responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 507

عاد إليه حقه فامر الناصر بارجاع جميع ماله إليه وقال إن التدبير أوجب عزلك فاما مالك فلا حاجة لنا به قال وذكر ابن عنبة عن الوزير ظلما وكبرا.
قال وزعم المنجمون ان الكواكب السبعة اجتمعت في أيام نوح ع في برج الحوت وهو مائي فأوجب ذلك الطوفان المائي وأنها اجتمعت في أيام الناصر في برج الميزان وهو هوائي فدل على حصول طوفان ريح يخرب أكثر المعمور ولو كان زحل معها كما وقع في قران نوح ع لعم طوفان الريح الأرض كما عمها في أيام نوح ع والذي اجتمع في أيام الناصر الستة ما عداه وشاع ذلك واجمع المنجمون عليه وشرع أكثر ملوك الأعاجم في اتخاذ الأسراب الكبار تحت الأرض واعداد الأزواد وبالغوا في ذلك فلما كانت الليلة التي دل القرآن أن طوفان الرياح يقع فيها لم ير مثلها ركودا ولم تكد تهب ريح.
قال وذكر العماد الكاتب في البرق الشامي قال: استدعاني السلطان صلاح الدين بن أيوب وهو يومئذ محاصر للإفرنج على بعض قلاع الساحل فدخلت إليه وقد دخل المساء وأوقدت الشموع الكبار فلم يكد يهب نسيم والى ذلك أشار أبو عبد الله محمد سبط بن التعاويذي في قصيدته النونية الطويلة التي يمدح بها الامام الناصر بقوله:
قالوا القران وطوفان الهواء له * بالشر عن كثب في الأرض طوفان وما لهم فيه برهان وطائرك * الميمون فيه لدفع الشر برهان وكيف تسطو الليالي أو يكون لها * في عصر مثلك ارهاق وعدوان سعادة لو أحاط الخارمي بها * لعاد فيما أدعاه وهو خزيان والخارمي هذا هو أحد أكابر المنجمين في ذلك الوقت وهو منسوب إلى خارم بالخاء المعجمة والألف والراء والميم مدينة من ساحل الشام. قال ورأيت في بعض التواريخ أن الناصر لما رأى اجماع المنجمين طلب فلانا المنجم وكان أجل منجم ببغداد فذكر له ما يقوله أهل النجامة فقال يا أمير المؤمنين لا أقول بقولهم ولكن أقول إن أعظم محل يجتمع فيه الناس تصيبه آفة سماوية فكثر خوف الناصر على بغداد وقال: ما في الدنيا أجمع للناس منها وأمر باصلاح الجسور خشية من الغرق فاتفق ان الحجاج نزلوا مجتمعين بمبنى فجاءهم سيل لم ير مثله في جوف الليل فذهب بهم وبلغ الخبر الناصر فسري عنه وخلع على المنجم اه.
وفي مرآة الجنان أنه في سنة 622 جاء جلال الدين بن خوارزمشاه فوضع السيف في أهل دقوقا وأحرقها وعزم على هجم بغداد فانزع الخليفة الناصر فحصن بغداد وأقام المجانيق وأنفق ألف ألف دينار فاعلم ابن خوارزمشاه ان الكرج قد خرجوا على بلاده فساق إليهم اه.
والامام الناصر هو الذي بنى سرداب الغيبة في سامراء وجعل فيه شباكا من الآبنوس الفاخر أو الساج كتب على دائره اسمه وتاريخ عمله وهو باق لهذا الوقت وكأنما فرع منه الصناع الآن وهذا صورة ما كتب عليه:
بسم الله الرحمن الرحيم قل لا أسألكم عليه اجرا لا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ان الله غفور شكور. هذا ما أمر بعمله سيدنا ومولانا الامام المفترض الطاعة على جميع الأنام أبو العباس احمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين الذي طبق البلاد احسانه وعدله وعم العباد رأفته وفضله قرن الله أوامره الشريفة باستمرار النجح والنشر وناطها بالتأييد والنصر وجعل لأيامه المخلدة حدا لا يكبو جواده ولآرائه الممجدة سعدا لا يخبو زناده في عز تخضع له الأقدار فيطيعه عواصيها وملك تخشع له الملوك فيملكه نواصيها بتولي المملوك معد بن الحسين بن معد الموسوي الذي يرجو الحياة في أيامه المخلدة ويتمنى انفاق عمره في الدعاء لدولته المؤبدة استجاب الله أدعيته وبلغه في أيامه الشريفة أمنيته من سنة ست وستمائة الهلالية وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله الطاهرين وعترته وسلم تسليما ونقش في خشب الساج داخل الصفة في ظهر الحائط ما صورته: بسم الله الرحمن الرحيم محمد رسول الله أمير المؤمنين علي ولي الله فاطمة الحسن بن علي الحسين بن علي علي بن الحسين محمد بن علي جعفر بن محمد موسى بن جعفر علي بن موسى محمد بن علي علي بن محمد الحسن بن علي القائم بالحق ع. هذا عمل علي بن محمد ولي آل محمد رحمه الله اه.
وهذا السرداب هو سرداب الدار التي سكنها ثلاثة من أئمة أهل البيت الطاهر وهم: الإمام علي بن محمد الهادي وولده الإمام الحسن بن علي العسكري وولده الإمام محمد المهدي ع كما سكنوا أيضا في ذلك السرداب وتشرف بسكناهم فيه ولذلك تتبرك الشيعة وغيرها به وتصلي لربها فيه وتدعوه لبركته بسكنى آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه وتشريفهم له وليس في الشيعة من يعتقد أن المهدي موجود في السرداب أو غائب فيه كما يرميهم به من يريد التشنيع وينسب إليهم في ذلك أمورا لا حقيقة لها مثل أنهم يجتمعون كل جمعة على باب السرداب بالسيوف والخيول وينادون اخرج إلينا يا مولانا، فان هذا كذب وافتراء حتى أن بعض من ذكر ذلك قال إنه بالحلة، مع أن السرداب في سامراء لا في الحلة، وبالجملة فليس للسرداب مزية عند الشيعة الا تشرفه بسكنى ثلاثة من أئمة أهل البيت ع فيه وهذا الأمر لا يختص بالشيعة في تبركهم بالأمكنة الشريفة فليتق الله المرجفون.
والامام الناصر هو الذي كتب إليه علي بن صلاح الدين الأيوبي وكان أبوه أوصى إليه بالسلطنة وجعله ولي عهده وهو أكبر ولده وأخذ له البيعة على أخيه نجم الدين أبي بكر بن أيوب وعلى ابنه عثمان بن صلاح الدين ولما مات صلاح الدين وثبا عليه واغتصبا منه الملك فكتب إلى الامام الناصر بهذه الأبيات وهي مشهورة رواها عامة المؤرخين مع جوابها:
مولاي ان أبا بكر وصاحبه * عثمان قد غصبا بالسيف حق علي وهو الذي كان قد ولاه والده * عليهما فاستقام الأمر حين ولي فخالفاه وحلا عقد بيعته * والأمر بينهما والنص فيه جلي فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف لقي * من الأواخر ما لاقي من الأول فاجابه الامام الناصر يقول:
وافى كتابك يا ابن يوسف ناطقا * بالصدق يخبر ان أصلك طاهر غصبوا عليا حقه إذ لم يكن * بعد النبي له بيثرب ناصر فاصبر فان غدا عليه حسابهم * وابشر فناصرك الامام الناصر والناصر هو الذي طلب الشريف قتادة أمير مكة ليحضر إليه فجاء حتى وصل إلى النجف وأخرج الخليفة العلماء والأمراء والأعيان للقائه ومعهم أسد في سلسلة فتطير من ذلك وقال: ما لي ولأرض تذل فيها الأسود ورجع، فكتب إليه الناصر يعاتبه، فاجابه بهذه الأبيات:

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 507
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست