responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 256

خبرا مسندا عن القعقاع بن الأبرد الطهوي قال والله اني لواقف قريبا من علي بصفين الحديث ويذكر في ترجمة القعقاع. فدل ذلك على أن القعقاع وأباه من أصحاب علي ع وكانا معه بصفين وقتل الأب بصفين.
497: الأبرش الكلبي روى الكليني وابن شهرآشوب في المناقب حديثا يدل على اعترافه بفضل الباقر ع على جميع الخلق في زمانه وربما دل صدر الحديث على أنه كان أولا على خلاف ذلك قال ابن شهرآشوب في المناقب قال الأبرش الكلبي لهشام من هذا الذي احتوشه أهل العراق يسألونه؟ قال هذا نبي أهل الكوفة وهو يزعم أنه ابن رسول الله وباقر العلم ومفسر القرآن فاساله مسالة لا يعرفها فاتاه وقال يا ابن علي قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان؟ قال نعم؟ قال: فاني أسألك عن مسائل قال سل فان كنت مسترشدا فستنتفع بما تسأل عنه قال كم الفترة التي كانت بين محمد وعيسى ع؟ قال أما في قولنا فسبعمائة سنة وأما في قولك فستمائة سنة قال فأخبرني عن قوله تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة قال يحشر الناس على مثل قرص النقي [1] فيها انهار متفجرة يأكلون ويشربون حتى يفرع من الحساب فقال هشام قل له ما أشغلهم عن الأكل والشرب يومئذ قال هم في النار أشغل ولم يشغلوا عن أن قالوا: إن أفيضوا علينا من الماء ومما رزقكم الله تعالى قال فأخبرني عن قول الله تعالى: واسال من أرسلنا قبلك من رسلنا كان في أيامه من الرسل من يسألهم فيخبروه فأجاب عن ذلك بمثل ما تقدم من فصل الميثاق من هذا أقول لم أعثر على ما ذكره فيما تقدم من فصول كتابه والذي ذكره المفسرون ان المراد واسال أمم من أرسلنا قبلك على حذف المضاف أو نحو ذلك. قال فنهض الأبرش وهو يقول أنت ابن بنت رسول الله حقا ثم صار إلى هشام فقال دعونا منكم يا بني أمية فان هذا أعلم أهل الأرض بما في السماء والأرض فهذا ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال وقد روى الكليني هذه الحكاية عن نافع غلام ابن عمر وزاد فيها زيادة أقول فهي واقعة أخرى مع نافع كالتي مع الأبرش والتي مع سالم مولى هشام كما مر في مناقب الباقر ع.
وجدنا في مجموعة ورام انه روي عن الأبرش الكلبي وقد قام ليصلح المصباح فقال صاحب المجلس له: ليس من المروءة ان يستخدم الرجل ضيفه اه والظاهر أنه أبو مجاشع الأبرش بن الوليد الكلبي القضاعي الذي ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وانه كان في عصر هشام ابن عبد الملك وبقي إلى عصر المنصور قال ابن عساكر في تاريخ دمشق:
ابرش بن الوليد بتصل نسبه بقضاعة كان أحد الفصحاء من أصحاب هشام ابن عبد الملك ولما أفضت الخلافة إلى هشام سجد من كان حوله شكرا ولم يسجد أبرش فلما رفع هشام رأسه قال ما منعك من السجود وقد سجدت أنا وهؤلاء فقال أما أنت فقد أتتك الخلافة فشكرت الله على عطاء جزيل وأما هذا فكاتبك وشريكك وأما هذا فحاجبك والمؤدي عنك وإليك وأما أنا فرجل من العرب لي بك حرمة وخاصية وأنا أخاف أن تغيرك الخلافة فعلى ما ذا أسجد فقال له إن الذي منعك من السجود هو ما ذكرت فقال نعم فقال له لك ذمة الله وذمة رسوله ان لا أتغير عليك فقال الآن طاب السجود الله أكبر. وقال دخلت على هشام فسألته حاجة فامتنع علي فقلت يا أمير المؤمنين لا بد منها فانا قد ثنينا عليها رجلا فقال ذاك أضعف لك أن تثني رجلك على ما ليس عندك فقلت يا أمير المؤمنين ما كنت أظن أني أمد يدي إلى شئ مما كان قبلك إلا نلته قال ولم قلت لأني رأيتك لذلك أهلا ورأيتني مستحقه منك فقال يا أبرش ما أكثر من يرى أنه مستحق أمرا ليس له باهل فقلت أف لك والله ما علمتك قليل الخير نكده والله لا نصيب منك الشئ إلا بعد مسالة فإذا وصل إلينا مننت به والله ما أصبنا منك خيرا قط قال والله ولكنا وجدنا الأعرابي أقل شئ شكرا قلت والله اني لأكره الرجل يحصي ما يعطي. ودخل عليه أخوه سعيد بن عبد الملك ونحن في ذلك فقال مه يا أبا مجاشع لا تقل ذلك لأمير المؤمنين فقال هشام أ ترضى بأبي عثمان بيني وبينك قلت نعم قال سعيد ما تقول يا أبا مجاشع قلت لا تعجل صحبت والله هذا وهو أرذل بني أبيه وأنا سيد قومي يومئذ وأكثرهم مالا وأوجههم جاها أدعى إلى الأمور العظام من قبل الخلفاء وما يطمع هذا يومئذ فيما صار إليه حتى إذا صار إلى البحر الأخضر غرف لنا منه غرفة ثم قال حسبك فذاك فقال هشام يا أبرش اغفرها لي فوالله لا أعود لشئ تكرهه أبدا صدق يا أبا عثمان قال فوالله ما زال مكرما لي حتى مات وكتب الفرزدق أبياتا إلى سعيد بن الوليد يخاطب بها الأبرش ليكلم فيه هشاما يقول فيها:
إلى الأبرش الكلبي أسندت حاجة * تواكلها حيا تميم ووائل على حين ان زلت بي النعل زلة * واخلف ظني كل حاف وناعل فدونكها يا ابن الوليد فإنها * مفضلة أصحابها في المحافل وأوتيتها يا ابن الوليد فقم بها * قيام امرئ في قومه غير جاهل فكلم فيه هشاما فامر بتخليته فقال:
لقد وثب الكلبي وثبة حازم * إلى خير خلق الله نفسا وعنصرا إلى خير أبناء الخلافة لم تجد * لحجته من دونه متأخرا أ في حلف كلب من تميم وعقدها * لما سنت الآباء ان يتعمرا وكان بين كلب وتميم حلف قديم في الجاهلية وفي ذلك يقول جرير:
تميم إلى كلب وكلب إليهم * أحق واولى من صداء وحميرا وكان بين مسلمة وهشام تباعد وكان الأبرش الكلبي يدخل عليهما وكان أحسن الناس عقلا وحديثا وعلما فقال له هشام كيف تكون خاصا بي وبمسلمة على ما بيننا من المقاطعة فقال لأني كما قال الشاعر:
أعاشر قوما لست أخبر بعضهم * باسرار بعض ان صدري واسع فقال كذلك والله أنت. وحدا الأبرش بالمنصور فقال:
أغر بين حاجبيه نوره * إذا توارى ربه ستوره فاطرب له المنصور فامر له بدراهم فقال يا أمير المؤمنين اني حدوت بهشام بن عبد الملك فطرب فامر لي بعشرة آلاف درهم فقال يا ربيع طالبه بها وقد أعطاه ما لا يستحقه واخذه من غير محله فلم يزل أهل الدولة يشفعون فيه حتى رد الدراهم وخلى سبيله اه.
498: الابزاري لقب عمر بن أبي زياد وحجاج الابزاري وداود الابزاري وداود بن


[1] النقي كغني الخبز الأبيض الذي نخل مرة بعد مرة ومر مثل ذلك عن سالم مولى هشام بن عبد الملك في مناقب الباقر (ع) المؤلف

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست