responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 130

وآل بحر العلوم من بيوتات العلم الجليلة في العراق خرج منهم العدد الكثير والجم الغفير من جهابذة العلماء وأعيان الفضلاء ومن الشعراء والأدباء. كان المترجم شاعرا مجيدا تلوح عليه آثار السيادة وشرف النسب أبي النفس عالي الهمة حسن المعاشرة كريم الأخلاق لم يكتسب بشعره ولم يمدح أحدا لطلب بره رأيناه في النجف وعاشرناه فكان أحسن الناس عشرة ومما قاله جامع ديوانه في حقه: نشا وفيه ميل فطري للآداب فعكف عليها في ابان شبابه وكان مغرى بغريب اللغة واستظهار شواردها. ذو حافظة قوية للغاية مفضلا لاسلوب الطبقة الأولى طبقة البداوة على الأساليب الصناعية الحادثة واشتهر في شعره بطريقته العربية الصرفة حتى تالف لها حزب من أدباء العراق على عهده تخرج جماعتهم عليه وكانت له حلقة منهم لا يزال الناس يذكرونها ويصفون لهجته في كلامه وحسن تصويره للخاطر الذي يختلج في باله حتى كأنه يشير إلى شئ محسوس في الخارج كثير الارتجال والحفظ ربما نظم القصيدة كلها بينه وبين نفسه ثم يسردها جميعا على من يكتبها انتهى وذكره في الطليعة فقال من أكبر بيت شيد بالفضل والأدب يتلقى ذلك عن أب فأب عاشرته فوجدته شيخا في ظرافة كهل وأريحية فتى يترنم بشعره إذا أنشده فانشد يوما قصيدته التي يرثي بها الشيخ جعفر الشوشتري وجعل يترنم بقوله فيها:
فمن استنزل النجم من أبراجها * واستنزل الأقمار من هالاتها في محفل من الأدباء فيهم السيد جعفر الحلي فطلب السيد جعفر جيكارة من بعض الجالسين وقال معرضا بالمترجم:
الا من يقتل البق * فان البق آذاني إذا طنطن في الجو * يصم الصوت آذاني ففطن لذلك المترجم وقطع الإنشاد وقال:
فقل زمجرة الليث * بها وقر آذاني ودع طنطنة البق * لكابي الشعر خزيان وقبض على يد السيد جعفر وأراد صفعه فارتجل السيد جعفر معتذرا:
رأيت إبراهيم رؤيا بها * اضحى كإسماعيلها جعفر ها آنذا جئتك مستسلما * يا أبت افعل بي ما تؤمر فضحك لحسن اعتذاره وسري عنه انتهى.
تلاميذه في الشعر منهم الشيخ محمد السماوي النجفي صاحب كتاب الطليعة والشيخ عبد المحسن الكاظمي نزيل مصر والشيخ عبد الحسين الخياط النجفي.
ما قاله فيه شعراء عصره قال السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي شاعر العصر من قصيدة رثى بها والد المترجم:
وكفاك إبراهيم فهو فتى * ان قال اصغى الدهر واستمعا جوالة في المجد سبقته * ان ضاق ميدان له اتسعا مستيقظ للعز ناظره * يخشى ويرجى ضر أو نفعا وقال السيد جعفر الحلي فيه من قصيدة:
سيان ان قلت رد البحر وارده * أو قلت خيب إبراهيم راجيه نهدي القريض إليه وهو صيرفه * يرى مزيفه منا وصافيه له القوافي النزاريات لو وزنت * بالدر ما رجحت الا قوافيه تنمى إلى العرب العرباء من مضر * وشاهدي الذلق المسنون في فيه وله ديوان شعر مطبوع، ومن شعره قوله من قصيدة يهني بها السيد علي بحر العلوم بتزويج ولده السيد محمد باقر:
بدر تجلى أم ضياء ذكاء * بزغت بحالك ليلة ليلاء تعطوا كما يعطو الغزال بجيده * ولها التفات الظبية الادماء حوراء قد أخذت تدير سلافها * لرفاقها من مقلة حوراء طافت وقد ملأ الدلال رداءها * تيها تحل معاقد الصهباء لله ليلتنا بوجرة بعد ما * حل الربيع مرابع البطحاء حيث النسيم الرطب يبعث موهنا * بالروض غب الديمة الوطفاء منها في المديح:
علامة العلماء والعلم الذي * تلوى عليه خناصر العلماء يبدو كمثل البدر تم تمامه * في وقت أسعده لعين الرائي متجلب جلباب مجد تالد * مصنوع كف المجد لا صنعاء تخذ الفراسة والهبات وراثة * عن خيم آباء له امراء فهم الليوث ليوث يوم كريهة * وهم الغيوث غيوث يوم عطاء كم قلت للمزجي خفاف طلائح * قطعت نياط مفاوز البيداء عيسا كأمثال السهام إذا انبرت * تفري نحور أجارع الوعساء إن جئت بالانضاء مغنى ابن الرضا * فاحبس فثم معرس الأنضاء تلقاه ثمة حيث لم ير منعم * مثوى الوفود وكعبة النعماء ما أم مغناه الخصيب مؤمل * الا وآب بثروة وغناء خلق له كالروض يغني طيبه * عن طيب نشر الروضة الغناء يا ابن الذين تقاعست عن عزهم * أبناء ذروة عزة قعساء ما ذا يقول الكاشحون وانما * أذن العلى صما عن الفحشاء ان عاودت رجمي فان جنادلي * ترمي امامي حسدي وورائي ان عز مجدي في العلاء فإنما * يعزى لمجدك سؤددي وعلائي وهب انتسبت به إليك فإنما * هي نسبة الأبناء للآباء فلأنت تاج مفاخري وشعائري * وشباة صارم عزمتي ولوائي تاج كمثل الشمس لاح مرصعا * اكليله بكواكب الجوزاء وقال يمدح عمه السيد علي الطباطبائي صاحب البرهان القاطع:
ألقت إليك زمامها العلياء * فشاوت شاوا دونه الجوزاء لك إن دجا الليل الظلام بغيهب * تجلو الغياهب غرة غراء ومناقب لا يستطاع عدادها * هي والنجوم النيرات سواء وخلائق طاب النسيم بريها * فكانما هي روضة غناء ويد يمير الدهر فيض نوالها * فكانما هي ديمة وطفاء تمضي الأمور المشكلات بعزمة * والسيف من عاداته الإمضاء ان الرياسة مذ غدوت زعيمها * قدما ورف لها عليك لواء وافتك شائقة تجر ذيولها * فكانما هي غادة حسناء شهدت عداك بكنه فضلك عنوة * والفضل ما شهدت به الأعداء أ ترى الكواشح طاولوك فضيلة * اني وهم أرض وأنت سماء هيهات تبلغ شاو مجدك حسد * أمست وملء صدورها شحناء واليك شكوى من زمان نالني * فيه وقيت من الزمان عناء

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست