responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 129

وبالجملة كانت أقواله في المعقولات معتبرة عند علماء وفضلاء عصره وفي سنة 1026 بعد رجوع الشاه من سفر كرجستان ترخص منه وتوجه إلى همذان فتوفي في الطريق انتهى وفي رياض العلماء عن كتاب تقويم البلدان ما معناه ان ميرزا إبراهيم الهمذاني المشهور بقاضي زاده كان من علماء دولة الشاه طهماسب ومن بعده من السادة الطباطبائية الحسنية وكان والده قاضيا بهمذان وكان ولده هذا في قزوين مشتغلا بتحصيل العلوم العقلية عند العلامة أمير فخر الدين السماكي الاسترآبادي وقد ترقى في العلوم الحكمية وظهر امره وبعد موت والده وموت السلطان المذكور صار قاضيا بهمذان ثم ذكر نحوا مما مر عن تاريخ عالم آراي ثم قال وأرخ وفاته المولى نصير الدين الهمذاني أحد علماء ذلك العصر في شعر بالفارسية انتهى. ثم قال في الرياض: وكان بينه وبين شيخنا البهائي من المؤاخاة والمصافاة ما يفوق الوصف وكان البهائي يمدحه ويصف علمه وفضله ويرجحه على السيد الداماد المعاصر لهما قال وبينهما مراسلات ومكاتبات لطيفة فمما كتبه إلى البهائي جوابا عن كتاب له إليه قال المؤلف وفيه كثير من عبارات المتصوفين والعرفاء والتسجيعات التي كانت متعارفة في ذلك الزمان واستشهادات بأبيات فارسية اوردنا نموذجا منه لا لبلاغته وفصاحته بل لان السامع ربما تتشوق نفسه إلى معرفته وقد صدره بهذا الدوبيت:
يا غائبا عن عيني لا عن بالي * القرب إليك منتهى آمالي أيام نواك لا تسل كيف مضت * والله مضت بأسوأ الأحوال ومما جاء فيه: قد نورت عيون قلوب المهجورين لمعات البرقة القدسية المباني وعطرت مشام أرواح المشتاقين نسمات أزهار المفاوضة اللاهوتية المعاني المنطوية على كنوز الحقائق الدينية التي لا تصل إلى غوامضها أكثر الأذهان المحتوية على رموز الاسرار العرفانية التي هي فوق مدارك الزمان ولقد جرني كل سطر منها إلى شطر ودلني كل فصل على أصل وهدتني كل إشارة إلى بشارة وإن كانت جميع تلك الأشطار المتخالفة والفصول المتكاثرة والإشارات المتعاندة راجعة في الحقيقة إلى شئ وحداني لا تعدد فيه وامر فرداني لا كثرة تعتريه وقد أشرتم إلى فحص عن حال مخلصكم الحقيقي وخادمكم التحقيقي فأقول: ان بوائق الأيام قد كدرت مشاربي وطوارق الآلام قد ضيقت مساربي وقلبي القاسي العاصي قد سودته الذنوب والمعاصي وجنود الضعف قد استولت على ممالك قواي وذهب مع الركب اليماني هواي ومناي فقم يا مطاع المعارضين حتى ننفض من أذيالنا غبار التعلق بتمويهات عالم الزور وانهض يا سلطان المتألهين لكي نخلص رقابنا من ربقة ملاقاة أهل در الغرور وقد قيل لا راحة الا في قطع العلائق ولا عز الا في العزلة عن الخلائق.
ومن كتاب له إلى الشيخ البهائي أيضا من هذا البحر وعلى هذه القافية اورده صاحب العلاقة وقال فيه: ومن انشائه الذي بلغ من البلاغة الإرب وعجز عن الحوك على منواله مداره العرب انتهى ومع كونه بعيدا عن هذا الوصف فنحن نورد شيئا منه بتسجيعاته للفرض الآنف الذكر قال:
الاتحاد الحقيقي يقتضي سماجة توشيح مفتتح الخطاب وترشيح مبتدأ الكتاب بما استقر عليه العرف العام واستمر عليه الرسم بين الأنام من ذكر المحامد والألقاب ونشر المزايا في كل باب مع أن ذلك أمر كفت شهرته مؤونة التصدي لتحريره وأغنى ارتكازه في الأذهان عن شرحه وتقريره فلو أطلقت عنان القلم في هذا المضمار وأجريت فلك التبيان في ذلك البحر الزخار لكنت كمن يصف الشمس بالضياء ويثني على حاتم بالسخاء فلذلك ضربت صفحا عن ذلك وطويت كشحا عن سلوك تلك المسالك واقتصرت على الايماء إلى نبذة من غموم مديدة سلم برهان السلم عدم انحصارها وشرذمة من غموم عديدة لا ينطبق دليل التطبيق على عشر معشارها نسأل الله سبحانه مفتح أبواب السرور بقطع علائق عالم الزور وحسم عائق دار الغرور وتبديل الأصدقاء المجازيين بالاخلاء الروحانيين والانزواء في زاوية العزلة والانفراد عن جلساء السوء والذلة وصرف الأوقات في تلافي ما فات واعداد الزاد ليوم المعاد هذا ولقد أوجع قلبي وازعج لبي ما صرحتم به من حكاية السقطة التي آلمت قدم قدوة المتألهين وأوهنت رجل سلطان المتولهين لكن القى هاتف الغيب في بالي ان سقوط مبشر بارتقاء والهبوط مخبر عن غاية الاعتلاء فان القطرة لما هبطت صارت لؤلؤة والحبة لما سقطت على الأرض صارت سنبلة مع أن المصيبة والابتلاء موكل بالأنبياء ثم الأولياء.
مشايخه قد عرفت انه قرأ على الأمير فخر الدين السماكي والميرزا مخدوم الأصفهاني ويروي بالإجازة عن الشيخ محمد بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي وعن الشيخ البهائي.
تلاميذه قد عرفت انه كان يحضر مجلس درسه كثير من الطلاب واستفادوا منه ويروي عنه بالإجازة المولى محمد تقي المجلسي.
مصنفاته 1 حاشية على الكشاف 2 حاشية على إلهيات الشفا لابن سينا في مجلدين وذكر في ديباجة أنموذج علومه ان المجلد الأول منه ضاع في سفر الحج 3 حاشية على شرح الإشارات النصيري 4 حاشية على اثبات الواجب لملا جلال الدين الدواني. في جامع الرواة مشورة متداولة 5 رسالة اثبات الواجب القديم والجديد ذكرها في تاريخ عالم آراي 6 حاشية على الشرح الجديد للتجريد ذكرها في رياض العلماء 7 رسالة الأنموذج الإبراهيمية المشار إليها آنفا وله غير ذلك رسائل في علم الكلام.
تنبيه ذكر صاحب كتاب نجوم السماء في أحوال العلماء في كتابه المذكور ترجمتين. إحداهما للسيد ظهير الدين ميرزا إبراهيم بن حسين الهمذاني وقال إنه معاصر للشيخ البهائي يعترف بفضله ويبالغ في مدحه في مجالسه ومدارسه يروي اجازة عن الشيخ محمد بن نعمة الله خاتون العاملي ويروي عنه المجلسي كما صرح به في الشذور وفاته 1026. والثانية للسيد إبراهيم بن قوام الدين حسين بن عطاء الله الحسني الحسيني الهمذاني وقال إنه اخذ الحديث عن الشيخ البهائي واجازه اجازة مبسوطة وفاته على ما قاله مولى عبد العلي الطباطبائي في حاشية أمل الآمل ولم يذكر التاريخ أقول الظاهر أنهما واحد وحسبهما اثنين.
171: السيد إبراهيم بن السيد حسين بن السيد رضا بن السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي الشاعر النجفي المشهور.
ولد سنة 1248 في النجف الأشرف وتوفي فيه سنة 1319 ودفن مع أبيه وجده قرب مقبرة الشيخ الطوسي.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست