responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 634

من جرى لك على يديه مساءة بقول أو فعل أو مسرة بقول أو فعل عن تعمد منه أو غير تعمد ثم حق أهل ملتك عامة ثم حق أهل الذمة ثم الحقوق الجارية بقدر علل الأحوال وتصرف الأسباب فطوبى لمن اعانه الله على قضاء ما أوجب عليه من حقوقه ووفقه وسدده.
1: فاما حق الله الأكبر عليك فان تعبده لا تشرك به شيئا فإذا فعلت ذلك باخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة ويحفظ لك ما تحب منهما. ومثله في الخصال إلى قوله والآخرة.
2: وأما حق نفسك عليك فان تستوفيها في طاعة الله وفي الخصال أن تستعملها بطاعة الله عز وجل فتؤدي إلى لسانك حقه وإلى سمعك حقه وإلى بصرك حقه وإلى يدك حقها وإلى رجلك حقها وإلى بطنك حقه وإلى فرجك حقه وتستعين بالله على ذلك.
3: وأما حق اللسان فاكرامه عن الخنا وتعويده على الخير وحمله على الأدب وإجمامه إلا لموضع الحاجة والمنفعة للدين والدنيا وإعفاؤه من الفضول الشنعة القليلة الفائدة التي لا يؤمن شرره مع قلة عائدتها وبعد شاهد العقل والدليل عليه وتزين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وفي الخصال: وحق اللسان إكرامه عن الخنا وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فائدة فيها والبر بالناس وحسن القول فيهم.
4: واما حق السمع فتنزيهه عن أن تجعله طريقا إلى قلبك إلا لفوهة كريمة تحدث في قلبك خيرا أو تكسب خلقا كريما فإنه باب الكلام إلى القلب يؤدي إليه ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر ولا قوة إلا بالله وفي الخصال وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحل سماعه.
5: وأما حق بصرك فغضه عما لا يحل لك وترك ابتذاله إلا لموضع عبرة تستقبل بها بصرا أو تستفيد بها علما فان البصر باب الاعتبار وفي الخصال وحق البصر أن تغمضه عما لا يحل لك وتعتبر بالنظر به.
6: وأما حق رجليك فان لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك ولا تجعلهما مطيتك في الطريق المستخف بأهلها فيها فإنها حاملتك وسالكة بك مسلك الدين والسبق لك ولا قوة إلا بالله وفي الخصال وحق رجليك أن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك فيهما ولا بد لك أن تقف على الصراط فانظر ان لا تزلا بك فتتردى في النار.
7: وأما حق يدك فان لا تبسطها إلى ما لا يحل لك فتنال بما تبسطها إليه من الله العقوبة في الآجل ومن الناس اللائمة في العاجل ولا تقبضها عما افترض الله عليها ولكن توقرها بقبضها عن كثير مما لا يحل لها وبسطها إلى كثير مما ليس عليها فإذا هي قد عقلت وشرفت في العاجل ووجب لها حسن الثواب من الله في الآجل وفي الخصال وحق يدك أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك.
8: وأما حق بطنك فان لا تجعله وعاء لقليل من الحرام ولا لكثير وأن تقتصد له في الحلال ولا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين وذهاب المروءة فان الشبع المنتهي بصاحبه مكسلة ومثبطة ومقطعة عن كل بر وكرم وإن الري المنتهي بصاحبه إلى السكر مسخفة ومجهلة ومذهبة للمروءة وفي الخصال وحق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام ولا تزيد على الشبع.
9: وأما حق فرجك فحفظه مما لا يحل لك والاستعانة عليه بغض البصر فإنه من أعون الأعوان وضبطه إذا هم بالجوع والظما وكثرة ذكر الموت والتهدد لنفسك بالله والتخويف لها به وبالله العصمة والتأييد ولا حول ولا قوة إلا به وفي الخصال: وحق فرجك أن تحصنه عن الزنا وتحفظه من أن ينظر إليه.
ثم حقوق الافعال 10: فاما حق الصلاة فان تعلم أنها وفادة إلى الله وانك قائم بين يدي الله فإذا علمت ذلك كنت خليقا أن تقوم فيها مقام الذليل الراغب الراهب والخائف الراجي المسكين المتضرع المعظم من قام بين يديه بالسكون أو الاطراق وخشوع الأطراف ولين الجناح وحسن المناجاة له في نفسه والرغبة إليه في فكاك رقبتك التي أحاطت بها خطيئتك واستهلكتها ذنوبك ولا قوة الا بالله. وفي الخصال: وحق الصلاة ان تعلم أنها وفادة إلى الله عز وجل وانك فيها قائم بين يدي الله عز وجل فإذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها. ولم يذكر في التحف حق الحج وذكره في الخصال فقال.
وحق الحج ان تعلم أنه وفادة إلى ربك وفرار إليه من ذنوبك وبه قبول توبتك وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك.
11: وأما حق الصوم فان تعلم أنه حجاب ضربه الله على لسانك وسمعك وبصرك وفرجك وبطنك ليسترك به من النار وهكذا جاء في الحديث: الصوم جنة من النار فان سكنت أطرافك في حجبتها رجوت أن تكون محجوبا وإن أنت تركتها تضطرب في حجابها وترف جنبات الحجاب فتطلع إلى ما ليس لها بالنظرة الداعية للشهوة والقوة الخارجة عن حد التقية بالله لم تأمن أن تخرق الحجاب وتخرج منه ولا قوة إلا بالله. وفي الخصال: بعد قوله من النار:
فان تركت الصوم خرقت ستر الله عليك.
12: وأما حق الصدقة فان تعلم أنها ذخرك عند ربك ووديعتك التي لا تحتاج إلى الاشهاد فإذا علمت ذلك كنت بما استودعته سرا أوثق منك بما استودعته علانية وكنت جديرا أن لا تكون أسررت إليه أمرا أعلنته وكان الامر بينك وبينه فيها سرا على كل حال ولم تستظهر عليه فيما استودعته منها باشهاد الاسماع والابصار عليه بها كأنها أوثق في نفسك وكأنك لا تثق به في تأدية وديعتك إليك ثم لم تمتن بها على أحد لأنها لك فإذا امتننت بها لم تأمن أن يكون بها

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 634
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست