيبكم

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 622
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست