responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 29

صدق الناس كرهوه. المسكنة مفتاح البؤس. إن للقلوب إقبالا وأدبارا ونشاطا وفتورا فإذا أقبلت بصرت وفهمت وإذا أدبرت كلت وملت فخذوها عند إقبالها ونشاطها واتركوها عند أدبارها وفتورها. أصحب السلطان بالحذر والصديق بالتواضع والعدو بالتحرز والعامة بالبشر. الآجل آفة الآمل والبر غنيمة الحازم والتفريط مصيبة ذي القدرة والبخل يمزق العرض والحب داعي المكاره وأجل الخلائق وأكرمها اصطناع المعروف وإغاثة الملهوف وتحقيق أمل الآمل وتصديق مخيلة الراجي والاستكثار من الأصدقاء في الحياة والباكين بعد الوفاة اه.
بعض أدعيته القصار روى الصدوق في العيون بسنده عن أبي جعفر الثاني عن آبائه عن الحسين بن علي ع وذكر خبرا طويلا فيه دعاء لكل إمام حتى وصل إلى الرضا ع فقال وله دعاء يدعو به:
اللهم اعطني الهدى وثبتني عليه واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه ولا حزن ولا جزع إنك أهل التقوى وأهل المغفرة.
ما نسب إليه من الشعر في مناقب ابن شهرآشوب أنشأ الرضا ع. ويأتي نسبته إلى إنشاده:
إذا كان دوني من بليت بجهله * أبيت لنفسي أن أقابل بالجهل وإن كان مثلي في محلي من النهي * أخذت بحلمي كي أجل عن المثل وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى * عرفت له حق التقدم والفضل قال وله ع أقول ويأتي نسبته إلى إنشاده:
وذي غيلة سالمته فقهرته * فأوقرته مني بعفو التحمل ولم أر للأشياء أسرع مهلكا * لغمر قديم من وداد معجل وله أورده ابن شهرآشوب في المناقب:
لبست بالعفة ثوب الغنى * وصرت امشي شامخ الراس لست إلى النسناس مستأنسا لكنني آنس بالناس إذا رأيت التيه من ذي الغنى * تهت على التائه بالياس وما تفاخرت على معدم * ولا تضعضعت لافلاس وروى الصدوق في العيون بسنده عن أحمد بن الحسين كاتب أبي الفياض قال حضرنا مجلس علي بن موسى الرضا فشكا رجل أخاه فانشا الرضا يقول:
اعذر أخاك على ذنوبه * واستر وغط على عيوبه واصبر على بهت السفيه * وللزمان على خطوبه ودع الجواب تفضلا * وكل الظلوم إلى حسيبه وفي الاختصاص كتب المأمون إلى الرضا ع عظني فكتب إليه وفي العيون بسنده عن المغيرة سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول:
انك في دنيا لهامدة * يقبل فيها عمل العامل أما ترى الموت محيطا بها * يصلب فيها أمل الآمل تعجل الذنب بما تشتهي * وتأمل التوبة من قابل والموت يأتي أهله بغتة * ما ذاك فعل الحازم العاقل وقال:
نعى نفسي إلى نفسي المشيب * وعند الشيب يتعظ اللبيب فقد ولى الشباب إلى مداه * فلست ارى مواضعه تئوب سابكيه واندبه طويلا * وأدعوه إلي عسى يجيب وهيهات الذي قد فات * منه تمنيني به النفس الكذوب وراع الغانيات بياض رأسي * ومن مد البقاء له يشيب أرى البيض الحسان يحدن عني * وفي هجرانهن لنا نصيب فان يكن الشباب مضى حبيبا * فان الشيب لي أيضا حبيب سأصحبه بتقوى الله حتى * يفرق بيننا الأجل القريب ما أنشده من الشعر في كتاب عيون أخبار الرضا بسنده قال الرضا ع قال لي المأمون هل رويت شيئا من الشعر قلت رويت منه الكثير قال أنشدني أحسن ما رويته في الحلم فأنشدته وتقدم نسبة ابن شهرآشوب ذلك إلى انشائه ع:
إذا كان دوني من بليت بجهله * أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل وإن كان مثلي في محلي من النهي * أخذت بحلمي كي أجل عن المثل وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى * عرفت له حق التقدم والفضل قال المأمون من قائله قلت بعض فتياننا قال فانشدني أحسن ما رويته في السكوت عن الجاهل فقلت:
إني ليهجرني الصديق تجنبا * فأريه ان لهجره أسبابا وأراه ان عاتبته أغريته * فارى له ترك العتاب عتابا وإذا ابتليت بجاهل متحلم * يجد المحال من الأمور صوابا أوليته مني السكوت وربما * كان السكوت عن الجواب جوابا فقال من قائله قلت بعض فتياننا. قال فانشدني أحسن ما رويته في استجلاب العدو حتى يكون صديقا فقال ع أقول مر نسبة البيت الأول والثالث إلى انشائه ع:
وذي غلة سالمته فقهرته * فأوقرته مني بعفو التجمل ومن لا يدافع سيئات عدوه * باحسانه لم يأخذ القول من عل ولم أر في الأشياء أسرع مهلكا * لغمر قديم من وداد معجل فقال له المأمون ما أحسن هذا من قاله قال بعض فتياننا فقال فانشدني أحسن ما رويته في كتمان السر فقال:
وإني لأنسى السر كيلا أذيعه * فيا من رأى سرا يصان بان ينسى مخافة أن يجري ببالي ذكره * فينبذه قلبي إلى ملتو حسا فيوشك من لم يفش سرا وجال في * خواطره أن لا يطيق له حبسا فقال له المأمون إذا امرت أن يترب الكتاب كيف تقول قال ترب قال فمن السحاء [1] قال سح قال فمن الطين قال طين قال يا غلام ترب هذا الكتاب وسحه وطينه وامض به إلى الفضل بن سهل وخذ لأبي الحسن ثلاثمائة ألف درهم. وفي عيون الأخبار بسنده عن محمد بن يحيى بن أبي عباد عن عمه قال سمعت الرضا ع يوما ينشد شعرا وقليلا ما كان ينشد شعرا:
كلنا نأمل مدا في الأجل * والمنايا هن آفات الأمل لا يغرنك أباطيل المنى * والزم القصد ودع عنك العلل إنما الدنيا كظل زائل * حل فيه راكب ثم رحل


[1] السحاء ما أخذه من القرطاس يقال سحا القرطاس إذا اخذ منه شيئا قليلا ويسمى ذلك المأخوذ سحاية وسحاءة أيضا وسحا الكتاب يسحيه ويسحوه شده بسحاءته أي ربطه بالشئ الذي قص منه وهذا معنى قوله فمن الساحء قال سح. المؤلف

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست