responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 618

وتلك العذارى وأشلاؤها * تناثرن بين الربى والبطاح تحنطها لافحات الهجير * وتدفنها سافيات الرياح ولما نبادلك بيع النفوس * بسوق الملاحم بيع السماح ولما ترعك بيوم عبوس * على السابحات وجوه صباح كان كؤوس الردى سلسل * يداف لديها بمسك وراح تقبلها شفرات السيوف * فتحسبها همسات الصباح وتغمزها فوهات الرصاص * فتحسبها لحظات الملاح كان عناق كعوب الرماح * لديها عناق كعاب رداح فلا صلح حتى تئيم النساء * ويلقى الجناة الحمام المتاح ولا صلح أو تؤذني بالفناء * وتخلي البلاد وتلقي السلاح وقال في رثاء أديب التقي سنة 1945 م:
أصابت فاصمت سهام الغير * فبدلن صفو المنى بالكدر أبر على كل خطب عرا * مصاب العلا بفتاها الأبر تصاممت أدفع صوت النعي * فمن لي بان لا يصح الخبر وهبني تأولت ظن السماع * فما حيلتي بيقين النظر تولت ليالي الصفا وانقضت * ومرت سراعا كلمح البصر لقد كنت فينا كبير المقام * فأصبح رزؤك إحدى الكبر كريم الشمائل عف الضمير * شهي الحديث لطيف السمر وفي الموقف الصعب صلب الحصاة * إذا هز قلب الجبان الخور فمن للنضال ومن للصيال * ومن للنزال ودرء الخطر يراعك يجري بسحر العقول * يمد بذهن عجيب الفكر إذا جد حل عرا المشكلات * فعذب فرات ومر صبر أ جوهرة الدهر من بعدها * وهي السلك في عقده فانتثر لئن داهمتك ظروف القضاء * غصنا نضيرا جني الثمر ولم تنض عنك برود الشباب * ولم تقض مما يروم الوطر فما في الحياة سوى المضحكات * فحر يساء وعبد يسر ونجد يشان ونذل يزان * وليث يهان وقرد يبر إلى باطن الأرض يا ذا الاباء * فما ظهرها لأبي مقر وأخلد إلى الترب وانعم به * إذا لم يكن من صغار مفر تصوح بعدك روض العلوم * وطاح النبات وجف الزهر وغادرت فينا حماة القريض * نجوما دهاها خسوف القمر فلا تبعدن بلى قد بعدت * وكيف دنو رهين الحفر سنسقي ثراك دموع العيون * ففيها الغنى عن روي المطر وقال مذيلا لقصيدة دعبل الخزاعي التائية المشهورة:
وقبر غدا فردا بظاهر جلق * لزينب بين النهر والهضبات أصابته من أم المصائب نفحة * فعمته بالألطاف والبركات مقيم على ظهر الطريق غدت له * معالم دين الله منطمسات سليلة بيت الوحي أمست فريدة * به بين حساد لها وعداة لقد غالبت جور الزمان وغدره * بصبر على أرزائه وثبات وقد فوجئت طول الحياة وبعدها * ببين وثكل موجع وشتات كما بيضت تاريخ مجد ابن أمها * بما كتبت من ناصع الصفحات فكم وقفت بين الطغاة مواقفا * سقتهم كؤوس السم بالكلمات ثوت حيث وافاها الحمام غريبة * تحاط باخصام لها وطغاة سوى عصبة قلت وقل غناؤها * ترى ودها من أعظم القربات تطوف به شبانها وكهولها * وتسقي ثراه واكف العبرات أبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان الكركي العاملي ولد سنة 529 أو 527 ومات في 16 ذي الحجة سنة 592. الكركي بفتح الكاف وسكون الراء وآخره كاف في معجم البلدان: قرية في أصل جبل لبنان قرأت بخط الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الغني بن نقطة: أما الكركي بفتح الكاف وسكون الراء فهو أحمد بن طارق بن سنان أبو الرضا الكركي قال لي أبو طاهر إسماعيل بن الأنماطي الحافظ بدمشق هو منسوب إلى قرية في أصل جبل لبنان يقال لها الكرك بسكون الراء وليس هو من القلعة التي يقال لها الكرك بفتح الراء اه وظاهره أنها غير القرية المسماة كرك نوح حيث ذكرها أيضا وذكر كرك البلقاء وقال إنهما بفتح الكاف والراء لكن لا يخفى أنه لا يوجد في أصل جبل لبنان قرية غير كرك نوح تسمى الكرك لا بسكون الراء ولا بفتحها.
قال ياقوت. كان أبو الرضا تاجرا مثريا بخيلا ضيق العيش ليس له غلام ولا جارية ولا من ينفق عليه فلسا، وكان مقترا على نفسه سمع أبا منصور ابن الجواليقي ومحمد بن ناصر السلامي ومحمد بن عمر الأرموي ومحمد بن عبيد الله الزاغوني وسمع في أسفاره في عدة بلاد وكان أكثر سفره إلى مصر وكان ثقة في الحديث متقنا لما يكتبه الا أنه كان خبيث الاعتقاد رافضيا، ولما مات بقي في بيته أياما لا يعلم بموته أحد حتى أكلت الفأر أذنيه وأنفه على ما قيل اه.
وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 592 فيها توفي أبو الرضا أحمد بن طارق الكركي ثم البغدادي التاجر الحدث. سمع من ابن ناصر وأبي الفضل الأرموي وطبقتهما فأكثر ورحل إلى دمشق ومصر وهو من كرك نوح وكان شيعيا جلدا قاله في العبر انتهى وقد فهم من هذا زيادة على ما مر أنه من كرك نوح وأنه انتقل إلى بغداد والظاهر أن وفاته كانت بها وعلم مشايخه. وفي كونه تاجرا محدثا تعليم لأهل العلم أن العلم لا ينافي الكسب الذي يصون عن سؤال الناس.
وفي لسان الميزان: أحمد بن طارق الكركي المحدث روى عن أبي الطلالمة وطبقته قال الحافظ ضياء الدين شيعي غال. قلت: مات قبل الستمائة أجاز لشيخنا أحمد بن أبي الخير اه قال ابن النجار كان حريصا على الطلب وتحصيل الأصول وسافر في التجارة إلى مصر والشام وأقام في الغربة زمانا وسمع وحصل وحدث واملى ولم يزل يطلب ويسمع إلى حين وفاته وكان صدوقا ثبتا أمينا الا انه كان غاليا في التشيع شحيحا مقنطا على نفسه ساقط المروءة وقد سمعت منه كثيرا وكان قليل المعرفة بعيدا من الفهم ولكنه صحيح السمع حسن النقل مليح الخط، وقال ابن الأخضر: كان ثقة صدوقا وكان يشتري الأصول ويسمعها من المشائخ ويخفيها، وقال ياقوت: كان ثقة في الحديث تاجرا كثير المال مقترا على نفسه حتى أنه لما مات بقي في بيته أياما لا يعلم أحد بموته حتى اكلت الفأر انفه وأذنيه وكان رافضيا كذا قال، وياقوت متهم بالنصب فالشيعي عنده رافضي اه لسان الميزان. الشيخ احمد الطالقاني الأصل القزويني المنشأ ذكره الشيخ عبد النبي القزويني، في تتمة أمل الآمل: فقال كان

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 618
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست