responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 396

الاستظهار على المصريين وكان لؤلؤ لما قدم عسكر مصر إلى الشام كاتب بسيل ملك الروم في النجدة على المصريين ومت إليه بما كان بينه وبين سعد الدولة من المعاهدة وبعث إليه بهدايا وتحف كثيرة فجاءه الكتاب وهو يقاتل ملك البلغار فبعث إلى نائبه بأنطاكية يأمره بانجاد أبي الفضائل فسار في خمسين ألفا حتى نزل الجسر الجديد أو جسر الحديد على العاصي بين أنطاكية وحلب فلما بلغ ذلك منجوتكين استشار المغربي والقواد فأشاروا بالابتداء بالروم قبل وصولهم إلى حلب لئلا يصيروا بين عدوين فساروا حتى صار بينهم وبين الروم نهر أنطاكية وليس لأحد الفريقين سبيل للعبور لكثرة الماء وأقام منجوتكين من يمنع الناس من العبور لوقت يختاره المنجم وهذا يدل على رواج أمر التنجيم في ذلك الوقت فعبره شيخ من أصحابه والماء إلى صدره والروم يرمونه بالنشاب فلما رآه الباقون رموا بأنفسهم في الماء فرسانا ورجالة ومنجوتكين يمنعهم فلا يمتنعون حتى صاروا مع الروم في أرض واحدة وقاتلوهم فنصر الله المسلمين وانهزمت الروم واثخن المسلمون فيهم قتلا وأسرا وأفلت كبيرهم في عدد يسير إلى أنطاكية وغنم المسلمون منهم ما لا يحصى وتبعهم منجوتكين إلى أنطاكية فاحرق ونهب ضياعها وكان وقت الغلال فانفذ أبو الفضائل إلى قرى حلب فنقل ما فيها من الغلال وأحرق الباقي لئلا يأخذه المصريون وعاد منجوتكين إلى حلب فحصرها فعلم لؤلؤ انه لا قبل له بهم فأرسل إلى المغربي والى كاتب منجوتكين وأرغبهما في المال وسألهما أن يشيرا على منجوتكين بالانصراف عنهم هذه السنة بعلة تعذر الأقوات ففعلا وصادف ذلك ضجره من الحرب وشوقه إلى دمشق فانخدع وسار إلى دمشق وكتبوا جميعا إلى العزيز يقولون قد نفدت الميرة ويستأذنونه في الرجوع وقبل مجئ الجواب رحلوا فبلغ العزيز ذلك فشق عليه ووجد أعداء المغربي طريقا إلى الطعن فيه عند العزيز فصرفه وأنفذ شيئا كثيرا من الأقوات من مصر في البحر إلى طرابلس ومنها إلى العسكر وكتب بعود العسكر إلى حلب فرجع منجوتكين في السنة الآتية وبنى الدور والحمامات والخانات والأسواق بظاهر حلب وحاصر حلب ثلاثة عشر شهرا فقلت الأقوات واشتد الحصار على لؤلؤ وأبي الفضائل فكاتبا ملك الروم ثانيا وقالا له متى أخذت حلب أخذت أنطاكية ومتى أخذت أنطاكية أخذت القسطنطينية وكان قد توسط بلاد البلغار فجاء بنفسه في مائة ألف وتبعه من كل بلد عسكره فلما قرب من البلاد أرسل لؤلؤ إلى منجوتكين يقول إن الاسلام جامع بيني وبينك وأنا ناصح لكم وقد وافاكم ملك الروم بجنوده وأتته جواسيسه بمثل ذلك فاخرب ما كان بناه من سوق وحمام وسار إلى دمشق ووصل ملك الروم فنزل على باب حلب وخرج إليه أبو الفضائل ولؤلؤ ثم عادا إلى حلب ورحل بسيل إلى الشام ففتح حمص وشيزر ونهب وأسر ونازل طرابلس نيفا وأربعين يوما فامتنعت عليه فعاد إلى بلاده ولما بلغ الخبر العزيز عظم عليه ونادى في الناس بالنفير لغزو الروم وبرز من القاهرة وحدثت به أمراض منعته وأدركه الموت انتهى ما أخذناه من تاريخ ابن الأثير والنجوم الزاهرة ثم إن لؤلؤا دس السم فيما قيل إلى أبي الفضائل على يد زوجته بنت لؤلؤ فإنه كان صهره فسمته فمات سنة 391 وقام مقامه ولداه أبو الحسن علي وأبو المعالي شريف أياما ثم أخرجا إلى مصر وبهما ختمت سلطنة آل حمدان واستقل لؤلؤ بملك حلب ثم توفي سنة 399 وملكها بعده ابنه أبو منصور وتلقب مرتضى الدولة وكان فتح غلام أبيه نائبه فيها فعصى عليه ومنعه من دخولها فمضى إلى الروم وتصرف بنو كلاب بما تحت يده. وفي النجوم الزاهرة: في سنة 404 استولى الحاكم العبيدي على حلب وزال ملك بني حمدان منها.
2735: أبو الفضل بعض بني حمدان مر أبو الفضل بن سعيد بن حمدان أخو أبي فراس ثم وجدنا في ديوان السري الرفا ما لفظه: وقال يمدح أبا الفضل بعض بني حمدان والظاهر أن المراد به أخو أبي فراس لأنه في ذلك العصر وليس في بني حمدان من يكنى أبا الفضل غيره ولكن فيما جمعناه من سيرة أبي فراس ذكر أبيات من القصيدة وانها في مدح سيف الدولة ولا ندري الآن من أين نقلناه وأبيات القصيدة تدل على أنها في سيف الدولة مثل وصفه بأنه ملك ووصف جيشه ولكن في القصيدة اسم أبا الفضل فالأمر غير خال من اشتباه والله أعلم. قال من قصيدة:
على طيفا سرى حليف اكتئاب * مطفئ من صبابة وتصابي لم يذقنا حلاوة الوصل الا * بين عتب مبرح وعتاب كيف عنت لنا ظباء كناس * غادرتها النوى شموس قباب وفيها يقول:
لطمت خدها ببيض لطاف * نال منها عذاب بيض عذاب يتشكى العناب نور الأقاحي * واشتكى الورد ناضر العناب عذاب الأولى بفتح العين فاعل نال وعذاب الثانية بكسر العين وأراد بالبيض العذاب الأسنان يقول لطمت خدها وعضت أناملها غيظا يتشكى العناب أي الأنامل نور الأقاحي وهي الأسنان حيث عضت الأنامل بالأسنان واشتكى الورد وهو خدها ناضر العناب وهو أناملها لما لطمت خدها بهن. ثم قال يصف مسيره إلى الممدوح في السفينة السوداء المطلية بالقار وهي التي يسميها اليوم أهل العراق ساجة:
كل زنجية كان سواد الليل * أهدى لها سواد الإهاب تسحب الذيل في المسير فتختال * وطورا تمر مر السحاب وتشق العباب كالحية السوداء * أبقت في الرمل أثر انسياب يشير إلى ما يحدث وراءها من اثر في الماء عند جريها:
وإذا قومت رؤوس المطايا للسرى قومت من الأدناب فان الملاح يقومها بالسكان الذي في آخرها وهو ذنبها.
ثم قال في وصف القصيدة:
مهديات إلى الأمير لبابا * من ثناء يثني من الألباب زهرة غضة النسيم غذاها * صفو ماء العلوم والآداب فهي كالخرد الأوانس يخلطن * شماس الصبا بأنس التصابي طالبات بها أبا الفضل يمتتن * إليه بأوكد الأسباب خطبت وده ونائله الغمر * وكم أعرضت عن الخطاب ثم قال في الممدوح:
ملك ما انتضى المهند الا * خيل بدرا يسطو بحد شهاب خيمه في مواطن الحكم كهل * ونداه في عنفوان الشباب قمر أطلعته أقمار ليل * أسد أنجبته آساد غاب ثم قال يصف الجيش:
بخميس كأنما حجب الشمس * وقد ثار نقعه بضباب وكان اللواء في الجو لما * باشرته الصبا جناحا عقاب

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست