responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 71

قال ص 162: وقد مات أحد العلماء ويسمونهم مولاه.
وأقول: ليس أحد يسمي العلماء مولاه ومن خطئه في هذا الأمر الصغير لا نعجب من كثرة أخطائه فيما سواه.
وقال: إن مناجم الفيروز في قرية فيروز آباد في جنوب شيراز.
وأقول: مناجم الفيروز في جبل قرب مشهد الرضا ع لا في قرية فيروز آباد وتوهم من كون اسمها فيروز آباد أن فيها مناجم الفيروز والحال أن فيروز آباد معناها عمارة فيروز وفيروز اسم رجل وكل ذلك يدل على قلة تحقيقه.
قال: والذي شجع الفرس على اتخاذ مشهد كعبة مقدسة الشاه عباس أكبر الصفويين إلى أن قال: صرف قومه عن زيارة مكة المكرمة لكراهتهم للعرب ولكي يوفر على قومه ما كانوا ينفقون من أموال طائلة في بلاد يكرهونها وكثير من الحجاج كانوا من السراة فاتخذ مشهد كعبة وجه إليها الشعب ولكي يزيدها قدسية حج إليها بنفسه ماشيا فتحول إليها الناس جميعا ويندر من يزور الحجاز اليوم وهم يحترمون كلمة مشهدي عن كلمة حجي لأن من زار مشهد أكثر قدسية واحتراما ممن زار مكة وكم كنت أسمعهم ينادون بعضهم باسم مشهدي فلان حتى في مشهد نفسها.
وأقول: ما كنا نتصور أن تبلغ العداوة والتعصب إلى هذا الحد فتحمل المرء على تغيير بديهيات التاريخ وقلب الحقائق في الأمور التي لا تخفى على أحد لا سيما من سائح منسوب إلى العلم يجب أن يتحرى الحقيقة ولا يتعصب فيدرج هذه الأباطيل والأكاذيب في كتابه ويطبعه وينشره على الملأ.
يقول: إن الشاه عباس شجع الفرس على اتخاذ مشهد كعبة مقدسة. والحال أن المشهد مزور مقدس عند جميع طبقات المسلمين الفرس والعرب والترك والكرد والبربر وجميع الطوائف قبل أن يخلق الله الشاه عباس بمئات السنين، من اليوم الذي دفن فيه الامام الرضى ع إلى اليوم يقصده الزوار من بلخ وبخارى وأفغانستان وبلاد العرب من جميع المسلمين الشيعيين والمسمين بالسنيين لأن الجميع يعلمون أنه من أئمة العترة الطاهرة وعلمائها وزهادها وعبادها لا يختلف في ذلك أحد من طوائف المسلمين مهما كانت نحلته. ولمشهده أوقاف في بخارى وغيرها من غالب أهلها ممن تسمى بالسنيين فإذا كان هذا الرجل بتمدنه الجديد يجهل فضل الرضى فالمسلمون جميعا في جميع الأعصار يعرفونه ولا يجهلونه وتعظيم مشاهد الأئمة والأولياء وزيارتها لا يختص بفرقة من المسلمين ولا بزمان دون زمان قبل الوهابية فزعمه إن الشاه عباس هو الذي شجع الفرس على اتخاذ مشهد الرضى مزارا زعم فاسد وخرافة باطلة. كزعمه أنه صرف قومه عن زيارة مكة المكرمة فقومه ما انصرفوا عن زيارة مكة المكرمة في عصر من الأعصار، يزورونها ويحجون إليها بعشرات الألوف في عصر الشاه عباس وقبله وبعده مع ما يلاقون في ذلك من الأخطار والأذايا والأهوال ويصرفون من جلائل الأموال وكان العلماء ومشايخ الاسلام في عصر الشاه عباس إذا أرادوا الخروج من المملكة الإيرانية وخافوا أن لا يأذن لهم الشاه لحاجته إليهم طلبوا الذهاب إلى الحج فحينئذ لا يتوقف عن الإذن لهم كما فعل الشيخ البهائي لما أراد السياحة وكما فعل أبوه الشيخ حسين بن عبد الصمد قبله وقد كان شيخ الاسلام في هراة فطلب الإذن بالحج وسكن البحرين.
ومما يضحك الثكلى تعليله ذلك بكراهتهم للعرب. فلو فرض فرضا فاسدا كراهة الفرس للعرب للعنصرية فلا يمكن أن يكرهوا دين العرب الذي هو دينهم أيضا ومن أهم فروضه الحج، والأتراك كانوا يكرهون العرب للعنصرية فهل حملهم ذلك على ترك الحج. ومثله تعليله بالتوفير على قومه ما ينفقونه في بلاد يكرهونها وكيف يكرهونها وهي موضع كعبتهم الواجب عليهم حجها ومدفن نبيهم الأعظم الذي يتسابقون إلى زيارته وكذلك ما فرعه عليه بقوله فاتخذ مشهد كعبة وجه إليها الشعب إذ كيف يتصور عاقل ان ملكا كالشاه عباس متدينا بالاسلام قائما بفروضه واحكامه يتخذ مشهد كعبة ويوجه إليها الشعب وكيف يتصور من عنده ذرة من عقل أن شعبا مسلما يعد بالملايين متمسكا بشرائع الدين قويا في إيمانه يقبل من الشاه عباس أن يوجهه إلى مشهد بدلا عن الكعبة ولو فعل ذلك لثار عليه الشعب وقتلوه وفي مقدمتهم جنده. وإذا كان زار مشهد الرضى ع ماشيا تواضعا منه واحتراما لأهل البيت الذين يتفرع منهم ويفتخر بالانتساب إليهم فليس ذلك لأنه أراد أن يزيدها قدسية فهي مقدسة عند جميع المسلمين زارها ماشيا أم راكبا أم لم يزرها لا تزيدها زيارته قدسية ولا ينقصها عدم زيارته من قدسيتها نعم هو يتشرف بذلك الفعل. ومن الكذب الصراح قوله فتحول إليها الناس جميعا، فالناس لم يتحول واحد منهم إليها عن حج بيت الله الحرام فضلا عن الجميع وكيف يمكن أن يتحولوا إليها وهم مسلمون متمسكون بشرائع الاسلام معتقدون بوجوب الحج على من استطاع إليه سبيلا يتلون ذلك في كتاب ربهم بكرة وعشيا.
وإذا كانوا ينادون بعضهم باسم مشهدي فذلك لمن لم يحج ومن حج فلا ينادونه إلا باسم حجي فاستنباطه من ذلك أن من زار مشهد أكثر قدسية واحتراما ممن زار مكة استنباط فاسد سخيف كسائر استنباطاته. وإنا نسأله لم ترك هو حج بيت الله الحرام وقصر حجه على عواصم أوروبا ولم يصرفه الشاه عباس عن حج مكة.
وختم كلامه عن مشهد في صفحة 65 66 بأكاذيب نسبها إليهم لم نر فائدة في نقلها وتكذيبها.
وهو كلما ذكر هراة يسميها هيرات بالياء والمعروف من اسمها هراة بدون ياء.
هذا ما أردنا التعليق عليه من كتابه ولا غرض لنا يتعلق بغيره.
كلام للذهبي في تذكرة الحفاظ وللذهبي في كتابه تذكرة الحفاظ كلام ينخرط في هذا السلك لا بأس بذكره وبيان ما فيه قال: لما قتل الأمين واستخلف المأمون على رأس المائتين نجم التشيع وأبدى صفحته وبزغ فجر الكلام ومنطق اليونان وعمل رصد الكواكب وغريب حكمة الأوائل ونشأ للناس علم جديد مرد مهلك لا يلائم علم النبوة ولا يوافق توحيد المؤمنين قد كانت الأمة منه في عافية وقويت شوكة الرافضة والمعتزلة وحمل المأمون المسلمين على القول بخلق القرآن ودعاهم إليه فامتحن العلماء فلا حول ولا قوة إلا بالله إن من البلاء أن تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف ويقدم عقول الفلاسفة ويعزل منقول أتباع الرسل ويماري في القرآن و يتبرم بالسنن والآثار. تقع في الحيرة فالفرار قبل حلول الدمار وإياك ومضلات الأهواء ومجاراة العقول ومن

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست